كيف يحتاج الأطفال لحب وأمل وسعادة ليصبحوا طويلي القامة؟

pexels-silverkblack-23224850
الأطفال ليصبحوا من طوال القامة فهم بحاجة إلى الحب والأمل والسعادة- CC0
  • عربي21- أحمد حسن
  • الأربعاء، 17-07-2024
  • 07:13 ص
قال عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية في جامعة لوبور، باري بوجين، إن الأطفال ليصبحوا من طوال القامة، فهم بحاجة إلى الحب والأمل والسعادة، ناهيك عن ما كان يؤكده عدد من الباحثين، لأن طول الإنسان يرجع إلى الجينات والنظام الغذائي وممارسة الرياضة.

وأضاف باري بوجين، وفق صحيفة "دايلي ميل"، أن الرفاهية العاطفية للشاب اليافع أمر بالغ الأهمية لمنع توقف النمو؛ فيما يزعم أن عدم الشعور بالحب من المقرّبين والافتقار إلى أي أمل في المستقبل يسبب "ضغطا عاطفيًا سامّا، لدرجة أنه يمكن أن يضر بالجسم، بما في ذلك عرقلة الهرمونات اللازمة للنمو والطول".

وتابع: "إن الجنس البشري يتطلب روابط اجتماعية وعاطفية قوية كالحب، بين اليافعين وكبار السن، وبين الناس من جميع الأعمار".

وأردف بأن "هذه الارتباطات مطلوبة لتعزيز جميع الوظائف البيولوجية تقريبًا، مثل هضم الطعام وامتصاصه في الجسم، ونظام المناعة الجيد، والسعادة العامة والنظرة الإيجابية للحياة".

إلى ذلك، استرسل بوجين، الذي كان يدرس كيفية نمو البشر منذ ما يقرب من خمسة عقود، بالقول إن دولا مثل غواتيمالا، حيث يعيش المواطنون في حالة من عدم اليقين والاضطراب السياسي ويتعرضون للعنف، لديهم بعض أقصر الناس في العالم. ويبلغ متوسط طول الرجل الغواتيمالي حوالي 163 سم بينما يصل متوسط طول المرأة إلى حوالي 149 سم.

من ناحية أخرى، أبرز بوجين، أن هولندا، التي لديها أطول شعب في العالم حيث يبلغ متوسط طول الرجال حوالي 183 سم والنساء 169 سم، لديها سياسات تدعم الرعاية الاجتماعية والأمن لمواطنيها.

وأكد: "إذا لم يكن لديك الأمن والرعاية الصحية والتعليم وكنت تعاني من القلق بشأن المستقبل، فلن يكون لديك أمل، وهذا ما يؤدي إلى الإجهاد السام المزمن وعرقلة الهرمونات التي تعزز النمو الجسدي".

وفي السياق ذاته، قام بوجين بتحليل السجلات التاريخية للطول التي امتدت لما يقرب من قرنين من القرن التاسع عشر إلى التسعينيات، وذلك كجزء من مراجعته المنشورة في مجلة الأنثروبولوجيا الفسيولوجية. فيما غطّت هذه الفترة فترة الكساد الطويل، وهي فترة الركود الاقتصادي العالمي التي استمرت من عام 1873 إلى عام 1879. 

اظهار أخبار متعلقة


وأشار بوجين إلى أنّه بالإضافة إلى التسبّب في مصاعب مثل المجاعة والأمراض، فإن الكساد الطويل أضر برفاهية الناس على مستوى العالم. بينما أظهرت البيانات المستمدة من السجلات التاريخية لأطوال الجنود والمجندين والسجناء أن الرجال الذين ولدوا في الولايات المتحدة عام 1873، في بداية الكساد الطويل، كانوا أطول بحوالي 3 سم من أولئك الذين ولدوا في عام 1890، في أعقاب الأزمة الاقتصادية.

وفي المملكة المتحدة، ظلّ متوسط طول الرجال راكدًا أيضًا خلال نفس الفترة، حيث أظهر ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 1 سم من عام 1873 إلى عام 1880، يليه انخفاض مماثل من عام 1880 إلى عام 1890.

بعد ذلك، ارتفع متوسط طول الذكور بسرعة في كل سنة ميلاد، من حوالي 169 سم في عام 1890 إلى 177 سم في عام 1960 في الولايات المتحدة ومن حوالي 167 سم في عام 1890 إلى ما يزيد قليلاً على 176 سم في عام 1960 في المملكة المتحدة.

وقال البروفيسور بوجين إن "هذه البيانات مهمة، لأن الطول مؤشر حساس للاقتصاد في الأوقات التي لم تكن هناك بيانات اقتصادية، خاصة بالنسبة للطبقة العاملة"، مضيفا أنه "في مثل هذه الحالات، لا يمكن للوراثة والنظام الغذائي والنشاط البدني تفسير التغيرات في الطول".

اظهار أخبار متعلقة


ومع ذلك، أردف بأن فترات أخرى من الأزمات العالمية، مثل الكساد الكبير في الثلاثينيات وكذلك الحربين العالميتين الأولى والثانية لم يكن لها تأثير مماثل على الارتفاع، ربما لأن حكومتي المملكة المتحدة والولايات المتحدة قامتا "بأشغال عامة ضخمة وبرامج كانت تخضع الناس للعمل".

واختتم بالقول: "لم يكسبوا الكثير من المال ولكن الحصول على وظيفة وسبل عيش أمر ضروري لاحترام الذات والأمل في المستقبل. لذلك أعتقد أن تلك الحكومات كانت مواقفها مستنيرة".
شارك
التعليقات