كشفت سلطات التحقيق في الحوادث الجوية في بريطانيا، أن
طائرة أقلعت من أحد المطارات البريطانية، رغم أن عددا من نوافذها كان محطما، ما
اضطرها للعودة سريعا قبل حدوث الأسوأ.
ووقعت الحادثة الشهر الماضي، عندما أقلعت طائرة من
طراز إيرباص A321 من مطار ستانستد قرب لندن وعلى متنها 11 من طاقم الطائرة وأربعة
ركاب، قبل أن يكتشف أحد أفراد الطاقم أن هناك نوافذ محطمة.
وكان جميع الركاب يجلسون في
منتصف الطائرة، وبعد وصول الطائرة إلى ارتفاع 10 آلاف في الجو وإطفاء الأضواء الخاصة
بحزام الأمان، قام أحد أفراد الطاقم للتجول في الطائرة، ليكتشف المشكلة في إحدى
النوافذ.
وبعدما بلغت الطائرة ارتفاع 14,500 قدم (حوالي 4420 مترا)، قرر قائد الطائرة العودة بها إلى مطار ستانستد، وهبطت
بسلام.
وبعد فحص الطائرة عقب هبوطها تبين أن نافتين كانتا
محطمتين، فيما كان لوحا نافذتين أخريين ليسا في مكانهما الصحيح.
وبحسب تقرير هيئة التحقيق في حوادث الطيران في بريطانيا (AAIB)، فقد تحطمت
النوافذ نتيجة استخدام الطائرة في تصوير فيلم قبل يوم واحد، استخدمت خلاله أضواء قوية
لإعطاء انطباع بشروق الشمس؛ أدت إلى تحطيم لوحين خارجيين وبقاء الغطاء البلاستيكي
الداخلي المخصص لمنع الركاب من لمس اللوح الخارجي للنافذة، كما تسببت بتحرك لوحين لنافذتين
أخريين من مكانهما.
كما أن الرغوة التي استخدمت لحماية النوافذ في أثناء
التصوير كانت إما ذائبة بفعل الحرارة المرتفعة للإضاءة أو مفقودة تماما.
وكان يفترض أن يتم وضع الأضواء على مسافة لا تقل عن 10
أمتار من الطائرة، لكن في هذه الحالة تم استخدامها على مسافة تتراوح بين ستة وتسعة
أمتار. وقد أضيء الجانب الأيمن الطائرة لخمس ساعات ونصف، قبل أن تتحول الأضواء للجانب
الأيسر لمدة أربع ساعات أخرى. ويمكن أن تتسبب هذه الأضواء بدمار أكبر في الطائرة، قد
تنجم عنه نتائج أكثر خطورة.
وكان يمكن أن يحدث الأسوأ لو استمرت الطائرة في رحلتها
باتجاه أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية.
وقال تقرير هيئة التحقيق، الذي نشر عبر موقعها الإلكتروني، إنه إن نظرا للارتفاع الذي كانت قد
بلغته الطائرة عند اكتشاف المشكلة (10 آلاف قدم)، فإن الأسوأ كان يمكن أن يحدث
بالنظر لطبيعة الأضواء المستخدمة والدمار الذي يمكن أن تحدثه في الطائرة، خصوصا
إذا فقدت أجزاء النافذة عند مستوى ضغط جوي أكبر.
والطائرة تابعة لشركة خطوط تيتان، وتُستخدم من قبل شركة
"تي سي أس وورلد ترافيل"، وهي شركة عطلات فاخرة مقرها في الولايات المتحدة.