كيف تبني 4 مدن نظاما مرنا لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة؟

شمس حرارة - CC0
تم تسجيل أعلى درجة حرارة في العالم للمرة الثالثة خلال أسبوع - تويتر
  • عربي21- نادر حسن
  • الإثنين، 10-07-2023
  • 03:39 ص
حطم العالم الرقم القياسي لأدفأ يوم على الإطلاق مرتين خلال الأسبوع الماضي؛ ففي 3 تموز/يوليو، بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية 17.01 درجة مئوية، متجاوزا سجل آب/ أغسطس 2016 البالغ 16.92 درجة مئوية، ثم في 4 تموز/يوليو، ارتفعت إلى 17.18 درجة مئوية.

ونشر موقع مركز "المجلس الأطلسي" للأبحاث تقريرًا، ترجمته "عربي21"، قال فيه؛ إن العديد من المدن حول العالم تواجه موجات حرارة شديدة؛ حيث حطمت العديد من دول أوروبا وجنوب شرق آسيا الأرقام القياسية لأعلى درجات الحرارة فيها، وضربت قبة حرارية طويلة الأمد جنوب الولايات المتحدة، وتعرضت أجزاء من الهند للحرارة تحت درجة حرارة 47 درجة مئوية، وبلغت درجات الحرارة في مناطق شمال أفريقيا 50 درجة مئوية هذا العام.

وأوضح الموقع أن الأسوأ، أنه من المرجح أن يصبح هذا الصيف أكثر سخونة، ولهذا تتجه العديد من الحكومات المحلية إلى اتخاذ إجراءات لجعل أبنيتها مقاومة للحرارة. ويعمل مركز المرونة بمؤسسة أدريان أرشت-روكلفلر التابعة للمجلس الأطلسي، عن كثب مع المدن في جميع أنحاء العالم لحماية الأشخاص الأكثر تعرضا للآثار الخطيرة للحرارة الشديدة الناتجة عن المناخ.

إشبيلية: تسمية موجات الحر يغير طريقة فهم الناس للحرارة الشديدة
أفاد الموقع أن مدينة إشبيلية الإسبانية رائدة في تسمية أحداث الحرارة الشديدة. فحتى الآن؛ شهدت إشبيلية موجتين حارتين: زوي في تموز/يوليو 2022 وياغو في حزيران/يونيو 2023؛ حيث قامت إشبيلية بتسمية موجات الحرارة من خلال نظام تسمية وتصنيف يسمى proMETEO، الذي وضعه مركز"أرشت-روك" بالتعاون مع جامعة إشبيلية ومجلس مدينة إشبيلية؛ حيث يراقب توقعات الطقس ويصنف موجات الحرارة إلى ثلاثة مستويات، تتراوح من الأقل (الفئة الأولى) إلى الأكثر شدة (الفئة الثالثة).

ودخلت إشبيلية عامها الثاني في تسمية وتصنيف موجات الحر؛ فبالإضافة إلى حماية سكان إشبيلية بشكل أفضل، يُنشئ هذا المشروع حوارا اجتماعيّا مهمّا حول الآثار الضارة للحرارة الشديدة، وهو بمنزلة نموذج للمدن الأخرى لتجربة مبادرات مماثلة.

ميامي: أول وحدة ضباط لضبط الحرارة في العالم
وأوضح الموقع أن درجات الحرارة في ميامي الأمريكية كانت تصل بشكل روتيني إلى أعلى مستوى في التسعينيات، وكانت أول مدينة تعين رئيسا لوحدة ضباط لضبط الحرارة - تسمى وحدة "الحرارة heat" - وهي الوحدة المدعومة من مركز آرشت-روك لضبط مرونة الحرارة الشديدة، وهم مسؤولون عن توحيد استجابات حكومات مدنهم للحرارة الشديدة.

وبحسب الموقع؛ فإن وحدة "هيت" في ميامي ترأسها جين جيلبرت التي تتمتع بخبرة تزيد عن ثلاثين عاما في العمل في مجال المرونة المناخية؛ حيث عملت عن كثب مع عمدة مقاطعة ميامي، ديد دانييلا ليفين كافا، لإطلاق خطة عمل مقاطعة ميامي ديد للحرارة الشديدة، التي تحدد تسعة عشر إجراء رئيسيا لحماية الناس من الحرارة الشديدة، بما في ذلك مدارس التبريد وتوسيع الوصول إلى الظل والماء.

وبصفتها رئيسة وحدة "هيت"، نفذت جيلبرت حملات موسعة لموسم الحرارة لزيادة الوعي بمخاطر الحرارة الشديدة، كما أنها تدير وحدات المرونة المجتمعية المتنقلة، التي تمكّن الناس من الاستعداد لضغوط المناخ، من خلال سرد القصص التعليمية.

إظهار أخبار متعلقة



فريتاون: توفر أغطية تظليل السوق الخارجية الراحة لأكثر من 2300 امرأة
وذكر الموقع أنه في مدينة فريتاون، عاصمة سيراليون، تؤذي درجات الحرارة المرتفعة العاملين في الهواء الطلق وغير الرسميين، الذين يقضون ساعات طويلة في العمل في درجات حرارة قصوى، كما أن العديد من هؤلاء العمال هم من النساء والفتيات، اللاتي يواجهن آثارا صحية واجتماعية غير متناسبة من درجات الحرارة الشديدة.

يعمل مركز آرشت-روك مع أوجينيا كارجبو ووحدة "هيت" في فريتاون وشبكة من الشركاء لمعالجة هذا الأمر، وذلك من خلال سوق فريتاون لأغطية الظل التي توزع على ثلاثة أسواق خارجية، مما يوسع النافذة اليومية للتسوق الآمن والمريح في الظروف الحارة.

ووفر مشروع سوق أغطية الظل عملا لأكثر من 2300 امرأة في ظروف عمل وفرص اقتصادية أفضل. ومن خلال تقليل الآثار الصحية، وفساد الطعام، والخسائر المالية الناتجة عن الحرارة الشديدة، استفادت من هذا التدخل مجتمعات بأكملها تعتمد على نساء السوق.

سانتياغو: تحمي الشراكات الجديدة العمال الأكثر عرضة للحرارة
أشار الموقع إلى أنه برغم كون سانتياغو، العاصمة التشيلية، تتمتع بمناخ بارد ومعتدل، فقد تعرضت لدرجات حرارة قصوى في السنوات الأخيرة، ما جعل السلطات المحلية تتخذ مجموعة واسعة من الأساليب لبناء المرونة في مواجهة الحرارة، بدءا من الدعوة لسياسات حماية العمال إلى توفير سيارات الإسعاف المكيفة لأكثر من خمسة وعشرين مجتمعا.

وقال الموقع؛ إن رئيسة وحدة "هيت" في سانتياغو، كريستينا هويدوبرو تورنفال، عقدت شراكة مع جمعية الأمن التشيلية، وهي كيان يمثل أكثر من مليون عامل تشيلي، لتعزيز تدابير السلامة الحرارية بين العاملين في الهواء الطلق، حيث يقومون بتثقيف أصحاب العمل حول كيفية التعرف على مخاطر الحرارة الشديدة والاستجابة لها.

وتهدف الشراكة إلى أن يضع أرباب العمل ممارسات لحماية عمالهم وتوفير تغطية صحية للعمال المصابين في أثناء العمل، وتحقيقا لهذه الغاية، تخطط جمعية الأمن التشيلية لمراقبة عدد المرات التي يلتمس فيها العمال الرعاية الطبية للتعرض للحرارة الشديدة، مما سيساعد على إبلاغ سياسات حماية العمال.

المدن جزء أساسي من الحل
وأكد الموقع أنه يمكن أن تصل الحرارة الشديدة دون سابق إنذار. ومع ذلك؛ هناك العديد من الخطوات التي يمكن للمدن اتخاذها مسبقا للاستعداد لظواهر الحرارة الشديدة.

يمكن للمدن إجراء تقييمات أساسية لمخاطر الحرارة، لفهم المجتمعات وأجزاء المدينة الأكثر عرضة للحرارة الشديدة.

يمكن للمدن إنشاء خطط عمل بشأن الحرارة، تحدد الاستراتيجيات والجهات الفاعلة المسؤولة قبل أحداث الحرارة الشديدة.

يمكن للمدن تنفيذ حملات تثقيفية قبل مواسم الحر لتوعية الجمهور بمخاطر الحرارة الشديدة.
واختتم الموقع التقرير بالقول؛ إن القادة المحليين في وضع يسمح لهم بأخذ هذه الأفكار والتعامل معها؛ حيث تتحمل المدن مسؤولية ملحة للاستجابة لتغير المناخ، خاصة أن مليارات الأشخاص يعيشون بالفعل مع تأثيرات الحرارة الشديدة، وسيصبح المزيد أكثر عرضة للخطر مع استمرار العالم في التحضر، فلدينا بالفعل الحلول والمعرفة والموارد اللازمة لحماية الناس من الحرارة، والآن علينا فقط اتخاذ الإجراءات اللازمة.
شارك
التعليقات