ونشرت مجلة "سانتي ماغازين" الفرنسية تقريرًا بيّنت فيه كيف يساعد البرد في حرق السعرات الحرارية وفقدان الوزن.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البرد ينشّط عملية توليد الحرارة ما يساعد على حرق الدهون. لذلك، لا داعي لاتباع نظام غذائي صارم لخسارة الوزن الزائد خلال فصل الشتاء: فعندما تنخفض درجات الحرارة في الخارج، يعمل الجسم على حرق المزيد من الطاقة لتوفير الحرارة للجسم بأكمله، وهي آلية تسمح لنا بحرق السعرات الحرارية.
كيف يتفاعل الجسم عندما يكون الجو باردا؟ وما هو التوليد الحراري؟
في مواجهة البرد، يحافظ الجسم على درجة حرارته عند 37 درجة مئوية (متوسط درجة حرارة جسم الإنسان) بفضل نظام التنظيم الحراري الذي يسمى التوليد الحراري. وكلما كان الجو أكثر برودة، زاد إنتاج الجسم للحرارة.
الدهون البيضاء والدهون البنية، ما الفرق؟
لدى الإنسان عدة أنواع من الدهون: ما يسمى بالدهون البيضاء، وما يسمى بالدهون البنية. وكما يشير موقع "هيلث" فإن ما يسمى بالخلايا الدهنية البنية هي التي تستخدم الطاقة لتدفئة الجسم، على عكس الدهون البيضاء التي تُخزّن السعرات الحرارية على شكل دهون كما في حالة دهون البطن.
ويزيد تناول كميات كبيرة من الدهون البيضاء، وهي السمة المميزة للسمنة، من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض أخرى. في المقابل، تحرق الدهون البنية الطاقة الكيميائية لتوليد الحرارة والمساعدة في الحفاظ على درجة حرارة الجسم.
اظهار أخبار متعلقة
وقد أظهر الباحثون سابقًا أن الخلايا الدهنية البيضاء لدى الحيوانات والبشر تأخذ خصائص الخلايا الدهنية البنية استجابةً للبرد. وبفضل الدراسات الحديثة التي أجريت حول هذا الموضوع، أصبحنا نعلم أن الخلايا البيضاء يمكن أن تتحول إلى خلايا بنية والعكس صحيح.
لكن كيف يمكننا إحداث هذا التغيير؟
يحدث ذلك من خلال التحرك أثناء ممارسة الرياضة أو الارتجاف. يؤدي التعرض للبرد إلى إطلاق هرمونين، إيريسين و"إف جي21"، اللذين يتواصلان بين الأنسجة الدهنية والعضلات، وبهذه الطريقة يتم تحويل الدهون البيضاء إلى دهون بنية.
فقدان الوزن من خلال البرد أمر ممكن!
أظهر العلماء في دراسة نشرت سنة 2014 أن درجات الحرارة الباردة تعدّل الدهون البشرية والتمثيل الغذائي. وقام فريق بقيادة الدكتور فرانسيسكو س. سيلي من جامعة فرجينيا كومنولث والدكتور بول لي، من معهد جارفان للأبحاث الطبية في أستراليا، باستكشاف آثار درجة الحرارة المحيطة على الدهون البنية والتمثيل الغذائي.
وأشارت الخبيرة كارول تورغان إلى أنه "كان لدى الباحثين خمسة رجال أصحاء، متوسط أعمارهم 21 سنة، يقيمون لمدة أربعة أشهر في وحدة الأبحاث السريرية في المركز السريري للمعهد الوطني للصحة في بيثيسدا بولاية ماريلاند. وكان الرجال يمارسون أنشطة منتظمة خلال النهار ثم يعودون إلى غرفهم الخاصة كل مساء. وتم ضبط درجة حرارة الغرف على 24 درجة مئوية في الشهر الأول، و19 درجة مئوية في الشهر الثاني، و24 درجة مئوية مرة أخرى في الشهر الثالث، و27 درجة مئوية في الشهر المتبقي.
اظهار أخبار متعلقة
تعرض المشاركون لدرجة حرارة الغرفة لمدة 10 ساعات على الأقل كل ليلة وكانوا يرتدون ملابس المستشفى ولم يكن لديهم سوى ملاءات. كما تم تقديم جميع الوجبات، مع مراقبة محتوى السعرات الحرارية والعناصر الغذائية بعناية ومراقبة استهلاكهم. وكانت النتيجة أنه "بعد شهر واحد من التعرض للبرد الخفيف، لاحظ المشاركون زيادة بنسبة 42 بالمئة في حجم الدهون البنية وزيادة بنسبة 10 بالمئة في نشاط التمثيل الغذائي للدهون".
العلاج بالتبريد، أو العلاج البارد
أبرزت المجلة أن العلاج بالتبريد، أو العلاج البارد، هو تقنية تكمن في تعريض الجسم لدرجات حرارة منخفضة نسبيا باستخدام جهاز مخصص. بالإضافة إلى مؤشراته العلاجية (تقليل الألم، تعافي العضلات، الصحة، وما إلى ذلك)، يمكن أن يكون للعلاج بالتبريد هدف جمالي (تحلل الدهون بالتبريد). وبشكل عام، يستخدم هذا العلاج لتقليل الترسبات الدهنية الموضعية، ولمفعوله لمحاربة السيلوليت. وبالفعل فإن نشاط الجسم في مواجهة هذه الصدمة الحرارية الباردة سيحتاج لطاقة، مما يتطلب حرق السعرات الحرارية.
كم عدد السعرات الحرارية التي تحرقها عندما تشعر بالبرد؟
يساهم البرد في فقدان الوزن، لكن البرد وحده لا يسمح لك بذلك. لا يؤثر التعرض للبرد سوى على جزء صغير جدا من إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة (حوالي 5 إلى 10 بالمئة اعتمادا على درجة الحرارة ومدة التعرض للبرد). ويمثل إجمالي استهلاك السعرات الحرارية مقدار الطاقة التي يحتاجها الجسم لضمان عملية التمثيل الغذائي الأساسية. ولإنقاص الوزن، يُعتقد أنه يجب إحداث نقص في الطاقة بنسبة 10 إلى 15 بالمئة من إجمالي متطلبات الطاقة.
وإذا كان التعرض للبرد يساعدك على إنقاص الوزن، فيجب أن تؤخذ هذه التقنية بعين الاعتبار. في المقابل، يبقى النشاط الرياضي المنتظم، مع اتباع نظام غذائي متوازن، أفضل طريقة للتحكم في وزنك أو خسارته لأن ممارسة الرياضة في الطقس البارد أمر ممكن تماما، حتى لو تطلب الأمر تجهيز نفسك جيدا واتخاذ بعض الاحتياطات.
وفي الختام، أشارت المجلة إلى أنه يمكن أن نفقد بعض السعرات الحرارية الإضافية عن طريق خفض الحرارة، أو الارتجاف في الخارج، ولكن لا شيء يفوق فعالية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي للتحكم في وزنك!
