وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21، إن السفر يمكن أن يجعلك تشعر بالتحسن، حيث أكد العلم أن استكشاف أماكن وتجارب جديدة له تأثير كبير على صحتنا العقلية.
ووفقًا لبيانات اتجاهات غوغل، فقد ارتفعت عمليات البحث عن "سفر الدوبامين" بنسبة 4500 بالمئة في الشهر الماضي، حيث يبحث الأشخاص عن وجهات السفر التي ستجلب لهم أكبر قدر من المتعة. وقدّم خبير السفر، جاستن تشابمان، الأدلة العلمية التي تفسر لماذا يجعلنا السفر أكثر سعادة.
ارتفاع مستويات الدوبامين والسيروتونين عند السفر
وذكر جاستن أن "الدوبامين" يعدّ أحد المواد الكيميائية الرئيسية المشاركة في الشعور بالمتعة والسعادة؛ إذ يلعب هذا الناقل العصبي دورًا في تحفيز مشاعر السعادة، التي يطلقها دماغنا عندما ننخرط في الأنشطة التي نستمتع بها، لإعطاء شعور بالبهجة والرضا.
وأضاف أن السيروتونين هو أيضا ناقل عصبي له دور حاسم في تعديل المزاج والنوم والشهية، وتنخفض مستويات السيروتونين لدينا عندما يقل ضوء النهار في الشتاء، حيث يعد التعرض لأشعة الشمس أحد الطرق الرئيسية لتعزيز إفراز السيروتونين.
ما هي وجهة الدوبامين؟
وأوضحت المجلة أن السفر فعال بشكل خاص في تحفيز نظام المكافأة في الدماغ، وتعدّ وجهات الدوبامين التي تقدم مزيجًا من الجمال الطبيعي، والأنشطة المبهجة، والانغماس في ثقافة مختلفة، وقضاء ساعات أطول في ضوء النهار وزيادة التعرض لأشعة الشمس، من بين الطرق المثالية لتعزيز الدوبامين ومستويات السيروتونين.
وأورد جاستن أن معنى "وجهة الدوبامين" يمكن أن يختلف اعتمادًا على المسافر والأمر الذي سيجلب له أكبر قدر من السعادة، ولكن اختيار مكان تظل فيه الشمس مشرقة لفترة أطول بكثير مما تحصل عليه في المنزل، مع فرص للتفاعل الاجتماعي والتواصل مع الطبيعة، يعد مهمًّا لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة.
وسواء ذهبت في رحلة سفاري أفريقية شاملة أو مجرد عطلة نهاية أسبوع طويلة تحت أشعة الشمس، يمكن أن يكون السفر مفيدًا للغاية.
تعزيز فيتامين د
على الرغم من أنه يمكن الحصول على فيتامين د من الطعام والمكملات الغذائية، إلا أنه يمكن الحصول عليه بشكل طبيعي من خلال التعرض لأشعة الشمس.
وقال جاستن إن "فيتامين د ضروري لتعديل المزاج، كما تم ربط نقص فيتامين د بأعراض مثل الاكتئاب والتعب وصعوبة التركيز. وتساعد زيادة فيتامين د من خلال التعرض أكثر لأشعة ضوء الشمس على إنتاج السيروتونين، وتحسين نوعية النوم، كما أنه يمكن أن يقلل من الالتهاب".
الأيونات السالبة هي شيء إيجابي
تعتبر الأيونات السالبة جزيئات تحتوي على إلكترون إضافي يمنحها شحنة سالبة، وتوجد في الغالب في الهواء النقي، خاصة بالقرب من المسطحات المائية مثل المحيطات والشلالات والغابات.
وعلى حد تعبير جاستن، فقد "ثبت أن الأيونات السالبة تزيد من مستويات السيروتونين، ومستويات الطاقة، وتعزز جهاز المناعة، وتقلل من مستويات التوتر. وإذا كنت قد قضيت وقتًا على الشاطئ، تستمع إلى صوت الأمواج المتلاطمة وتشعر بأن التوتر يتلاشى، فقد يكون ذلك بسبب الأيونات السالبة".
السفر يجعلك اجتماعيًا
يؤدي التّفاعل الاجتماعي إلى إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يرتبط بمشاعر الارتباط والترابط، وهذا يحفز أيضًا إفراز كل من الدوبامين والسيروتونين. وإذا كنت تفضل السفر بمفردك؛ فخصّص وقتًا للأنشطة الجماعية لتمنحك وقتًا للتواصل الاجتماعي، دون الحاجة إلى قضاء إجازتك بأكملها مع الآخرين.
اظهار أخبار متعلقة
ويقترح جاستن، تجربة دُروس الطبخ الجماعية لتعلم كيفية إعداد بعض الأطباق المحلية، التي يمكنك طهيها عند عودتك إلى المنزل، أو القيام بجولة جماعية في المنطقة المحلية للاستمتاع بأكبر قدر ممكن من الثقافة. كما أن التجارب والأنشطة الجديدة، التي ربما لن تتمكن من القيام بها في المنزل، تزيد أيضًا من مستويات الدوبامين.
التواصل مع الحياة البرية
واختتمت المجلة، التقرير، بالقول إنه يمكن أن يكون لجمال الطبيعة تأثير مهدئ على العقل والجسم، وقد ثبت أن قضاء الوقت في الطبيعة يقلل من مستويات التوتر ويعزز الاسترخاء.
واستطرد جاستن بأن "مشاهدة عجائب الطبيعة ورؤية الحيوانات، مثل رحلات السفاري لمشاهدة الغوريلا، يمكن أن تعزز مستويات الدوبامين والسيروتونين، كما أن الإندورفين الذي يتم إفرازه من النشاط البدني مثل المشي لمسافات قصيرة أو طويلة له أيضًا تأثير كبير على تعزيز المزاج".