باحثون يصنعون أول "معالج" كمومي منطقي.. قدرات هائلة

pexels-markus-spiske-177598
يمثل المعالج خطوة على طريق المعالجات ذات القدرات الفائقة - CC0
  • لندن – عربي21‏
  • الأحد، 17-12-2023
  • 02:29 ص
نشر موقع مجلة جامعة هارفارد تقريرا، قال فيه إن باحثين ‏من جامعة هارفارد حققوا إنجازا رئيسيا في السعي نحو ‏الحوسبة الكمومية المستقرة والقابلة للتطوير، وهي ‏تكنولوجيا فائقة السرعة من شأنها أن تمكن من تحقيق تقدم ‏يغير قواعد اللعبة في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ‏ذلك الطب والعلوم والتمويل.‏

قام الفريق بقيادة ميخائيل لوكين، أستاذ الفيزياء بالجامعة ‏والمدير المشارك لمبادرة هارفارد للفيزياء الكمومية، بإنشاء ‏أول معالج كمي منطقي، قادر على تشفير ما ‏يصل إلى 48 كيوبت منطقي، وتنفيذ مئات من عمليات "‏البوابات المنطقية"، وهو تحسن كبير مقارنة بالجهود السابقة.‏

اظهار أخبار متعلقة



نُشر هذا العمل في مجلة ‏‎ Nature، وتم تنفيذه بالتعاون مع ‏ماركوس غرينر، أستاذ الفيزياء في جامعة هارفارد وزملاء ‏من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وشركة ‏QuEra ‎Computing، وهي شركة في  بوسطن تأسست على ‏التكنولوجيا من مختبرات جامعة هارفارد.‏

يعد هذا النظام أول عرض لتنفيذ خوارزمية واسعة النطاق ‏على حاسوب كمي مصحح الأخطاء، ما يبشر بظهور ‏حسابات كمومية مبكرة مرنة.‏

وصف لوكين هذا الإنجاز بأنه نقطة انعطاف محتملة شبيهة ‏بالأيام الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي؛ فقد بدأت أفكار ‏تصحيح الخطأ الكمي والمرونة، والتي تم وضع نظرياتها ‏منذ فترة طويلة، تؤتي ثمارها.‏

وقال لوكين: "أعتقد أن هذه إحدى اللحظات التي يتضح فيها ‏أن شيئا مميزا للغاية قادم. على الرغم من أنه لا تزال هناك ‏تحديات أمامنا، فإننا نتوقع أن يؤدي هذا التقدم الجديد إلى ‏تسريع التقدم نحو أجهزة كمبيوتر كمومية مفيدة وواسعة ‏النطاق‎."‎

وتوافق دينيس كالدويل من مؤسسة العلوم الوطنية على ذلك‎.‎

قالت كالدويل، القائمة بأعمال المدير المساعد لمديرية العلوم ‏الرياضية والفيزيائية، التي دعمت البحث من خلال مراكز ‏حدود الفيزياء التابعة لمؤسسة‎ NSF ‎وبرامج معاهد تحدي ‏القفزة الكمية: "إن هذا الإنجاز هو بمثابة جولة قوة في هندسة ‏الكم والتصميم. لم يقم الفريق بتسريع تطوير معالجة ‏المعلومات الكمومية باستخدام الذرات المحايدة فحسب، بل ‏فتح بابا جديدا لاستكشاف أجهزة الكيوبت المنطقية واسعة ‏النطاق، التي يمكن أن تتيح فوائد تحويلية للعلم والمجتمع ‏كله".‏

اظهار أخبار متعلقة



في الحوسبة الكمومية، البت الكمي أو "الكيوبت" هو وحدة ‏واحدة من المعلومات، تماما مثل البت الثنائي في الحوسبة ‏الكلاسيكية. لأكثر من عقدين من الزمن، أظهر الفيزيائيون ‏والمهندسون للعالم أن الحوسبة الكمومية ممكنة، من حيث ‏المبدأ، من خلال التلاعب بالجسيمات الكمومية -سواء كانت ‏ذرات أو أيونات أو فوتونات- لإنشاء كيوبتات فيزيائية.‏

لكن الاستغلال الناجح لغرابة ميكانيكا الكم في العمليات ‏الحسابية هو أكثر تعقيدا من مجرد تجميع عدد كبير بما فيه ‏الكفاية من الكيوبتات، التي هي بطبيعتها غير مستقرة ‏وعرضة للانهيار خارج حالاتها الكمومية.‏

العناصر المهمة هي ما يسمى الكيوبتات المنطقية: حزم من ‏الكيوبتات الفيزيائية الزائدة عن الحاجة والمصححة ‏للأخطاء، التي يمكنها تخزين المعلومات لاستخدامها في ‏خوارزمية كمومية. إن إنشاء الكيوبتات المنطقية كوحدات ‏يمكن التحكم فيها -مثل البتات الكلاسيكية- كان بمثابة عقبة ‏أساسية أمام هذا المجال، ومن المقبول عموما أنه حتى تتمكن ‏أجهزة الكمبيوتر الكمومية من العمل بشكل موثوق على ‏الكيوبتات المنطقية، فلن تتمكن التكنولوجيا من الانطلاق ‏حقا.‏

حتى الآن، أظهرت أفضل أنظمة الحوسبة واحدا أو اثنين من ‏الكيوبتات المنطقية، وعملية بوابة كمومية واحدة -أقرب إلى ‏وحدة واحدة فقط من التعليمات البرمجية- بينهما.‏

يعتمد الإنجاز الذي حققه فريق جامعة هارفارد على عدة ‏سنوات من العمل على بنية الحوسبة الكمومية المعروفة باسم ‏مصفوفة الذرات المحايدة، التي كان لمختبر لوكين الريادة ‏فيها. ويتم الآن تسويقه بواسطة شركة‏‎ QuEra، التي أبرمت ‏مؤخرا اتفاقية ترخيص مع مكتب تطوير التكنولوجيا بجامعة ‏هارفارد للحصول على محفظة براءات اختراع تعتمد على ‏الابتكارات التي طورتها مجموعة لوكين.‏

المكون الرئيسي للنظام هو كتلة من ذرات الروبيديوم المعلقة ‏شديدة البرودة، حيث يمكن للذرات -الكيوبتات الفيزيائية ‏للنظام- أن تتحرك أو تندمج على شكل أزواج، أو ‏‏"متشابكة"، في منتصف العملية الحسابية.‏

اظهار أخبار متعلقة



تشكل أزواج الذرات المتشابكة "بوابات منطقية"، وهي ‏وحدات من القدرة الحاسوبية. في السابق، أظهر الفريق ‏معدلات خطأ منخفضة في عمليات التشابك، ما يثبت ‏موثوقية نظام المصفوفة الذرية المحايدة.‏

باستخدام المعالج الكمي المنطقي، يُظهر الباحثون الآن ‏تحكما متوازيا ومتعدد الإرسال لمجموعة كاملة من ‏الكيوبتات المنطقية، باستخدام الليزر. هذه النتيجة أكثر كفاءة ‏وقابلية للتطوير من محاولة  التحكم في الكيوبتات المادية ‏الفردية.‏

قال المؤلف الأول للورقة دوليف بلوفشتاين، طالب الدكتوراه  ‏في كلية غريفين للفنون والعلوم، الذي يجري أبحاثه في ‏مختبر لوكين: "نحن نحاول تحديد تحول في هذا المجال، ‏نحو البدء في اختبار الخوارزميات باستخدام الكيوبتات ‏المصححة للأخطاء بدلا من تلك المادية، وتمكين المسار نحو ‏الأجهزة الأكبر حجما".‏

سيواصل الفريق العمل نحو إظهار المزيد من أنواع ‏العمليات على 48 بتا منطقيا وتهيئة نظامهم للتشغيل بشكل ‏مستمر، بدلا من التدوير اليدوي كما هو الحال الآن.‏

تم دعم هذه الأبحاث من قبل وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية ‏المتقدمة من خلال برنامج التحسين باستخدام برنامج الأجهزة ‏الكمومية المتوسطة الحجم، ومركز الذرات فائقة البرودة، ‏وهو مركز حدود الفيزياء التابع لمؤسسة العلوم الوطنية ‏ومكتب أبحاث الجيش ومعهد الكم المشترك وQuEra ‎الحوسبة.‏

شارك
التعليقات