بالفيديو | ‏أردنيات يتحدين نظرة المجتمع بمشروع للشواء أمام المنزل بدلا من انتظار الوظيفة

  • محمد العرسان
  • الجمعة، 18-08-2023
  • 12:39 ص

‏ من بين دخان الفحم، تبرز خمس شقيقات أردنيات يتحدين البطالة المستشرية في البلاد ونظرة المجتمع المحافظ، من ‏خلال مشروع لشي المأكولات الشعبية أطلقن عليه اسم "كورن كورنر" من أمام منزلهن في منطقة خلدا في العاصمة الأردنية عمان.‏

وبدأت فكرة المشروع بإمكانيات متواضعة عام 2020 عندما ضربت جائحة كورونا قطاع العمل في الأردن مخلفة آلاف المتعطلين، ووصلت مستويات البطالة حينها إلى 24%، لكن الشقيقات الجامعيات خرجن بفكرة "كون كورنر" لشواء الذرة، ليتطور ‏لاحقا لمشروع كشك طعام يقدم المأكولات المشوية ويكون مصدر دخل أساسي لهن.‏




‏أسيل عواد، إحدى الشقيقات الخمس، تروي لـ"عربي21 لايت" كيف أصبح مشروع "الأخوات" كما تحب أن تطلق عليه واقعا ‏يكسر ثقافة العيب ونظر المجتمع، قائلة: "بدأت فكرة المشروع في جائحة كورونا من أمام المنزل بشواء الذرة ‏كبداية، ومع مرور الوقت بدأنا نقدم أصنافا جديدة، واليوم وبعد 3 سنوات كبر المشروع وأصبح كرفانا يقدم الذرة والكستناء ‏والبوشار وأسياخ الكنافة المشوية، إلى جانب المحار التركي، والمشروبات الساخنة".‏





وتضيف أسيل: "خلال فترة كورونا انقطع أغلب الناس عن العمل، خرجنا بفكرة بسيطة لتشجيع الشباب، وخصوصا الفتيات ‏للابتكار والخروج بأفكار جديدة للحد من البطالة، وأردنا كسر ثقافة العيب، خصوصا أن هذا النوع من العمل محتكر من قبل ‏الرجال،  وبدأنا بالشواء أمام المارة والناس الذين أصابهم الفضول في البداية لمعرفة ماذا نفعل وهنالك من أبدى استغرابه من الفتيات بهذا العمل، لكن بعد التجربة والاطلاع على عملنا والجودة التي نقدمها تقبلنا الناس".  ‏

اظهار أخبار متعلقة



وحول نظرة المجتمع، تقول: "في البداية  شجعتنا العائلة، أما المجتمع فهنالك من ‏انتقدنا في البداية كوننا مجتمعا شرقيا، لكن مع مرور الوقت اثبتنا وجودنا، نحن خمس شقيقات جامعيات لم نستسلم وكسرنا ثقافة العيب ونظرة المجتمع ونقول لكل فتاة: قفي، وتشجعي وابدأي العمل.. حلمنا أن يكبر مشروعنا وتصبح لنا فروع أخرى". ‏

ويرتاد "كورن كورنر" أشخاص من مختلف مناطق المملكة يتناولون المشويات في الشارع العام، خالد كمال، أحد زبائن مشروع ‏‏"الأخوات"، يقول لـ"عربي21 لايت": "فكرة هذا المشروع مبدعه وخارج الصندوق، وخارج نظرة المجتمع الأردني لبعض ‏الأعمال، ومصدر رزق جديد".‏




ويتابع: "هذا المشروع ربما يتوسع إلى مشروع أكبر، ويشجع آخرين على البدء بمشاريع إنتاجية، وجودي هنا أيضا من ‏باب دعم النساء أيضا اللواتي يحاولن تطبيق أفكار جديدة للعمل".‏

ويعتبر الأردن من الدول التي تساهم المرأة فيها بشكل متواضع في سوق العمل؛ لعوامل عديدة من بينها ثقافة المجتمع، وحسب ‏ورقة أصدرها منتدى الاستراتيجيات الأردني فإن نسبة مشاركة الإناث في سوق العمل الأردني تبلغ 14.9 %، نسبة ‏قليلة إذا ما تمت مقارنتها بنظيرتها عند الذكور والتي تبلغ 53.5 %.  ‏

وكشفت الحكومة الأردنية، خلال الأيام الماضية عن أرقام صادمة لحجم حملة الشهادة الجامعية المتوسطة الذين ينتظرون دورهم في ‏الوظيفة العامة، وبحسب رئيس ديوان الخدمة المدنية سامح الناصر، فإن هناك "465 ألف طلب لدى ديوان الخدمة المدنية، بمعدل ‏زيادة من 35 ألفا إلى 40 ألف طلب سنويا" من حملة الشهادات الجامعية.‏

أسيل وشقيقاتها الأربع لم ينتظرن الوظيفة وكسرن ثقافة العيب ونظرة المجتمع وانطلقن بمشروعهن، وكلهن أمل أن يكبر الحلم، ‏ويصبح نموذجا لشباب وشابات أردنيات يحلمون بالوظيفة.‏
شارك
التعليقات