ولكن وجدت أبحاث جديدة أنها قد تكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص المصابين بالتوحد، حيث تمنحهم مساحة آمنة للانخراط في التفاعلات الاجتماعية بعيدا عن بعض التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية، بحسب تقرير أعده آلان ويليامز من جامعة بليموث.
أجريت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Autism، بقيادة باحثين من كلية علم النفس بجامعة بليموث جنبا إلى جنب مع زملاء في جامعة Edge Hill وجامعة Dalarna في السويد.
وقد شهدت الدراسة عمل الباحثين مع مجموعة من البالغين المصابين بالتوحد وهدفت إلى استكشاف ما إذا كان العثور على موقف اجتماعي حيث يشعر الناس بالراحة يمكن أن يساعدهم على التفوق.
اظهار أخبار متعلقة
بعد بعض التعرف الأولي على لعبة Dungeons and Dragons، لعب المشاركون - تحت إشراف خبير في الألعاب - سيناريوهات داخل مجموعات صغيرة على مدى ستة أسابيع.
ثم أجرى الباحثون مقابلات فردية معهم حول الطرق التي شعروا بها بأن التوحد قد تفاعل مع تجاربهم، وفي المقابل، ما إذا كانت المشاركة في اللعبة أثرت على حياتهم.
في تلك المقابلات، تحدث المشاركون مطولا عن رغباتهم ودوافعهم الاجتماعية، ولكن كيف جاء ذلك مع تحديات مثل الافتقار إلى الثقة في تواصلهم مع الآخرين، وانعدام الأمن حول كيفية فهم الآخرين لهم. وقالوا إن هذا أدى غالبا إلى إخفاء سمات التوحد.
وقالوا إن لعب Dungeons and Dragons وفر لهم بيئة ودية شعروا فيها بسرعة كبيرة بإحساس بالقرابة الفطرية مع الآخرين المشاركين.
سمح لهم فهم القضايا المشتركة المرتبطة بالأنشطة داخل وخارج اللعبة بالاسترخاء دون الشعور بالضغط للتصرف بطريقة معينة، ونتيجة لذلك، شعروا بالاندماج في تفاعلات المجموعة وأنهم قادرون على المساهمة بشكل أفضل فيها.
كما شعر المشاركون بالقدرة على أخذ بعض السمات من شخصيتهم الجديدة خارج اللعبة، حيث مكنهم ذلك من الشعور بشكل مختلف تجاه أنفسهم.
قال الدكتور غراي أثيرتون، المحاضر في علم النفس بجامعة بليموث والمؤلف الرئيسي للدراسة، "هناك العديد من الأساطير والمفاهيم الخاطئة حول التوحد، وبعض أكبر هذه الأساطير تشير إلى أن المصابين به لا يتمتعون بدوافع اجتماعية، أو لا يتمتعون بأي خيال. تتعارض لعبة Dungeons and Dragons مع كل ذلك، حيث تركز على العمل معا في فريق، وكل هذا يحدث في بيئة خيالية تماما".
وأضاف: "رأى المشاركون في دراستنا اللعبة بمثابة نسمة من الهواء النقي، وفرصة لتقمص شخصية مختلفة ومشاركة الخبرات خارج الواقع الذي غالبا ما يكون صعبا. لقد جعلهم هذا الشعور بالهروب يشعرون براحة لا تصدق، وقال العديد منهم إنهم يحاولون الآن تطبيق جوانب منه في حياتهم اليومية".
اظهار أخبار متعلقة
وعمل الدكتور أثيرتون والدكتور ليام كروس، وهو أيضا محاضر في علم النفس في بليموث والمؤلف الرئيسي للدراسة الحالية، لسنوات عديدة لفهم تأثير الألعاب على الأشخاص المصابين بالتوحد وحالات مماثلة أخرى.
أظهرت دراسة أخرى نُشرت مؤخرا أن المصابين بالتوحد يستمتعون بألعاب الطاولة لأنها تخفف الضغط عن عدم اليقين حول مقابلة الناس والتفاعل معهم، وتزيل الحاجة إلى كلام المجاملات.
وأضاف الدكتور كروس، "يأتي التوحد مع العديد من الوصمات، وقد يؤدي ذلك إلى مواجهة الناس بالحكم أو الازدراء. كما نسمع من الكثير من العائلات التي لديها مخاوف بشأن ما إذا كان المراهقون المصابون بالتوحد يقضون الكثير من الوقت في لعب أشياء مثل ألعاب الفيديو. في كثير من الأحيان، يكون ذلك لأن الناس لديهم صورة في أذهانهم عن كيفية تصرف الشخص المصاب بالتوحد، ولكن هذا يعتمد على تجارب نمطية عصبية".
"لقد أظهرت دراساتنا أن هناك ألعابا وهوايات يومية لا يستمتع بها الأشخاص المصابون بالتوحد فحسب، بل يكتسبون منها أيضا الثقة والمهارات الأخرى. قد لا ينطبق هذا على كل المصابين بالتوحد، لكن عملنا يشير إلى أنه يمكن أن يمكّن الأشخاص من الحصول على تجارب إيجابية تستحق الاحتفال بها".