دراسة جديدة: تلوث الهواء داخل المكاتب يقلل من الإمكانات الإبداعية للموظفين

موظف - أرشيفية CC0
مع ارتفاع تلوث الهواء تقل القدرة الإبداعية للمنتجين- CC0
  • لندن- عربي21
  • الأربعاء، 20-12-2023
  • 06:53 ص
استعرض تقرير لمجلة "THE WEEK" الهندية، دراسة جديدة أظهرت أن جودة الهواء الداخلي في المكاتب يمكن أن تؤثر سلبا على إبداع الموظفين.

وخلص الباحثون في جامعة نانيانغ التكنولوجية (NTU) في سنغافورة إلى أن المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 87، وجميعهم طلاب جامعيون وطلاب دراسات عليا، أنتجوا مخرجات إبداعية بدرجات أقل عندما كان هناك مستويات داخلية عالية من المركبات العضوية المتطايرة، بما في ذلك الغازات المنبعثة من منتجات مثل المنظفات والعطور والدهانات.

ووجدوا أن خفض إجمالي مستويات المركبات العضوية المتطايرة (TVOC) في الغرفة بنسبة 72 بالمئة يمكن أن يحسن الإمكانات الإبداعية للطالب بنسبة 12 بالمئة وقد نشروا النتائج التي توصلوا إليها في مجلة التقارير العلمية.

وقال الباحث الرئيسي وان مان بون من كلية الهندسة الميكانيكية والفضائية بجامعة  NTU: "قد يكون لهذا عواقب كبيرة على الصناعات التي تعتمد على الإبداع في الجزء الأكبر من عملها. 

اظهار أخبار متعلقة


وعلى سبيل المثال، فإنه "غالبا ما يستخدم الفنانون الدهانات والمخففات التي تطلق مستويات عالية من المركبات العضوية المتطايرة، وقد لا يعرفون أنهم بحاجة إلى تهوية كافية لإزالتها من أماكن عملهم"، وفقا لبون.

وامتدت الدراسة لأكثر من ستة أسابيع، حيث قام الباحثون بتوظيف طلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا في بيئة خاضعة للرقابة تمثل مساحة عمل داخلية.

ويقرأ المشاركون كل أسبوع، عبر ثلاث جلسات مدة كل منها 40 دقيقة، ملخصا لقضية عالمية مثل تغير المناخ والصحة العقلية والفقر، ثم يقدمون حلا من خلال بناء نموذج ثلاثي الأبعاد باستخدام مكعبات LEGO.

ثم طُلب من الطلاب تقديم وصف مكتوب وشرح لنماذجهم.

وقال الباحثون إنه تم الحكم على الناتج المشترك للنماذج والأوصاف للإبداع على أساس "الأصالة والطلاقة (مدى جودة وصف الحل) والبناء (مدى تعقيد الحل أو جماليته) في دراستهم".

وقالوا إنهم طوروا هذه الوسيلة للتحقق بشكل كمي من الإمكانات الإبداعية للطلاب وأطلقوا عليها اسم "لعبة الطوب الجادة"، مضيفين أنها مقتبسة إلى حد كبير من إطار عمل LEGO Serious Play، والذي يتضمن التعبير عن الأفكار باستخدام نماذج مكعبات LEGO ثلاثية الأبعاد.

اظهار أخبار متعلقة


وفي كل جلسة من هذه الجلسات، تلاعب الباحثون بجودة هواء بيئة العمل من خلال التحكم في مرشحات الهواء وتغيير مستويات الملوثات، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون، وPM2.5، وTVOC، حيث يشير PM2.5 إلى ملوثات الهواء التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، وتشمل الهباء الجوي والبخاخات.

ومن خلال تحليل البيانات التي تم جمعها من 18 جلسة، وجد الباحثون أن ارتفاع مستويات المركبات العضوية المتطايرة في البيئة المحيطة أدى إلى قيام الطلاب بإنتاج حلول ذات إمكانات إبداعية أقل.

ووجدوا أيضا، من خلال التحليل الإحصائي، أن خفض هذه المستويات بنسبة 72بالمئة، حتى من عتبة مقبولة وفقا لمعايير سنغافورة البالغة 1000 جزء في المليار إلى 281 جزءا في المليار، عزز إبداع المشاركين بنسبة 12بالمئة.

اظهار أخبار متعلقة


ومع ذلك، فقد وجد الفريق علاقات أقل أهمية بين PM2.5 والإبداع، وكذلك بين مستويات ثاني أكسيد الكربون والإبداع.

وقال الباحثون إن النتائج تكشف كيف يمكن أن تؤثر جودة الهواء داخل البنايات على العقل والإدراك الإبداعي، أو القدرة على استخدام المعرفة بطريقة غير تقليدية، وهم يدرسون الآن الطرق التي يؤثر بها هذا التلوث على الإدراك من خلال قياس نشاط الدماغ.
شارك
التعليقات