وأوضح خبير العلاقات المهنية، أندي لوباتا، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أنه "ليس عليك الشعور بالإحباط عندما يقاطع الناس حديثك فتصرفهم ليس بالضرورة وقحًا دائمًا".
وذكر أن "الناس لا يقاطعونك بالضرورة لأنهم يشعرون بالملل، وإنما هناك العديد من العوامل التي تدفعهم إلى التحدث بعد مقاطعتك. بالنسبة لبعض الأشخاص، تكون المحادثات أكثر ديناميكية وجاذبية عندما تحدث بسرعة ويتداخل حديث الناس مع بعضهم البعض".
وأضاف أنه "إذا كنت ترغب في مجادلة شخص يقاطعك، فيجب عليك أن تفهم أولاً ما الذي قد يدفعه إلى هذا السلوك" مضيفا: "كيف سيكون شعورك وكيف ستتصرف إذا كنت تسرد قصة تعرفها ستجعل الناس يتفاعلون معك وتجعلك محط اهتمامهم؛ أو إذا كنت تشرح نقطة مهمة حقًا حيث تقدم اقتراحًا من شأنه حل مشكلة ما وفجأة قاطعك أحدهم ليأخذ المحادثة في اتجاه مختلف تمامًا؟".
وأكد: "لا شك أن مقاطعة الأشخاص في منتصف الحديث هو مصدر إزعاج مستمر، سواء في اجتماع عمل رسمي أو في حدث على شبكات التواصل أو في أي موقف اجتماعي".
وفي السياق نفسه، حددت سوزان روان، في كتابها "ماذا أقول تاليًا؟" أن "المقاطعة، سواء كانت في منتصف المحادثة أو في منتصف الجملة، هي واحدة من أهم ثلاثة أشياء قاتلة للمحادثات لأن الرغبة في أن يُسمع صوتنا هي طبيعة بشرية ولا نحب أن نقاطع". واستفسرت الكاتبة: "هل الأشخاص الذين يقاطعون غيرهم يتصرفون بوقاحة أم أن هناك أسبابًا أخرى تجعلهم يفعلون ذلك؟ وكيف يمكنك الرد إذا تعرضت للمقاطعة في منتصف حديثك؟".
لماذا يقاطع الناس غيرهم؟
وأكد التقرير أنه "يمكن أن تدفع مجموعة من العوامل بعض الناس إلى مقاطعة محادثات الآخرين، بما في ذلك الطبيعة الشخصية، والتنشئة والبيئة المنزلية، والجنس والثقافة، كما أن تأثيرات الصفات الاجتماعية التي يتصف بها البعض، بما في ذلك معرفة وقت مقاطعة شخص آخر، ليست واضحة تمامًا".
وأضاف: "على سبيل المثال، أحد أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو عدم القدرة على التحكم في الانفعالات. ويواجه الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا صعوبة في استيعاب أفكارهم مع أفكار الآخرين، مما يعني أنهم قد يكونون قادرين على التركيز على المناقشة لبضع دقائق قبل أن يتشتت انتباههم. وفي هذه المرحلة، قد يكون لديهم الرغبة في مقاطعة أو تغيير الموضوع".
وأشار لوباتا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الذاكرة قصيرة المدى يكونون أيضًا بحاجة إلى المقاطعة، خاصةً إذا تذكروا فجأة شيئًا مهمًا أو كانت لديهم فكرة رائعة وشعروا بالحاجة إلى مشاركتها على الفور. مردفا: "يمكن أيضًا للأشخاص العاديين أن يرغبوا أثناء المحادثة في مقاطعة غيرهم لأنه خطرت لهم فكرة جديدة أو ما يرون أنه مساهمة مثيرة في المناقشة. وفي حين يميل الإنطوائيون إلى الاستماع بعناية قبل الإدلاء بآرائهم الخاصة، فإن المنفتحين يكون لديهم رغبة حقيقية في المشاركة في المحادثة".
وتابع: "بالنسبة للبعض الآخر، تكون المحادثة جيدة إذا تعددت الآراء وتداخلت الأصوات المختلفة بشكل يحافظ على ديناميكية المحادثة وهم لا يعتبرون ذلك مقاطعة. بالنسبة لهم، عندما يتحدث الجميع يعني ذلك أن الجميع منخرط في المحادثة ولا يتجاهل أحدهم ما يريد الآخرون قوله".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر الموقع أنه " قد ترى بعض النساء أن التحدث بعد مقاطعة الآخرين مهم لهن، خاصة في محادثة مختلطة بين الجنسين". في هذا السياق، تدرس جوانا وولف من جامعة كارنيجي ميلون الدور الذي يلعبه الجنس في التواصل موضحة: "وجدت الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للمقاطعة، لذلك قد تلجأ بعضهن لهذا السلوك كطريقة لإسماع صوتهن ومواجهة المقاطِع".
كيف يمكنك الرد إذا تمت مقاطعتك؟
وأضاف التقرير: "في حالة تمت مقاطعتك، لديك عدة خيارات لتقوم بها. فيمكنك تجاهل الشخص الذي قاطعك ومواصلة المحادثة، ثم تحيّن اللحظة المناسبة للتعليق على هذا السلوك. وإذا كنت على دراية بأسباب مقاطعة الشخص لك، فسيكون من الأنسب معالجتها على الفور، فقد لا يكون سبب المقاطعة عدم الاهتمام بما تقوله، وإنما شيء آخر".
وختم بأنه "لكن ليس عليك بالضرورة قبول المقاطعة. حيال هذا الشأن"، فيما تقول سوزان روان: "إذا لم نقلْ شيئًا، فإننا نعطي موافقة صامتة على هذا السلوك، لكن هناك عبارات يمكننا قولها بهدوء وأدب، أو إماءة بالعين للمقاطع. لكن، تجنب طلب الإذن من المقاطع، فبدلاً من قول "هل يمكنني الاستمرار؟" قلْ "أريد أن أنهي فكرتي"".