وفرضت الحكومة المصرية العام الماضي قيودا مشددة على الاستيراد خاصة السلع غير الاستراتيجية؛ نتيجة شح العملة الصعبة، وارتفاع سعره في السوق الموازي ما ساعد على رواج صناعة الفوانيس التقليدية في الورش المحلية وانتشارها في الأسواق.
اظهار أخبار متعلقة
أصدرت الحكومة المصرية عام 2015 قرارا بوقف استيراد فوانيس رمضان من كافة دول العالم والاعتماد على الصناعة المحلية، من أجل تخفيف أعباء توفير الدولار للمستوردين من جهة وتشجيع الصناعة المحلية من جهة أخرى.
وعلى الرغم من أن صناعة الفوانيس التقليدية محلية الصنع لكنها تأثرت بشكل كبير بارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج ومكونات التصنيع وبعضها مستورد مثل وحدات الصوت والضوء والتي تستورد من الصين بكميات كبيرة لتغطية الطلب عليها.
وقال عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة، أحمد شيحة، إن "الحكومة أصدرت قرارا يحظر استيراد الفوانيس الرمضانية عام 2015 حفاظا على التراث المصري القديم وصناعة الفانوس التقليدية لمساعدة المصنعين في الحفاظ على صناعتهم".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21 لايت" أن "حجم الفوانيس التي كان يتم استيرادها لا تتجاوز 2 مليون فانوس سنويا؛ وبالتالي فإن فاتورة الاستيراد لم تكن مكلفة لأن سعر الفانوس المصنوع في الصين قليل للغاية، ولكن منعها ساعد في استمرار الصناعة التقليدية حيث يتكون الفانوس المحلي من الزجاج والصاج ولم يكن قادرا على المنافسة مع الفوانيس الأخرى".
أنواع وأسعار الفوانيس
وبشأن أنواع الفوانيس المحلية، يقول إبراهيم وهو تاجر فوانيس، "توجد أنواع كثيرة للفانوس المحلي، هناك فانوس الصاج والزجاج وهما المكونان الرئيسيان للفانوس وتنتج منه الورش أحجاما عديدة وأشكالا مختلفة ويتراوح سعرها من 80 جنيها إلى أكثر من ألفي جنيه، وهو النوع الأكثر شهرة بين الفوانيس المحلية، وهناك فانوس من قماش (الخيامية) بالكامل والخشب ويتراوح سعره ما بين 150 و250 جنيها للفانوس بطول متر واحد".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف لـ"عربي21 لايت": "هناك فانوس الخشب الذي يتكون من أنواع عديدة من الخشب أشهرها (الأركيت) ويتم الرسم عليها بالليزر وإضاءتها بوحدة إضاءة مستوردة من الخارج وأحجامه صغيرة إلى متوسطة وتتراوح أسعاره بين 60 و300 جنيه، وهناك فوانيس من المعدن بألوان مختلفة ويبدأ من 150 جنيها وحتى 900 جنيه حسب النوع والحجم".
وقدر زيادة الأسعار بأكثر من النصف، قائلا: "رغم رواج المنتج المحلي لكن الأسعار قفزت أكثر من 50% وتراجع الإقبال بنفس النسبة تقريبا، وتراجع التصنيع المحلي أيضا خوفا من تكدس البضائع التي تكلف الكثير في حال عادت إلى المخازن، ولكن حب الناس للفوانيس هو الأمل في استمرار المبيعات حتى إقبال الشهر الكريم".
الغلاء يطال الفوانيس
ويقول أحد المواطنين الذين حرصوا على التواجد بين الفوانيس مع أطفالهم، "شراء الفانوس عادة أصيلة لدى الكثيرين، لكن هذا العام يختلف عن أي عام سابق؛ بسبب الغلاء الذي حرم الناس من عاداتها وتقاليدها، وجعل من بعض الأشياء صعبة المنال بعد أن كانت متاحة".
وبشأن انتشار الفوانيس اليدوية، أوضح في حديثه لـ"عربي21 لايت"، "أنها الأفضل وخاصة المصنوعة من الصاج والزجاج الملون باعتبارها الأكثر قدما والأقرب إلى قلوب المصريين الذين اعتادوا على رؤيتها طوال العقود الماضية، ولكن الأجيال الجديدة قد تفضل التغيير قليلا ولكن الفانوس التقليدي هو الأساس وخاصة المصنوع في الورش المحلية".
زينة رمضان
يقول أحد البائعين في أحد المتاجر الكبيرة بمحافظة القاهرة ويدعى مصطفى، "إلى جانب فوانيس رمضان، توجد الألعاب الرمضانية، على شكل شخصيات كرتونية شهيرة مصنوعة من مواد بلاستيكية زاهية، مثل بوجي وطمطم، وبائع الفول، ومدافع رمضان وغيرها من الألعاب".
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب مصطفى "يفضل البعض شراء الفوانيس الخيامية وتوجد منها العديد من الأنواع والأشكال مثل المقاعد والهلال والنجوم والوسائد والمفارش والأغطية وكذلك الفوانيس، فضلا عن الزينة والأنوار الملونة والتي يتم تعليقها في الشرفات وهي مستوردة بالكامل من الصين".
أصل الفانوس
ويرتبط الفانوس بشهر رمضان ويعد أحد أكثر مظاهر احتفال المصريين بالشهر الكريم، ويحرصون على شرائه وتعليقه في المنازل والشوارع والشرفات في عادة لم تنقطع منذ مئات السنين، ويعود تاريخه إلى عهد الدولة الفاطمية أي نحو أكثر من ألف عام.
وتوجد ثلاث روايات بشأن أصل الفانوس تعود جميعها إلى عهد الخلفاء الفاطميين؛ الأولى أن الأطفال كانوا يخرجون مع الخليفة ليضيئوا الطريق في الشوارع ليلة استطلاع هلال رمضان، والثانية هي أن أحد الخلفاء أمر بتعليق الفوانيس بالمساجد وإضاءتها بالشموع، والرواية الأخيرة، السماح للنساء بالخروج في رمضان ويتقدمهن غلمان يحملون فوانيس لتنبيه المارة إلى وجود سيدات.