تكلفة تربية الأطفال في الصين هي ثاني أعلى تكلفة في العالم.. لماذا؟

cai-fang-5q1rcBJDeVU-unsplash
CC0
  • لندن- عربي21
  • السبت، 24-02-2024
  • 06:19 ص
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن تكلفة تربية الأطفال في الصين التي تعتبر ثاني أعلى تكلفة في العالم.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مركز أبحاث صيني بارز كشف أن الصين تعتبر إحدى أغلى الأماكن في العالم لتربية طفل، متفوقة على الولايات المتحدة واليابان من الناحية النسبية. وخلص تقرير صدر الأربعاء الماضي عن معهد "يووا" للأبحاث السكانية ومقره بكين إلى أن متوسط تكلفة تربية طفل في الصين حتى سن الـ18 سنة يبلغ 538 ألف يوان (59275 جنيها إسترلينيا) - أي أكثر من 6.3 ضعف نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بحوالي 4.11 مرة في الولايات المتحدة أو 4.26 مرة في اليابان.

وذكرت الصحيفة أنه بالنسبة للأطفال الذين ينشأون في المدن الصينية، يرتفع متوسط التكلفة إلى 667 ألف يوان (73488 جنيهًا إسترلينيًا). وفي أستراليا، وجد الباحثون أن تكلفة تربية الطفل كانت أعلى بحوالي 2.08 مرة من متوسط الناتج المحلي الإجمالي للشخص الواحد. وتأتي الصين في المرتبة الثانية بعد كوريا الجنوبية ــ التي لديها أدنى معدل للخصوبة في العالم.

تناول التقرير التكاليف التي تتحملها الأمهات بشكل رئيسي، والمرتبطة بإنجاب الأطفال.

وما بين سنتي 2010 و2018، زاد الوقت الأسبوعي الذي يقضيه الآباء في المساعدة في الواجبات المنزلية لأطفالهم في سن المدرسة الابتدائية من 3.67 ساعة إلى 5.88 ساعة.

اظهار أخبار متعلقة


وتميل الأمهات إلى المعاناة من خسارة ساعات العمل مدفوعة الأجر بسبب أوقات الفراغ نتيجة تربية الأطفال. وخلص الباحثون إلى أنه "لأسباب مثل ارتفاع تكلفة الإنجاب والصعوبة التي تواجهها المرأة في تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل، فإن متوسط استعداد الشعب الصيني للإنجاب... هو تقريبا الأدنى في العالم". وقاد البحث ليانغ جيان تشانغ، وهو رجل أعمال بارز وأستاذ اقتصاد في جامعة بكين.

 ونوهت الصحيفة بأن عدد سكان الصين انكمش في السنة الماضية للسنة الثانية على التوالي، الأمر الذي أدى إلى تفاقم مخاوف الحكومة بشأن ارتفاع نسبة الشيخوخة وتقلص القوة العاملة. وقد بلغ عدد المواليد في سنة 2023 ما يزيد قليلاً على التسعة ملايين، أي حوالي نصف العدد في سنة 2016. وتميل النساء بشكل متزايد إلى تأخير أو رفض الأمومة بسبب تأثيرها السلبي على حياتهن المهنية ومواردهن المالية. 

وقد تخلت الحكومة في سنة 2017 عن سياسة الطفل الواحد التي استمرت لعقود من الزمن، وتشجع الآن النساء على إنجاب ما يصل إلى ثلاثة أطفال. وقد أزالت بعض المقاطعات أي قيود على عدد الأطفال الذين يمكن للأسرة تسجيلهم. في هذا السياق، صرّحت ليجيا تشانغ، الكاتبة التي تعكف على تأليف كتاب عن المواقف المتغيرة للمرأة الصينية تجاه الزواج والأمومة، بأن ارتفاع تكاليف التعليم والسكن جعل تربية الأطفال صعبة ماليا. وأضافت أن "العديد من النساء اللاتي أجريت معهن مقابلات قلن إنهنّ ببساطة لا يستطعن تحمل تكاليف إنجاب طفلين أو ثلاثة أطفال. ويمكن للبعض تحمل تكاليف تربية طفل واحد بينما البعض الآخر لا يريد حتى أن يزعج نفسه".

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت تشانغ أن "هناك عاملا آخر لا يقل أهمية وهو تغيير المواقف. لم تعد العديد من النساء الحضريات والمتعلمات يعتبرن الأمومة ممرًا ضروريًا في الحياة أو عنصرًا ضروريًا للشعور بالسعادة". وقد اتخذت العديد من الحكومات المحلية في الصين تدابير في محاولاتها لزيادة معدل المواليد، من الإعانات النقدية للأطفال الإضافيين إلى التخفيضات على عمليات التلقيح الاصطناعي. لكن حتى الآن لم تحقق الحوافز الحكومية سوى القليل من التأثير على معدل المواليد الذي يشهد انخفاضا مستمرا.

وخلص تقرير يووا إلى أن "انخفاض معدل المواليد سيكون له تأثير عميق على إمكانات النمو الاقتصادي في الصين، وحيوية الابتكار، ومؤشر سعادة الشعب، وحتى تجديد شباب الأمة الصينية... والسبب الأساسي الذي يجعل الصين لديها أدنى معدل خصوبة في العالم تقريبًا هو أنها تعاني تقريبا من أعلى تكلفة إنجاب في العالم".

شارك
التعليقات