‎الهواتف القديمة تعود من جديد.. هل يمكنك الاستغناء عن هاتفك الذكي؟

eirik-solheim-mWTOR3Rx8l8-unsplash
CC0
  • مهند العربي‏
  • الأحد، 26-02-2023
  • 07:39 ص
بدأت شريحة من مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم ‏‏"ثورة" ضد الأجهزة الحديثة، وشرعت في العودة لعصر "الهواتف ‏الغبية".‏

وقالت صحيفة "ذا صن" البريطانية إن الهواتف القديمة، ‏‏"الغبية"، تشهد مؤخرا انتشارا جديدا بين المستخدمين.‏

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة نوكيا للهواتف، أنها شرعت ‏في استعادة جزء من سوق الهواتف المحمولة القديمة العام الماضي.‏

وانطفأ بريق شركة نوكيا، التي كانت المفضلة لدى الأجيال السابقة، بعد ‏الشعبية التي اكتسبتها هواتف أحدث وأذكى من سامسونغ وآيفون وغيرها، خلال السنوات ‏الأخيرة.‏

اظهار أخبار متعلقة


وأوضحت "ذا صن" أن الأجيال الجديدة نشأت في عالم الهواتف الذكية، ‏التي تعمل باللمس، وتوفر مكتبة كاملة من التطبيقات والمميزات.‏

ويقول خبراء إن التأثيرات التي أحدثتها الهواتف الذكية ووسائل التواصل ‏الاجتماعي على الصحة العقلية ساهمت في رغبة الناس في هواتف ‏بسيطة وتقليدية.‏

ويشيرون إلى أن هذه الفئة من الناس تحاول حاليا الحد من استهلاكها ‏للهواتف الذكية، بعد أن أصبحت "مدمنة" على الميزات، التي تمنحها ‏دفعات سريعة ومؤقتة من هرمون السعادة "الدوبامين".‏

في المقابل، يرغب آخرون في الاعتماد على الهواتف "الغبية" في حياتهم ‏ليكونوا أكثر حضورا في "العالم الحقيقي".

أعلى المبيعات للهواتف الغبية

من الشركات المصنعة "للهواتف الغبية" شركة لايت فون (‏Light ‎Phone) ‎التي تتخذ من نيويورك مقرا لها. لكن أجهزتها أكثر ذكاء إلى ‏حد ما، فهي تسمح للمستخدمين بالاستماع إلى الموسيقى والبودكاست، ‏وتوصيلها بسماعات تعمل بخاصية البلوتوث. لكن الشركة تتعهد بأن ‏هواتفها "لن تحتوي أبدا على تطبيقات التواصل الاجتماعي، أو الأخبار ‏ذات العناوين المضللة، أو الرسائل الإلكترونية، أو متصفح الإنترنت أو ‏أي شيء آخر يصيب بالتوتر".‏

تقول شركة "لايت فون" إن مبيعات هواتفها المحمولة، شهدت قفزة كبيرة.

وتقول الشركة إنها حققت أقوى أداء مالي لها في عام 2021، حيث ‏ارتفعت المبيعات بنسبة 150 في المئة مقارنة بعام 2020. هذا على ‏الرغم من أن أجهزتها غالية الثمن مقارنة بغيرها من "الهواتف الغبية"، ‏فالأسعار تبدأ من 99 دولارا أمريكيا.

اظهار أخبار متعلقة


وتقول خبيرة التكنولوجيا البروفيسورة ساندرا واشتر، الزميلة الأولى بقسم ‏الذكاء الاصطناعي بجامعة أوكسفورد، إنها تتفهم أن بعض الناس يبحثون ‏عن هواتف محمولة أكثر بساطة، خاصة أن ما يصدر عن الهواتف الذكية ‏يصيب بالتوتر والهياج ويكون فوق قدرة تحمل البشر. ‏

عرب ينضمون للتجربة

وفي هذا السياق يقول عبد الله، الذي يملك متجرا للهواتف في مصر، إن الإقبال لا يزال ‏بشكل أساسي على الهواتف الحديثة، خاصة من جانب الشباب رغم المخاطر، لكن هذا ‏أمر لا يهمهم كثيرا، المهم بالنسبة لهم أن يكون بها أنظمة حديثة تلبي ‏رغباتهم.‏

وحول الهواتف القديمة قال لـ"عربي21 لايت": "يوجد لدينا بعض الأجهزة القديمة ‏ولكن الإقبال عليها ضعيف، وغالبا ما يكون من كبار السن ويكون بنظام ‏المبادلة، لكن الإقبال على هذ النوعية ضعيف لأن معظم زبائن المتجر من الشباب".‏

أما أحمد، الذي يعمل صحفيا، فقد أكد لـ"عربي21 لايت" أنه لا يزال يستخدم هاتفه القديم، بالمفاتيح التقليدية، لتجنب أضرار الهواتف الحديثة ‏ومشاكلها، خاصة مشاكل الأذن والموجات التي تنبعث من هذه الهواتف، بحسب تعبيره.

وعند سؤالنا إياه كونه صحفيا وأن طبيعة المهنة تحتاج إلى هواتف ذكية، فقد لفت إلى أن لديه حاسوبا خاصا به في المنزل ويعمل من خلاله، أما في ‏يومه العادي فهو يتعامل مع هاتفه التقليدي ولا يسبب له أي مشاكل حتى ‏الآن، ويتواصل مع الآخرين دون حاجة لتطبيقات التراسل، وهو يعيش حياة طبيعية.‏

اظهار أخبار متعلقة


وفي سياق تعليقه على الموضوع، قال الباحث في الدراسات النفسية أسامة محمد، من جامعة ‏عين شمس بمصر، إن اللجوء إلي الهاتف القديم أو العكس يرجع لاحتياجات كل ‏شخص وطبيعة عمله، فهناك من لا يستطيع أن يستغني عن هاتفه الذكي ‏نظرا لمتابعة عمله على مدار 24 ساعة خاصة إذا كان هو صاحب العمل‏، لكن فئة أخرى تتعامل معه  لوجود ألعاب أو برامج حديثه وهم غالبا من فئة ‏الشباب.‏

وحول إمكانية الاستغناء عنه واللجوء إلى الهواتف القديمة أكد لـ"عربي21 لايت" أن هذا يرجع إلى جانب نفسي بسبب ارتباط ‏البعض بالهاتف القديم وسهولة التعامل معه، مؤكدا أنه أسهل للفئات العمرية الكبيرة، وأصعب على الشباب.
شارك
التعليقات