وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إيقاع الحياة أصبح أسرع من أي وقت مضى، وأصبحت مسألة استغلال الوقت ذات أهمية متزايدة؛ حيث قد يتطلب التخطيط للأشياء التي يجب القيام بها طاقة أكبر للقيام بها بالفعل أحيانًا، ما يجعلنا في نهاية اليوم ضائعين بين الأعمال غير المكتملة.
علاوة على ذلك، فإنه نتيجة للوتيرة السريعة التي نعيشها، فإننا قد نشعر بالسوء حتى في الوقت الذي نقضيه في اجتماع ممتع مع الأصدقاء، أو في نشاط رياضي، وبينما تتراكم الأعمال التي يتعين القيام بها على الهامش، فإن فكرة قضاء الوقت في الأنشطة الترفيهية يمكن أن تجعلنا نشعر بالذنب.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح الموقع أنه عندما يختل التوازن بين العمل والراحة، فإننا قد نشعر بمزيد من التعب وقد تنخفض كفاءة عملنا، لكن تخصيص الوقت الكافي للراحة والأنشطة التي نستمتع بها، بالإضافة إلى الأعمال التي يجب القيام بها، يساعدنا على جمع الطاقة والتحفيز اللازمين لمواصلة العمل.
كما أن القدرة على خلق توازن في الوقت يعني أن حياتنا لا تخضع لقوائم المهام الطويلة؛ ما يساهم في وعينا بأنفسنا واحترامنا لذاتنا.
لماذا نستطيع تجاهل الراحة؟
وأفاد الموقع بأن الراحة أو القيام بشيء نستمتع به مثل الاستلقاء على الأريكة وعدم القيام بأي شيء، أو الاعتناء بالزهور على الشرفة، قد تبدو في بعض الأحيان بمثابة "مضيعة للوقت" بالنسبة لنا، وذلك عندما نشعر أنه ليس لدينا ما يكفي من الوقت في مواجهة وتيرة الحياة المزدحمة المذكورة أعلاه. وقد نعتقد أننا نستخدم وقتنا بشكل غير فعال في أنشطة وقت الفراغ ونشعر بالقلق.
وأضاف الموقع أن الرغبة الثقافية للعمل قد تكون عاملًا آخر يغذي هذا القلق، وغالبًا ما نتلقى نصائح حول كيفية القيام بمزيد من العمل في فترة زمنية قصيرة. وبينما يعتبر الانشغال أو العمل لساعات طويلة في العمل مؤشرًا على قيامك بعمل "مهم"، فإنه يمكن اعتبار قضاء بعض الوقت للذات بمثابة "هروب من المسؤولية" من قبل البيئة الاجتماعية.
ومن هذا المنطلق فإنه يتم اعتبار التعامل مع المهام التي يجب القيام بها دون راحة تعبيرًا عن القوة والتحمل؛ ويمكن تفسير العكس بـاعتباره "كسلًا" أو "ضعفًا".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع الموقع قائلًا إن الإشعارات بأن مقارنة نجاحات الآخرين، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تعزز أيضًا مخاوفنا بشأن استخدام الوقت؛ حيث إننا نرى أن مشاركات الآخرين تعكس الجوانب الإيجابية في حياتهم وتظهر الجوائز التي حصلوا عليها أو المدارس التي تخرجوا منها أو مشاريعهم الجديدة. وقد نعتقد أننا غير قادرين على استغلال وقتنا بشكل منتج، وقد نشعر بالضغط لأننا بحاجة إلى العمل بجدية أكبر لسد الفجوة التي نراها واضحة.
وأشار الموقع إلى أنه رغم اختلاف الأسباب، فإنه قد يحدث تنافر إدراكي بين الأهمية التي نعلقها على العمل أو الانشغال وسلوك الراحة الذي نمارسه، ونشعر بالذنب، تمامًا مثل التنافر الذي نختبره عندما نستهلك الكثير من الحلويات، مع العلم أنها غير صحية. وهنا أيضًا نريد تغيير هذا التناقض بين اعتقادنا وسلوكنا الذي يزعجنا. وكحل لذلك، فإننا نحاول تقليل أوقات الراحة، مثل تقليل تناول الحلويات، لكن هذا الموقف، الذي يبدو كحل على المدى القصير، قد يؤدي إلى مشاكل أكبر.
وذكر الموقع أن الدوبامين، المادة الكيميائية التي تفرزها قشرة الفص الجبهي في دماغنا عندما نشعر بالمتعة، قد يحدث عند نقصها عواقب سلبية مثل انخفاض الانتباه والتركيز وفقدان الحافز وضعف مهارات حل المشكلات والأرق.. أي أنه عندما نقلل الوقت المخصص للأنشطة التي نستمتع بها، فإننا لا نستطيع تلبية حاجتنا إلى الاسترخاء والتجديد، وتضعف مهاراتنا في الوظيفة التي نركز عليها.
لذلك، فإنه قد يكون من المفيد لنا قضاء بعض الوقت في الراحة والقيام بالأشياء التي نستمتع بها، بالإضافة إلى العمل الذي نؤديه.
كيف يمكننا تحقيق التوازن بين العمل والراحة؟
أوضح الموقع أنه لتحقيق التوازن، يمكننا أن نبدأ بتقدير الجهود التي نبذلها في أعمالنا، وإن تذكر ما تغلبنا عليه وما تعلمناه على طول الطريق لا يقل أهمية عن العمل الذي نخطط للقيام به في المستقبل.
ويمكننا تحديد مجالات الحياة التي تهمنا، مع قضاء الوقت والجهد اللازمين لها، كما أنه يمكننا أيضًا تحديد المجالات التي نحتاج فيها للتخلي عنها. وعلى سبيل المثال؛ فإنه بدلًا من متابعة درجة الماجستير والذهاب في رحلات عمل مزدحمة في نفس الوقت، فإن اختيار إحدى هذه الرحلات قد يسمح لنا بالتعمق في هذا المجال وتوفير الوقت للراحة.
اظهار أخبار متعلقة
وعند وضع مخطط لتنظيم الوقت، فإنه يمكن أن يساعدنا في إنشاء مخطط بسيط في تحقيق التوازن بين العمل ووقت الراحة.
وأورد التقرير أن أحد الأساليب التي تجعل تخطيط الوقت أسهل هو تحديد العمل الذي يجب القيام به وأوقات الراحة، وعليه، بعد تحديد العمل الذي سيتم إنجازه، يتم تحديد مدة الاستراحة التي سيتم أخذها ومدة هذه الاستراحة، وما يجب القيام به أثناء فترات الراحة متروك لتقديرك. لنفترض مثلًا أننا نستعد لمشروع التخرج ونهدف إلى إكمال هذا المشروع خلال شهر من خلال العمل لمدة خمس ساعات كل يوم. وباستخدام هذه التقنية، يمكننا التخطيط متى سنعمل خلال النهار ومدة الراحة التي سنأخذها، ويمكننا قضاء الوقت المتبقي للأشياء التي نستمتع بها.
واختتم الموقع التقرير بالتأكيد أنه عند تطبيق كل هذه التقنيات، فقد يكون من الأفضل النظر إلى فترات الراحة كجزء أساسي وضروري من الحياة، وليس كمهمة حيث يمكن رؤية وقت فراغنا كفرصة للقيام بأشياء ليست ضرورية وتجلب لنا المتعة، كما أنه لدينا أيضًا الفرصة للتفكير في تجاربنا وفهمها، ويمكن تشبيه ذلك بالتوقف والتفكير لبعض الوقت لاستيعاب ما نقرؤه في كتاب ما، بدلًا من بدء كتاب آخر مباشرة.