وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم بعض الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى التسبب في التشنجات أو الإغماء أو الإرهاق أو ضربة الشمس.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور فولخينثيو مولينا، أخصائي الطب الرياضي ورئيس غرفة الطوارئ في مستشفى كيرونسالود بمورسيا، أن "جميع الأمراض التي تتطلب العلاج باستخدام مدرات البول يمكن أن تتفاقم بسبب ارتفاع درجة الحرارة والخطر المحتمل للجفاف. وتشمل هذه الأمراض قصور القلب، والأمراض الرئوية المزمنة، وأمراض الكلى، والسكري".
في حالة المرضى الذين يعانون من قصور القلب، فقد يعانون من الجفاف وانخفاض ضغط الدم، لأن القلب لديه قدرة احتياطية وظيفية أقل للتخلص من الحرارة الزائدة من الجسم وقد يتعرض المريض للإجهاد ويصاب بوذمة رئوية حادة. لذلك، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب في فصل الصيف بتكييف علاجاتهم الطبية، وخاصة تناول مدرات البول وحاصرات بيتا.
اظهار أخبار متعلقة
في حالة الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن أو الربو أو التهاب الشعب الهوائية، فإن درجات الحرارة المرتفعة، بالإضافة إلى جفاف الهواء، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الجهاز التنفسي. والسبب هو أن الجسم يحتاج إلى بذل جهد أكبر للحفاظ على درجة حرارة جيدة للجسم، الأمر الذي يتطلب استهلاكا أكبر للأكسجين.
فيما يتعلق بأمراض الكلى، فإن آثار الحرارة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أمراض الكلى، لأن الكلى عضو حساس للغاية بسبب العمل الأيضي الكبير الذي تقوم به. ويجب أيضا الأخذ في الاعتبار أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة، زاد خطر الجفاف.
وأوردت الصحيفة أن الأشخاص المصابين بالسكري حساسون جدا لدرجات الحرارة المرتفعة لأنهم أكثر عرضة للجفاف والآثار الجانبية الناتجة عنه. يمكن أن يتسبب هذا الجفاف في ارتفاع الجلوكوز. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي السكري في الصيف إلى حدوث تغيرات أخرى على مستوى الألياف العصبية والأوعية الدموية مما يجعل من الصعب على الغدد العرقية تنظيم درجة حرارة الجسم.
وأخيرا، يمكن أن يحدث توسع الأوعية أيضا بسبب الحرارة، مما يعزز امتصاص الأنسولين بشكل أسرع. وهذا يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث انخفاض في مستوى السكر في الدم، الذي يتجلى من خلال الشعور بالدوار أو فقدان الوعي.
ويُضاف إلى ذلك ارتفاع ضغط الدم إذ يمكن أن تسبب الحرارة انخفاضا في ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم. وفي هذه الحالة، تظهر أعراض من قبيل الدوار والتعرق وفقدان الوعي.
اظهار أخبار متعلقة
وبيّنت الصحيفة أن تغير العادات في الصيف، خاصة خلال فترة الإجازة، يجعل من الصعب أيضا السيطرة على المرض. وعندما يتجاهل الشخص العلاج والنظام الغذائي (مثل الإفراط في تناول الملح، الذي يتسبب في احتفاظ الجسم بالسوائل، مما يزيد من ضغط الدم) فإنه يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم.
وأضافت الصحيفة أن التعرّض لبيئة حارة ورطبة للغاية يمكن أن يؤثر على مركز تنظيم درجة الحرارة في الجسم. وحسب الدكتور مولينا، يحدث هذا "إلى حد كبير عند كبار السن الذين يعانون من هذا النوع من الأمراض، مما يسبب حالات الجفاف وفقدان الأيونات، التي إذا لم يتم حلها، تسبب اختلالات في هذه العمليات، مما يزيد من سوء الحالة الصحية". وحسب هذا الخبير، لا تؤثر الحرارة بشكل أكبر على النساء، بل "على الأشخاص الذين تكون حالتهم الصحية أكثر تعقيدا".
أما بالنسبة للإجهاد، فعلى الرغم من أنه يؤدي إلى تفاقم بعض هذه الأمراض، إلا أن "كثيرا من الناس يعانون من حالات من القلق خلال فترة الإجازة. بالتالي، يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تفاقم أي مرض. والحالات العاطفية ليست عاملا جيدا للصحة. وإذا أضفنا إلى هذه الحالة تأثيرات الحرارة، سيكون لدينا عامل سلبي إضافي".