بالفيديو | قلعة قايتباي على ثغر الإسكندرية.. حامية البوابة الشمالية لمصر منذ نصف قرن

  • محمد سندباد
  • الثلاثاء، 28-02-2023
  • 04:17 م

تقف قلعة قايتباي في الإسكندرية بمصر كالحارس مهيب الجانب على صخرة ضخمة صلبة في أحد أهم ثغور مصر على ساحل البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 500 عام فوق أنقاض فنار الإسكندرية القديم (قبل نحو 279 عاما قبل الميلاد) وإحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم؛ لإرشاد السفن وحماية عاصمة دولة البطالمة.

اظهار أخبار متعلقة



تقع قلعة قايتباي في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية، وتعد من أجمل القلاع الحربية بحوض البحر المتوسط وظلت محل اهتمام الملوك والسلاطين حتى عصر الوالي محمد علي الكبير الذي أمر بزيادة تحصينها وترميمها في القرن التاسع عشر.

 في عام 882 هجري الموافق 1477 ميلادي، أمر السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر قايتباي ببناء القلعة على اللسان البحري الممتد عند الطرف الشرقي لجزيرة فاروس تحيط بها المياه من ثلاث جهات بغرض تحصين مدينة الإسكندرية وحمايتها.






أهمية قايتباي من أهمية الإسكندرية

يقول أحد الحراس ويدعى محمد إن "أهمية القلعة جاءت من أهمية مدينة الإسكندرية التي تعتبر أهم ثغور مصر على ساحل البحر المتوسط، وتكتسب أهمية كبيرة لجميع من حكموا مصر على مر العصور منذ مر الإسكندر الأكبر من هنا وقرر بناء مدينة من أجمل مدن العالم، وهي الآن أحد أهم المزارات السياحية التاريخية في المدينة يقصدها آلاف السياح يوميا".

 وأوضح لـ"عربي21": "طوال العصور الماضية لعبت القلعة دورا مهما في حماية المدينة والبلاد أثناء التوترات والحروب والاضطرابات، وفنار لإرشاد السفن البعيدة في أوقات السلم والرخاء، وكان السلطان المملوكي يجلس في الإيوان الخاص به ويمكنه رؤية السفن من مسافة يوم، لذا تعد من أهم الحصون الدفاعية على البحر الأبيض المتوسط".

اظهار أخبار متعلقة



ويمكن رؤية المدافع التي جلبها الوالي محمد علي باشا في الفناء الكبير، كما يضيف الحارس، حتى تواكب الأساليب الدفاعية والقتالية الحديثة، حيث يمكن رؤيتها على جانبي الطريق إلى القلعة داخل الأسوار الخارجية، وهناك مدفع كبير في الطابق الثاني.








بنيت القلعة من الحجر الجيري على مساحة تبلغ حوالي 1750 مترا مربعا، يلتف حولها سور خارجي يتخلله أبراج دفاعية، بحسب موقع وزارة السياحة المصرية، بينما يحيط بفناء القلعة السور الداخلي الذي يضم مجموعة من الحجرات كانت بمثابة ثكنات للجند ومخازن للأسلحة والمؤن.

اظهار أخبار متعلقة



والقلعة مربعة الشكل في كل ركن برج ضخم نصف دائري يتخلله فتحات للمراقبة ورصد الأعداء ورميهم بالسهام أو النيران تنتهي من أعلى بشرفات بارزة للدفاع عن المدينة، وتتكون من ثلاثة طوابق مرتفعة، ويؤدي مدخل القلعة إلى فناء يتصدر ضلعه الشمالي الغربي الرئيسي، وهنا صهريج ضخم بجوار البرج لإمداد الجند والخيل بالمياه.

تمتد القلعة على مساحة قدرها 150 م × 130 م يحيط بها البحر من ثلاث جهات، البرج الرئيسي في الفناء الداخلي مربع الشكل طول ضلعه 30 مترا وارتفاعه 17 مترا، يوجد في الطابق الأول مسجد بالجهة الشمالية الشرقية، وتوجد حمامات وقاعات وممرات عديدة تسمح بالتحرك بسرعة وحرية دون عوائق، وإلى جانب القلعة يوجد إسطبل كبير للخيول.

 كذلك يضم الطابق الثاني ممرات وقاعات وحجرات داخلية للجنود، ويشمل الطابق الثالث حجرة كبيرة (إيوان السلطان قايتباي) يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية يغطيه قبو متقاطع، كما يوجد في هذا الطابق فرن لإعداد خبز القمح وللتدفئة أيضا في الشتاء في أوقات البرد وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة.






وبحسب الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، استخدم العثمانيون القلعة عندما فتحوا مصر لحمايتهم واهتموا بالمحافظة عليها وجعلوا بها طوائف من الجند والمشاة والفرسان والمدفعية للدفاع عنها ومن ثم الدفاع عن بوابة مصر بالساحل الشمالي ولما ضعفت الدولة العثمانية فقدت القلعة أهميتها بشكل تدريجي على المستوى الدفاعي والاستراتيجي نتيجة ضعف حاميتها.

اظهار أخبار متعلقة



وسنة 1798م احتلت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت مصر واستولت على القلعة وعلى مدينة الإسكندرية ومهد لها الطريق للاستيلاء على باقي البلاد من الشمال حيث تعد بوابة مصر الشمالية من ناحية البحر المتوسط.

عاد الاهتمام إلى قلعة قايتباي عندما تولى الوالي محمد علي باشا الكبير حكم مصر حيث عمل على تحصين مصر وتحديدا سواحلها الشمالية فقام بتجديد أسوارها وأضاف بعض الأعمال بها لتتناسب والتطور الدفاعي للقرن التاسع عشر تمثلت في تقوية أسوارها وتجديد مبانيها وتزويدها بالمدافع الساحلية.





شارك
التعليقات