أطلقت الفناة السورية، أصالة نصري، أغنية جديدة دعما للفلسطينيين في قطاع غزة، في وجه الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وحازت على 1.5 مليون مشاهدة في أقل من أسبوع، لكنها حازت أيضا على الكثير من الجدل وسط تهديدات بحذفها من المنصات المختلفة على الإنترنت.
ويرجع سبب التهديد بالحذف إلى الإسقاطات في الأغنية، والتي تخالف قوانين هذه المنصات لا سيما "يوتيوب"، غير أنها لا تزال منشورة حتى الآن.
وكشف الشاعر المصري فارس قطرية المشارك في الأغنية، أن موقع "فيسبوك" حجب منشورا له عن الأغنية.
اظهار أخبار متعلقة
الأغنية من إخراج المصري عادل رضوان، ومن إنتاج شقيق الفنانة أصالة، أنس نصري، الذي كشف في تعليق على صفحتها بأن فنانين آخرين اعتذروا عن المشاركة فيها، مشيدا بشجاعة شقيقته.
أما الرمزيات في الأغنية فهي كثير، تبدأ من أصحاب الأرض وتنتهي بهم، وبين البداية والنهاية دخلاء على الأرض لا يشبهونها ولا يشبهون أصحابها ولا يفهمون كلامها.
تبدأ الأغنية بفن "الترويدة" الفلسطيني المشفر، الذي لا يفهمه الدخلاء على المكان، وهو ما كانت تنشده نساء فلسطين لأسراهم فيفهمون ولا يفهم السجان.
شمالي لالي يا هوالي لديرة شمالي لالي يا رويللووو
ع لالي للبواب هولولم تفتح شمالي لالي يا رويللووو
وانا ليلية لبعث معليلريح الشمالي لالي يا رويللووو
ياصليلار ويدورليللي على لحبيليلابا يا رويللووو
ويترافق معها مشاهد لأصحاب الأرض جالسون يقرأون القرآن، وامرأة في حضنها رضيعها والنور ساقط عليها في إشارة إلى المسيح عيسى وأمه مريم عليهما السلام.
ومجموعة أخرى جالسة على الأرض على شاكلة لوحة الصلاة الأخيرة للمسيحيين في أحد حفلات التعذيب في روما القديمة.
تبدأ أصالة بالغناء مع وصول الدخلاء على متن مركب كتلك المراكب التي عملت على نقل اليهود إلى فلسطين عبر البحر إبان الاحتلال البريطاني، لتوطينهم في دولتهم الموعودة.
"ريت المركب اللي أخذه وما رده!.. يبلاه بكسره وبنار عقده! ".
والدخيل بالدخيل يذكر، فيرجع المشهد إلى أبعد من ذلك بالزمن، حين أدخل اليهود العجل إلى دينهم وعبدوه في غياب موسى عليه السلام، ثم عمد إليه فحطمه وذره في اليم.
ثم ينتقل المشهد إلى أقرب من ذلك، لطفل يركض في أنفاق تحت أرضه يشبه شخصية "حنضلة" وفي يده مقلاع، يرقص رقصة أصحاب الأرض الشهيرة، ويصل صداها إلى فوق الأرض حيث طفلة بكوفية فلسطينية تحاكي الرقصة.
"ريت المصاري تقلب حديدة تسفر شبابنا لبلاد بعيدة" مع مشاهد تجهير الفلسطينيين من أرضهم إبان إعلان اليهود دولتهم، ونكبة أصحاب الأرض".
وبعد ذلك لحظات صامتة تختزل أكثر من سبعين عاما من الاحتلال، يكسرها رجال يخرجون من تحت الأرض بكوفيات لا يمكنك أن تخطئ الحمراء منها، في مشهد جريء يشير بصراحة دون أي رمزيات إلى أنفاق غزة، ومقاوميها، الذين يقتلون الدخيل وتبتلعه الأرض.
وتنتهي الأغنية بصوت الشاعر المصري، فارس قطرية:
ثبت جذورك في التراب فأنت باقٍ هاهنا
الأرض أرضك يا فتى هذه البلاد بلادنا
هم جهلة لا يعلمون بأن وطنك خالدٌ
فأصمد ورابط واحتسب إنا ورائك كلنا
كم من شهيد قدموا أرواحهم من أجل تحقيق اليقين
يا صاحب الأرض اعتصم فالأرض عرض المتقين
