وبعد أكثر من 10 سنوات على اللحظة التي أصبح فيها هيرنانديز أول عامل مهاجر سابق يصعد إلى الفضاء كرائد تابع لوكالة ناسا، وصل خوسيه إلى لحظة تاريخية أخرى هذا الشهر، بحسب تقرير لشبكة "سي أن أن" الأمريكية.
فالفيلم الذي يوثق رحلته الهامة من حقول كاليفورنيا إلى محطة الفضاء الدولية وصف بأنه الفيلم الأكثر شعبية الذي يبث عبر أمازون برايم، والذي تلقى إشادة من النقاد والجمهور منذ بثه في 15 أيلول/ سبتمبر الجاري.
يلعب الممثل مايكل بينا دور هيرنانديز في الفيلم، الذي يحكي قصة صبي نشأ في التقاط الخيار والطماطم لكنه أبقى عينيه مركزتين على النجوم.
ودخل هيرنانديرز المهندس التاريخ على متن مركبة الفضاء ديسكفري في عام 2009، وهي أول رحلة مكوكية ترسل رائد فضاء لاتينياً إلى الفضاء.
ونقل الفيلم عن قول هيرنانديز، في المؤتمر الصحفي خلال استعداده للذهاب في المهمة: "من أفضل من عامل مزرعة مهاجر يمكنه مغادرة الكوكب والغوص في المجهول؟".
وتصدرت قصة هيرنانديز، العناوين منذ اللحظة التي اختارته ناسا في دورة رواد الفضاء عام 2004.
اظهار أخبار متعلقة
قصة رائد الفضاء خوسيه هيرنانديز
ولد خوسيه مورينيو هيرنانديز في 7 آب/ أغسطس 1962، في المعسكر الفرنسي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، لأب وأم مهاجرين من مدينة ميتشواكان المكسيكية.
وقال هيرنانديز لشبكة "CNN" في عام 2016 إنه "بينما كان الآخرون يتطلعون إلى العطلة الصيفية، كنت أكرهها.. العطلة الصيفية تعني العمل سبعة أيام في الأسبوع في الحقول".
فيما وصف والده، سلفادور هيرنانديز، في تصريحات سابقة مع الشبكة الأمريكية عام 2009، أنه كان يجتمع مع أطفاله بعد يوم العمل الشاق في المزارع، ويقول لهم: "لو لم تجتهدوا في الدراسة ستعملون طوال حياتكم في المزارع.. سيكون هذا هو مستقبلكم".
وبدأ حلم السفر إلى الفضاء يراود هيرنانديز بعد مشاهدته لهبوط مركبة "أبولو 17" على سطح القمر عام 1972، على شاشة تلفاز بالأبيض والأسود.
وعندما تحدث مع والده عن حلمه، نصحه قائلا: "حدد هدفك، ثم موقعك منه، وارسم خارطة طريق نحوه، وتعلم لو لم تكن تعرف الكثير عنه، وحينما تعتقد أنك حققته سيكون عليك في الغالب العمل بجدية أكثر".
وفي الفيلم، تستخدم المخرجة أليخاندرا ماركيز أبيلا، هذه المكونات الخمسة كفصول في روايتها لقصة هيرنانديز.
كيف ثابر دون أن يغيب عن هدفه
ومع وضع هذه الخطوات في الاعتبار، بذل هيرنانديز كل ما في وسعه لمواصلة تعليمه. وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة واستمر في العمل لمدة 15 عامًا في مختبر لورانس ليفرمور الوطني. لكن هدفه في أن يصبح رائد فضاء في ناسا ظل بعيد المنال.
ويصور الفيلم مثابرة هيرنانديز عندما رفضت وكالة الفضاء طلباته بالالتحاق بفصول تجهيز رواد الفضاء 11 مرة قبل أن يتم قبوله في المرة الـ12 في عام 2004، ويظهر الفيلم الدور الحاسم الذي لعبته عائلة هيرنانديز في دعمه على طول الطريق.
وحينما غلبه اليأس في منتصف الطريق بعد رفضه في المرة السادسة، شجعته زوجته على المواصلة، مشددة على أنه لا يجب عليه أن يبخس قدر نفسه.
لقد أتى تصميم الزوج والزوجة بثماره عندما أصبح هيرنانديز رائد فضاء رغم الصعاب.
وقال هيرنانديز: "كان عمري 41 عامًا عندما أصبحت رائد فضاء، على الرغم من أن متوسط العمر الذي يصبح فيه شخص رائد فضاء، هو 34 عاما".