لماذا يشعرنا الاستماع للموسيقى بالسعادة؟.. دراسة حديثة تكشف السبب

تعلم الموسيقى- جيتي
تلعب الموسيقى دورا اجتماعيا مهما- جيتي
  • لندن- عربي21
  • الإثنين، 08-07-2024
  • 06:40 ص
كشفت دراسة حديثة عن أثر الموسيقى على الدماغ، ويؤدي الإيقاع المنتظم مع بعض المفاجآت المتوقعة إلى تحفيز شعور ممتع  بالإيقاع (Groove) من خلال توقعاتنا ونظامنا الحركي، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ولفتت الدراسة إلى أن الدماغ يحب التنبؤ بما سيحدث الأمر الذي يحفز مشاعر الاستمتاع حين نستمع إلى الموسيقى، موضحة أن الأطفال الرضع حتى يتحركون تلقائيا على أنغام الموسيقى عندما يستمعون إلى أغنية " Everybody " على سبيل المثال.

ويرتبط هذا الشعور بنشاط الدماغ  في مناطق المكافأة والتحفيز، حيث تحفز الموسيقى إفراز مادة الدوبامين، التي تعد نقالا عصبيا يعزز مشاعر السعادة والرضا لدى البشر.

اظهار أخبار متعلقة


وقال الطبيب في مستشفى الصليب الأحمر الياباني، تاكاهايد إيتاني، وزملاؤه في دراسة أجريت عام 2018، إن الإيقاع الأمثل يتراوح بين 107 و126 نبضة في الدقيقة.

وأضاف إيتاني أن "هذا الإيقاع يشبه ما يميل منسقو الأغاني إلى تشغيله في الأحداث الموسيقية ويشبه سرعة المشي المفضلة لدينا والتي تبلغ حوالي خطوتين في الثانية"، موضحا أنه "من الممكن للموسيقى أن تساعدنا على التنبؤ بالعالم من حولنا، وعندما تكون توقعاتنا صحيحة، نشعر بالرضا والمتعة".

ووفقا للأبحاث النفسية والعصبية، فإن ظاهرة الإيقاع تكشف عن شيء أساسي حول كيفية عمل أدمغتنا، حيث نستمتع بمحاولة التنبؤ بكيفية سير الموسيقى، ونتحرك لمساعدتنا في إجراء هذا التنبؤ.

وقالت الأستاذة المساعدة للموسيقى في جامعة بيرمنغهام البريطانية، ماريا ويتيك، إنه "عندما لا يكون الإيقاع الموسيقي قابلا للتنبؤ بشكل كامل، فإنه يدعونا إلى التحرك وملء الإيقاع".

وأضافت أن "الموسيقى تتطلب منا التحرك لكي تكون كاملة، حيث إن قوة الإيقاع تكمن في أنه يجعل الموسيقى عملية موزعة نشارك فيها بنشاط".

وتشير دراسات إلى أن الموسيقى ذات التعقيد الإيقاعي المتوسط هي الأكثر إثارة لهذا الشعور، حيث تُوازن بين التنبؤ والمفاجأة، مما يحفز الدماغ على المشاركة في التنبؤ بالحركة التالية، الأمر الذي يعني أنه ليست كل موسيقى تُحفز الإيقاع، بحسب التقرير.

اظهار أخبار متعلقة


وفي سياق آخر، تمثل حركة الجسد دورا أساسيا في الإيقاع،  حيث إن تحريك الرأس أو التصفيق أو الرقص من شأنه تعزيز شعور الإيقاع من خلال ربط الإشارات السمعية والحركية في الدماغ.

ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن الموسيقى تلعب أيضا دورا اجتماعيا هاما، فالتزامن بين الناس في الحركة على الموسيقى يعزز مشاعر الترابط والانتماء.

وقال إيتاني إنه "يعتقد أن تأثير الموسيقى على الترابط الاجتماعي مرتبط بإحساس أو تجربة الإيقاع"، موضحا أنه "في حال كنا جميعا نتحرك بنفس الإيقاع، فإن الحدود بينك وبين الموسيقى والناس من حولك تتلاشى".

شارك
التعليقات