فيلم "Our brand is crisis".. فن صناعة "الأزمة" واستمالة الناخب

p12004386_v_h10_aa
غلاف الفيلم
  • أحمد مصطفى
  • الخميس، 23-05-2024
  • 02:32 م
معركة سياسية تدور بتوجيهات الجنرال والفيلسوف الصيني صاحب كتاب "فن الحرب"، سون تزو، وتلعب على المشاعر بدعم عاطفي مقتبس من كلمات الفنان، وارن بيتي.

معركة يتحرك فيها الأطراف بكل الاتجاهات، ولا تخلو من حسابات "الغاية تبرر الوسيلة" الميكيافيلية، وتعتمد على تخويف الناس لاختيار "المنقذ".

تدور قصة الفيلم حول مرشح خاسر بكل المقاييس يقرر أن يستعين بأكبر الديمقراطيات في العالم، وأصحاب اللعبة، الذين وضعوا القواعد ويجيدون اللعب؛ وهم الأمريكيون.

اظهار أخبار متعلقة



فيلم مقتبس من وثائقي أمريكي لعام 2005 يحمل الاسم نفسه، لريتشل بوينتون، حول تكتيكات الحملات السياسية الأمريكية لتسويق المرشحين، تناول الانتخابات الرئاسية في بوليفيا عام 2002 التي فاز فيها غونزالو سانشيز دي لوسادا متقدما على إيفو موراليس.

ومع أن الرئيس دي لوسادا سياسي، ورائد أعمال، وعالم اقتصاد، إلا أن ذلك لا يمنع من أن يستعين بـ"المحترفين".

تلعب ساندرا بولوك دور البطولة وأخرج العمل ديفيد جوردون جرين، وكتبه بيتر ستروجان، ومن إنتاج الفنان جورج كلوني، وجرانت هيسلوف.

ورغم فكرة الفيلم التي تحكي كواليس السياسة، وتكشف ما لا يراه الناخبون، في قوالب لا تخلو من الكوميديا، إلا أنه خسر في شباك التذاكر، إذ بلغت تكلفة إنتاجه 28 مليون دولار، ولم يحقق سوى قرابة 8 ملايين فقط.

اظهار أخبار متعلقة



يعرض الفيلم كيفية التلاعب بمصائر الشعوب، وتخويفهم، وتجيير أصواتهم لصالح الفاسدين، والساسة، وكيف تطبق القواعد الأمريكية فيما وراء الحدود، لخداع شعب بسيط يحلم في التغيير.

تقوم الأمريكية جين بالسفر من بلادها إلى الجنوب لدعم حملة مرشح رئاسي خاسر، في وجه مرشح جديد يعد بالتغيير، يقوم على حملته الرئاسية شخص أمريكي أيضا.

وفي حين أن الحرب "بوليفية"، إلا أن المنافسة "أمريكية".

يحاول مديرا الحملتين كسب الرأي العام بأي وسيلة، ويتدرب كل مرشح على الكذب، والخطابة، ويحاول كل منهما إبراز أسوأ ما في منافسه.

تحاول جين إعادة تأهيل رئيس سابق، لا يحبه الناس، له تاريخ حافل بالعلاقات السيئة، كاذب، مليونير، يرغب في العودة إلى الحكم بأي وسيلة.

تخرج جين بالوصفة المثالية لأي مستبد يريد أن يكون في سدة الحكم، وهي أن يقنع الشعب بأنه في أزمة وخطر، وأنه الوحيد الذي يمكنه أن ينقذه.

وبدلا من تغيير شخصية المرشح، تعمل جين على قلب الحقائق ببساطة وترى أنه "لا يتعين تغيير الرجل ليمتلك مقومات الرئيس، بل تغيير المقومات لتناسب منصب الرئيس".

تبدأ جين بالاقتباس من كتاب فن الحرب للفيلسوف الصيني، سون تزو: "إن كان عدوك سريع الغضب فعليك استفزازه"، وترفض أن يعتذر مرشحها عن خطأ ارتكبه، بل تصر على أنه "إذا خيرنا بين أن نكون محبوبين، أو مهابي الجانب، فالأفضل أن يكون المرء مُهابا أكثر منه محبوبا"، والكلام لمؤسس التنظير السياسي الواقعي، المفكر الإيطالي نيكولو ميكيافيلي.

وعودة إلى نظرية "الأزمة" ترى جين أن الناخب يختار المرشح الجديد إن كان يبحث عن الأمل، لكنه إن كان خائفا فهو يبحث عن قائد حرب.

تبدأ الحملة بترويج أن البلاد تعيش أسوأ فترة في تاريخها، وتقف على مفترق طرق، إما المرشح المغرور البغيض الذي يدعي أنه محارب وشجاع، وإما مرشح التغيير عديم الخبرة والذهاب إلى الهاوية.

تبدأ رسالة "التخويف والأزمة" تؤتي أكلها مع الناخبين، وتبدأ نقاط بيدرو كاستيلو في الارتفاع، مع انخفاض نقاط منافسه.


اظهار أخبار متعلقة



يخرج كاستيلو في لقاء تلفزيوني، وينفذ حرفيا ما تطلبه منه جين، ويوظف مشاعره من أجل استعطاف الناخبين، ويبيع بعضا من دموعه بثمن غال؛ خمس نقاط إضافية على مؤشر الاستطلاع.

تنتقل المشاهد في الفيلم بعد ذلك بشكل أسرع من بدايته، تؤتي الحملة أكلها، ينجح الرئيس، ويذهب للجلوس مع صندوق النقد الذي يراه الشعب البوليفي العدو الأكبر لهم.

وفي الطريق إلى بلادها تنزل جين من السيارة بعد أن أنبها ضميرها لتسير بين أبناء الشعب البوليفي، لكن الساعة لا تعود إلى الوراء، لقد منحت مرشحا كاذبا مقعدا رئاسيا وأشبعت غرورها بالفوز على منافسها في الحملة المقابلة؛ انتصرت الخبيرة الأمريكية، وخسر الشعب البوليفي.
شارك
التعليقات