"الكيطنة".. موسم الهروب من المدن إلى واحات النخيل بموريتانيا (شاهد)

001
يستمر موسم الاستجمام شهرين في موريتانيا - عربي21
  • محمد ولد شينا
  • الإثنين، 10-07-2023
  • 04:02 م
مع منتصف شهر حزيران/ يونيو من كل عام، تغادر آلاف الأسر الموريتانية المدن الكبيرة وخصوصا العاصمة نواكشوط، إلى القرى والأرياف للاستمتاع بما يسمى محليا بـ"الكيطنة" أو موسم جني التمور، الذي يشبه الموسم السياحي الداخلي في هذا البلد.

ويستمر هذا الموسم الذي يتزامن مع بداية العطلة الصيفية لمدة شهرين، يتوجه فيها الموريتانيون في مواكب إلى واحات النخيل التي تنتشر على مساحات واسعة في ولاية آدرار وتكانت.

فلكور وسياحة وعلاج

وتعتبر "الكيطنة" أو رحلة الصيف باتجاه القرى التي توجد بها واحات نخيل، فلكورا ثقافيا تحافظ عليه العائلات منذ مئات السنين، كما أنه موسم سياحة علاجية.




ويرى الموريتانيون أن تناول التمر والبلح طازجا بعد جنيه من النخيل مباشرة، له فوائد صحية كبيرة، ومفيد لتحسين أداء الجهاز الهضمي، وتحسين مناعة الجسم.

اظهار أخبار متعلقة



يقول محمد ولد سيد أحمد لـ"عربي21": "أنا من سكان العاصمة نواكشوط، أحرص منذ سنوات على قضاء جزء من عطلتي السنوية في واحات النخيل بآدرار، نستمتع هنا بالهدوء والراحة، بعيدا عن المدن المكتظة".

وأضاف: "نتناول التمور والبلح ولحم الغنم، مع العائلة تحت ظلال الواحات، ونستمتع بالفعاليات الثقافية التي تقام هنا".




وتقام على هامش موسم "الكيطنة" العديد من الفعاليات الثقافية والسهرات الفنية والشعرية، ينعشها شعراء وفنانون، بالإضافة إلى رقصات فلكورية، تهدف لصيانة الموروث الثقافي المحلي.

 مناظر خلابة

وتتمتع ولايتا آدرار وتكانت بمناظر طبيعية خلابة ومتنوعة، مثل الكثبان الرملية، والهضاب ومنابع المياه، بالإضافة إلى واحات النخيل التي تنتشر بكثرة، وصحراء شاسعة تتيح عدة فرص للمغامرات الرياضية، ما جعلها وجهة سياحية لغالبية الموريتانيين.

وباتت هذه المناطق أيضا جاذبة للسياح الأجانب الراغبين في الاستمتاع بأجواء الصحراء، رغم أن موريتانيا بشكل عام من أقل دول المنطقة جلبا للسياح؛ لأسباب يتصدرها الجانب الأمني وغياب البنى التحية.

شح المياه وزحف الرمال

ورغم جاذبية واحات النخيل وكونها وجهة رئيسية للسياحة الداخلية، إلا أن شح المياه وزحف الرمال بات يشكل خطرا على هذه الواحات.

ويقول عدد من المزارعين، إن واحات النخيل في البلد باتت تعاني العطش وزحف الرمال وهو ما يهدد الكثير منها بالاختفاء إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات لتدارك الوضع.

وبحسب وزارة الزراعة الموريتانية، يقدر عدد النخيل في موريتانيا بنحو مليوني نخلة، أكثر من مليون ومائتي ألف نخلة منها موجودة في ولاية آدرار، منتشرةً على مساحة قدرها 5673 هكتاراً.

اظهار أخبار متعلقة



في المرتبة الثانية تأتي ولاية تكانت التي توجد بها أكثر من 720 ألف نخلة موزعة على آلاف الواحات، تنتشر على مساحة قدرها 4275 هكتاراً، بالإضافة إلى العديد من واحات النخيل المنتشرة في مناطق أخرى من البلد.

وتسببت موجات الجفاف غير المسبوق، التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، باتساع مساحة الأراضي الصحراوية وتبدل معالم قرى ومناطق بأكملها.

وتقول الحكومة إن المشكلة الأساسية المطروحة على مستوى البيئة بالنسبة إلى موريتانيا هي التصحر وزحف الرمال.

ووفق وزارة البيئة، فإن "هذه الوضعية جعلت الكثير من المشاريع التي تنفذها الوزارة تركز على المحور المتعلق بمحاربة التصحر".





شارك
التعليقات