هل تلجأ إلى أسلوب "العقاب" لتربية أطفالك؟.. احذر من هذه العواقب

tadeusz-lakota-wZAQJLjDWNY-unsplash
أبرزت المجلة أن فهم الطفل واحتياجاته يعد الطريقة الأفضل للعثور على النهج المناسب لتأديبه- CC0
  • عربي21-أسماء الكامل
  • الإثنين، 31-07-2023
  • 06:04 م
نشرت مجلة "أتر بارون" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن الآثار الجانبية للجوء الوالدين للعقاب في تربية الأطفال.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العقاب ممارسة شائعة جدا بين الآباء في مواجهة السلوك السيئ لأطفالهم، لكن ما لا يعرفونه أن له نتائج سلبية. 

فالعقاب على اختلاف أنواعه يجعل الطفل يطيع والديه بدافع الخوف، دون التفكير في الحاجة إلى تقويم سلوكه أو تصحيحه. وهذا يعني أن الطفل لا يطيع الأوامر؛ لأنه يفهم القاعدة أو من باب الاحترام، وإنما لأنه يريد تجنب العقاب.

العواقب السلبية للعقاب
عادة ما نستخدم العقاب كأداة أولى عند تربية الأطفال عندما يسيئون التصرف أو يرتكبون خطأً. قد يكون العقاب فعالا على المدى القصير، ويساعد على وضع حد لهذا السلوك غير المرغوب فيه، لكنه يصبح على المدى الطويل سلوكا أبويا "خاويا" وعديم الفائدة؛ لأنه يربي الطفل على أساس السيطرة والقوة والخوف كدوافع للأفعال، وهو نهج غير فعال لتحقيق تغيير حقيقي. على هذا النحو، إذا كان الآباء يعاقبون أطفالهم، فسيحاول هؤلاء الصغار إخفاء ما فعلوه في المرة القادمة.

نقلت المجلة عن عالم النفس العصبي الشهير بيلباو، أن العقوبة غالبًا ما تكون "فخ العقاب". يدرك الأطفال أن والديهم أصبحوا غير مهتمين بهم، حتى أنهم يعرفون أنه سيتم توبيخهم، لذلك يلجأون إلى إساءة التصرف؛ بهدف الحصول على الاهتمام الذي يريدونه.

اظهار أخبار متعلقة


وأوردت المجلة القواعد الأربعة التي تشير إلى العواقب غير المرغوب فيها الناتجة عن التوبيخ:

التمرد: غالبًا ما ينجر عن العقاب عكس الاستجابة المتوقعة، ويصبح الأطفال أكثر تمردا وتحديا.

الانتقام: قد تنشأ أيضا مشاعر الانتقام. في مثل هذه المواقف قد يرد الطفل قائلا: "إنهم يعاقبونني، في مرحلة ما سيرون ما يحدث".

الاستياء: يعتبر الشعور بالغضب أو الإهانة أيضا رد فعل آخر من قبل الأطفال.

الانسحاب: تؤثر العقوبة عادة على احترام الذات لدى الطفل، الذي يبدأ في الشعور بأنه عديم الفائدة أو أنه "طفل سيئ". بالإضافة إلى ذلك، سيكون الخضوع أحد التبعات السلبية المترتبة على هذا الإجراء، ويعرّضه لانتهاك حقوقه في المستقبل.

حسب المجلة، تتمثل العواقب السلبية الأخرى للعقاب في الإضرار بتقدير الذات وإضعاف العلاقة بين الوالدين والطفل، وجعل الطفل عرضة للقلق والتوتر. علاوة على ذلك، يؤدي سلوك البالغين هذا إلى تفاقم انزعاج الأطفال، ومن هناك يصعب بناء شيء مفيد لحياتهم.

التنشئة المبنية على الاحترام
أكدت المجلة أن التنشئة المبنية على الاحترام هي نموذج تربوي هدفه الاعتراف بالأطفال كأشخاص لديهم حقوق وقيم وعواطف. في بعض الأحيان، تكون بعض ممارسات التنشئة التقليدية ضارة عندما نربطها بالعمر، وهي تدل على أن الطفل مدين بالطاعة العمياء للكبار فقط لأنهم أكبر سنًا.

وبالتالي، يصبح الأمر بمثابة تلاعب، وهي طريقة بعيدة كل البعد عن التربية والتعليم الجيد. ولا تعني التربية الإيجابية غياب الحدود، وإنما تهدف إلى تجنب إساءة استخدام السلطة أو سوء المعاملة كجزء من التربية.

توصيات للآباء
من خلال التواصل مع الأطفال، من الممكن إعادة توجيه سلوكهم وتحقيق الأهداف المرجوة. فعلى سبيل المثال، سيتعلمون التحكم في دوافعهم، والتصرف بطريقة أكثر ملاءمة للسياق. وكل هذا يتطلب الصبر والتكرار حتى يتمكن الدماغ من تقوية الروابط اللازمة لاكتساب سلوك أفضل.

اظهار أخبار متعلقة


مفاتيح التفكير في بدائل للعقاب
فكر في نوع القيمة التي تريد نقلها لطفلك: يجب أن يتمثل الهدف الرئيسي في أن يحيط الصغار علما بكيفية التصرف وليس فقط تجنب العقاب. بهذه الطريقة، إذا ضرب طفل أخاه، بدلا من معاقبته يجب إخباره أنه سيتعين عليه مساعدته واللعب معه طوال الأسبوع، ما يسمح للطفل بفهم ما يحدث، وما هو متوقع منه.

كن صبورا: في كثير من الأحيان، عندما تحدث المشكلة أمامنا، غالبا ما لا نتمالك أنفسنا. لذلك من الأفضل أن تأخذ بضع دقائق وتتنفس ثم تتحدث مع الطفل. ومن المهم أيضا قبول أننا لن نرى دائما السلوك المطلوب، حيث يستغرق الأمر وقتا، وعلينا أن نقبل أن أطفالنا يكبرون ويستكشفون ويتجاوزون الحدود.

اختر المواقف التي يمكنك التدخل فيها، ثم أعط تعليمات واضحة: عندما يغضب الأطفال، يصعب علينا التواصل معهم لتعليمهم شيئا ما. لذلك من المهم إيجاد أفضل الفرص لتعزيز السلوكيات الجيدة.

التفكير: الخطوة الأولى لتجنب النتائج السلبية للعقاب
ذكرت المجلة أنه من المهم أن نفهم أنه لا يوجد دليل عام يمكن اتباعه حرفيا لتربية الأطفال. يتطلب كل طفل تكييف طريقتنا في التربية، وأن نضع له الحدود اللازمة.

وأبرزت المجلة أن فهم الطفل واحتياجاته يعد الطريقة الأفضل للعثور على النهج المناسب لتأديبه. وبالمثل، يجب تكييف التوقعات التي لدينا تجاه الأطفال بأخذ الحدود العمرية، والشخصية، والاجتماعية، والثقافية، بعين الاعتبار، لأنها كلها تؤثر على سلوكهم.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

شارك
التعليقات