احتفاء بطه حسين في معرض الكتاب‎.. ما قصة منزل "رامتان" الذي تحول إلى متحف؟ (شاهد)

  • محمد سندباد
  • السبت، 03-02-2024
  • 09:30 ص

 يحتفي معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55  بعميد الأدب العربي طه حسين (1889- 1973)م والذي يعقد تحت شعار "نصنع المعرفة نصون الكلمة" في الفترة من 25 كانون الثاني/ يناير إلى 6 شباط/ فبراير.

 وتصدر اسم عميد الأدب العربي العديد من الندوات الثقافية والفعاليات الأدبية التي تعقد طوال فترة المعرض، واستعرضت إسهاماته الثقافية والأدبية ودوره في نشر التعليم المجاني وإنشاء المدارس والجامعات، ما جعله أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في القرن العشرينوقد أضاء الطريق للملايين رغم أنه كان كفيفا.

 ولد طه حسين عام 1889 في محافظة المنيا بصعيد مصر، وأُصيب في سن مبكرة جدا بعدوى في العين، أُصيب بالعمى وكان عمره ثلاث سنوات بسبب عدم تلقيه العلاج الملائم، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره.

اظهار أخبار متعلقة


 في عام 1908 التحق حسين بجامعة القاهرة التي تأسست في العام نفسه، وفي عام 1914 حصل على درجة الدكتوراه عن أطروحته عن الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري، وكان أول طالب يحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة.

 في عام 1918، حصل على درجة  الدكتوراه الثانية من جامعة السوربون بفرنسا، عن أطروحته عن المؤرخ العربي ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث.

 لقب بعميد الأدب العربي والأديب الوزير. ففي عام 1950، عُيّن وزيرا للتربية والتعليم، وكان من أكثر المناصرين والداعين إلى مجانية التعليم وحق الجميع في التعلم، رافعا شعار "التعليم كالماء والهواء".

60 كتابا من بينها 6 روايات هي حصيلة مؤلفات عميد الأدب العربي، ومن أبرز كتبه "الأيام" و"دعاء الكروان" و"المعذبون في الأرض" و"في الشعر الجاهلي"، وكتب نحو 1300 مقالة، وتمت ترجمة بعض أعماله الأدبية والفكرية إلى لغات عدة على رأسها الفرنسية.

"رامتان".. حلم طه حسين

لعب منزل طه حسين في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة الذي انتقل إليه في العقد السادس من عمره دورا حيويا في صفاء ذهنه وشحذ همته، والذي شيده بنفسه حيث كان يمني نفسه بحديقة خاصة للجلوس والتفكير والمطالعة، وأطلق عليه اسم "رامتان".



"رامتان" مفردة عربية، مثنى مفردة "رامة" التي تعني الكثبان الرملية التي ترتاح فيها القوافل في البادية، عاش فيه طه حسين من عام 1955 وحتى وفاته في 1973م.

الحديقة الملحقة بالمنزل بها تمثال نصفي لعميد الأدب العربي من أعمال النحات عبد القادر رزق، وكانت بمثابة ديوان فكري وثقافي وأدبي حيث إنه كان يستقبل أصدقاءه المقربين.

اظهار أخبار متعلقة


يتكون "رامتان" من طابقين. ويضم الطابق الأول: حجرة المكتبة، وصالة استقبال، وغرفة السفرة، وغرفة الصالونز فيما يضم الطابق الثاني: غرفة طه حسين وحجرة زوجته سوزان، وغرفة ابنهما مؤنس، وغرفة الموسيقى، وغرفة المعيشة.

وتضم مكتبة طه حسين 6859 كتابا بلغات مختلفة، وتتنوع الكتب ما بين المؤلفات البسيطة والمجلدات وصولاً إلى أمهات الكتب الضخمة، منها 3725 باللغة العربية و3134 باللغات الأجنبية، كما تضم المكتبة تمثالاً لطه حسين مصنوعاً من البرونز.

 عقب وفاة عميد الأدب العربي في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 قررت وزارة الثقافة المصرية تحويل المنزل إلى متحف طه حسين ومركز رامتان الثقافي.

ماذا يدور في متحف طه حسين؟

من داخل المنزل، تقول مروة محيي، مديرة مركز رامتان الثقافي بمتحف طه حسين، إن "احتفاء معرض الكتاب بطه حسين يتزامن مع مرور 50 عاما على وفاته ومن الضروري استمرار الاحتفاء به من أجل تذكير الأجيال الجديدة به".



  وأضافت في تصريحات خاصة لـ"عربي21 لايت" إن "معرض الكتاب وسيلة جيدة لتعريف الشباب بعميد الأدب العربي؛ لأن رواده كثر من جميع الفئات خاصة الشباب والطلاب، وسيكون قناة مهمة للتعرف على طه حسين بإسهاماته. وفي مركز رامتان نقوم بعمل أنشطة مختلفة لتعريف الشباب بحياة وأعمال وأفكار طه حسين".

اظهار أخبار متعلقة


 وأوضحت محيي أن "مركز رامتان نسب إلى اسم المنزل وهو ملحق بالمتحف وأقيم بشكل مخصوص لإقامة الأنشطة الثقافية حفاظا على مقتنيات الأدب العربي. والمركز يقوم بندوات ثقافية وورش فنية وكل الأنشطة المختلفة التي تفيد الطلاب. وكل الأنشطة فيها جانب يخص طه حسين ليكون قدوة لهم، كما أن هناك جزءا مخصصا لذوي الاحتياجات الخاصة".

طه حسين.. عاش في الظلام لينير ما حوله

أشاد أستاذ النقد والأدب المقارن وعميد كلية الألسن في جامعة بني سويف، شريف الجيار، بطه حسين، وقال: "هو أيقونة تنويرية في الفكر المصري والعربي، ومرور 50 عاما على رحيله يعني أن المؤسسات الثقافية المصرية تعي ذلك تماما وتعطي الفرصة كاملة لإبراز فكر وأعمال طه حسين، خاصة عبر معرض القاهرة للكتاب، الذي جعله محوره الأساسي".

وأضاف الجيار وهو أحد المحاضرين عن عميد الأدب طه حسين في مؤتمر طه حسين بمعرض الكتاب، أن "وجود عميد الأدب العربي في المعرض يعني إيمان المؤسسة الثقافية المصرية بالفكر التنويري ويمثل علامة بارزة في الفكر العربي وأن المؤسسة الفكرية تطمح في أن نتوارث ونفكر في آليات عقلية نقدية على غرار إبداعات وكتابات طه حسين الأدبية والنقدية، خاصة أن فكره كان يراهن على المثقف الفاعل".

وأردف: "فكر طه حسين نبراس للأجيال الشابة التي نثق فيها أن تذهب إلى الفكر النقدي والفكر الذي يتكئ على العلم والنقد، ومن الجميل أن نرى الشباب الزائرين، وهذا الإقبال على أعمال وكتابات طه حسين في المعرض لأنه صاحب خطاب ثقافي مصري عربي ومنهج تنويري ولعب دورا كبيرا في ازدهار التعليم ومجانيته".

اظهار أخبار متعلقة


ونوه الجيار إلى طبيعة كفاح عميد الأدب العربي، قائلا: "حياة طه حسين كانت ملهمة في مسألة التحدي والوقوف ضد الصعوبات خاصة لدى الشباب وصبره على مرضه وفقره وتحمله المشاق في بيئة الصعيد في نهاية القرن الـ19، وكانت الحياة صعبة وقاسية. هو نموذج للتحمل والمشقة وأصبح نموذجا ناجحا وصل إلى أعلى الدرجات العلمية والوظيفية".

شارك
التعليقات