التقدم الطبي في مواجهة الشيخوخة.. هل وصلت البشرية إلى السقف البيولوجي؟

عجوز شيخوخة - (أ{شيفية بدون حقوق ) CC0
العديد من دول العالم لا تزال تستفيد من التقدم في مجال الصحة العامة- CC0
  • لندن- عربي21
  • الأربعاء، 09-10-2024
  • 08:36 ص
بعد عقود من التقدم المذهل في زيادة متوسط العمر المتوقع، شهدت العقود الثلاثة الأخيرة تباطؤًا ملحوظًا في المعدل في الدول التي كانت تتصدر المؤشرات العالمية، مما أثار التساؤلات حول إمكانية استمرار هذا التقدم في القرن الحادي والعشرين. دراسة نُشرت حديثًا في مجلة نيتشر إيجينغ أظهرت أنه من دون تحقيق تقدم حاسم في إبطاء آثار الشيخوخة، قد تكون البشرية وصلت إلى حدود هذا التقدم.

وفي الماضي، كان متوسط العمر المتوقع يتراوح بين 20 و50 عامًا حتى منتصف القرن التاسع عشر، ولكن بفضل التقدم في الطب والصحة العامة، شهد القرن العشرين ثورة كبيرة، حيث ارتفع متوسط العمر المتوقع بمعدل ثلاث سنوات لكل عقد. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن مكاسب العمر بدأت تتباطأ بشكل ملحوظ منذ عام 1990.

وفي دول مثل فرنسا، حيث توفيت عميدة الإنسانية جان كالمان عن عمر ناهز الـ122 عامًا فإنه بلغ متوسط العمر المتوقع في 2019 حوالي 79.7 عام للرجال و85.6 عامًا للنساء. لكن الباحثين، بقيادة عالم الديموغرافيا س. جاي أولشانسكي، يرون أن تحقيق مكاسب إضافية بات أمرًا صعبًا بالاعتماد على الحد من الأمراض فقط.

اظهار أخبار متعلقة


والدراسة التي استندت إلى إحصائيات من ثماني دول تمتاز بأطول متوسط للعمر، أظهرت أن المكاسب المحققة في زيادة العمر المتوقع بين عامي 1990 و2019 بلغت 6.5 سنة فقط، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بالفترات السابقة.

وبالرغم من أن العديد من دول العالم لا تزال تستفيد من التقدم في مجال الصحة العامة، إلا أن معركة البشرية ضد الشيخوخة قد تكون وصلت إلى نقطة تحول، حيث أصبحت الظاهرة المعروفة بـ"ضغط الوفيات" تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد أعمار السكان في هذه الدول.

ويرى علماء مثل جان ماري روبين أن المكاسب السابقة جاءت نتيجة خفض معدلات وفيات الأطفال والرضع بشكل كبير، مما ساهم في ارتفاع كبير في متوسط العمر. ولكن مع تراجع هذه المعدلات تدريجيًا، فإنه بات من الصعب تحقيق مكاسب إضافية مماثلة، خصوصًا مع التركيز الحالي على خفض معدل الوفيات في الفئات العمرية المتقدمة.

شارك
التعليقات