وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من أن مساحات النوم المنفصلة أصبحت متاحة أكثر من أي وقت مضى إلا أن الغالبية العظمى من البالغين يتشاركون سريرهم من وقت لآخر مع شريك أو طفل أو حتى حيوان أليف.
وذكرت الصحيفة أن كل والد يعرف شعور أن يوقظه طفل صغير أثناء الليل. لكن لماذا يريد الأطفال النوم معنا؟.. ولماذا لا يرغبون في النوم بمفردهم؟.. أصبح الأطفال مؤخرًا - نسبيًا - ينامون منفصلين عن البالغين في أسرّة خاصة، لكن تاريخيًا كان النوم في مكان واحد دليلًا على الوحدة العائلية أو الاجتماعية.
وتُظهر سجلات العصور الوسطى لعادات النوم الأوروبية منذ القرن الخامس أن النوم كان ممارسة اجتماعية ومجتمعية، حيث كان - على سبيل المثال - من المألوف استقبال الزوار أو المسافرين العابرين في غرفة النوم، أو أن ينام العديد من أفراد الأسرة في نفس السرير.
وغالبًا ما كان يُنظر إلى النوم مع الآخرين على أنه وسيلة لزيادة الأمان الشخصي والحصول على الحنان، بالإضافة إلى أن أماكن النوم المنفصلة كانت أمرًا لا يستطيع سوى القليل من الناس تحمّل تكاليفه، لذا فإن اختيار رفاق السرير يعكس العلاقات والهياكل الاجتماعية والمجتمعية القائمة.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة أنه مع تطوّر المجتمعات حوالي القرن الخامس عشر، أصبحت أماكن النوم الفردية أكثر شيوعًا وكان يُنظر إليها على أنها مؤشر على الثروة والرفاهية في العديد من الدول الغربية.
وتدريجيًا، تغيرت المبادئ التوجيهية الاجتماعية حول من ينام مع من، واستمر هذا في عكس التغييرات الأوسع في القيم الاجتماعية والثقافية والعائلية حول الانتماء والهوية والرعاية والحميمية والاستقلالية.
من الناحية البيولوجية، غريزتنا - ككل الثدييات - هي النوم مع صغارنا من أجل منحهم الدفء وتوطيد الصلة معهم. ويعرّف النوم المتقارب بأنه يكون على "مقربة كافية لتبادل اثنين على الأقل من المحفزات الحسية، مثل اللمس والشم والحركة والبصر والصوت…"، وهذه هي القاعدة في معظم الثدييات. ومن المعروف أن الرضيع البشري من أكثر الثدييات التي تحتاج إلى رعاية أكثر نسبيا عند الولادة.
وفقًا للصحيفة، تساعد القيم الاجتماعية والثقافية في تحديد من ينام مع من. نحن كائنات اجتماعية، والتواجد معًا والقبول والمحبة أمر حيوي للتنمية والرفاهية ولفهم مكانتنا في العالم.
وقد يتحفز الأطفال للنوم مع البالغين بسبب قلق الانفصال أو الشعور بعدم الحصول على الرعاية الكافية. كما أن محرك الارتباط قد يحفز بعض الآباء على القرب من أطفالهم ليلًا، لأن التواجد معًا هو أيضًا سلوك غريزي من قبل الوالدين حتى يشعر أطفالهم بالأمان والحماية.
لكن مشاركة السرير لا تساعد دائمًا على تحقيق متطلبات الحياة العصرية، مثل حاجة الوالدين إلى نوم لائق وهادئ ليلًا للعمل في اليوم التالي، فنحن نعلم جميعًا مدى أهمية النوم للصحة، وهذا يشمل البالغين. لذلك قد لا يكون من مصلحة الجميع "النوم المشترك".
اظهار أخبار متعلقة
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن هناك العديد من الأسباب البيولوجية والثقافية والتاريخية والعلمية، التي تجعل الأطفال يبحثون عن ذويهم أو من يرعاهم، للنوم معهم ليلًا. وفي حين أن معظم الأطفال الصغار - إذا أُتيح لهم الاختيار - قد يفضلون النوم في السرير الكبير مع أحد الوالدين، إلّا أن ذلك ليس دائمًا الحل للحصول على نوم جيد ليلًا.