ويعود سبب الحظر إلى حرص سويسرا على وقف انتشار هذه الشجرة الغازية، ورغم أنه كان يمكن أن يقتصر ذلك على الإناث منها فقط، إلا أن التحول الجنسي الذي يميز ذكورها أدى إلى منعها بشكل كامل.
ويجري الحظر كذلك على النباتات التي لا زالت تحظى بشعبية لدى هواة الحدائق والبساتين، مثل شجيرة الفراشات وكرز الغار. لكن المُلفت في هذا الإجراء خاصّة، شموله شجرة النخيل الموجودة بكثرة في كانتون تيتشينو بجنوب سويسرا، قرب الحدود الإيطالية.
وقال الباحث المتخصص بهذه الشجرة أنطوان جوسون، ، مصحّحا بعض المفاهيم؛ “إن نخيل تيتشينو لا يحمل من تيتشينو إلا الاسم".
ولفت إلى أن الاسم الحقيقي هو "نخلة القنب" وأن أصلها من الصين، ووجدت هذه الشجرة منذ نهاية القرن التاسع عشر في مزارع البرجوازية الكبيرة، وقد تأقلمت جيدا مع مناخ كانتون تيتشينو، حتّى أصبحت أحد رموز هذه المنطقة.
إظهار أخبار متعلقة
وبين أنه بدأ الانتشار الفعلي في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وأظهرت الدراسات علاقته بارتفاع درجات الحرارة.
يمكن وصف نخيل القنب ببطل الغزو. فلا تشغل جذوره مساحة كبيرة، لذلك يمكن أن يتجذّر بسهولة في الأحراش. كما يسمح له ارتفاعه البالغ 15 مترا، بالسمو على جميع الأشجار الأخرى، فضلا عن أن أوراقه لا تتساقط في الشتاء.
ويهدّد انتشار نخيل القنب النباتات الأخرى، وبعض الحيوانات أيضا، إذ تحرمها من الغذاء والمأوى. كما تحترق أشجار النخيل بسهولة، ما يشكّل خطرا إضافيا في عصر الاحتباس الحراري والجفاف، الذي أصبح يتكرر باستمرار.
لذلك، يُعدّ نخيل تيتشينو “زينة خلّابة لكنّها مُزعجة”، مثلما يصفه المعهد الفيدرالي لأبحاث الغابات، والثلوج، والمناظر الطبيعية (WSL).
وأظهرت أبحاث أنطوان جوسون، وغيره من أفراد فريق “حديقة جنيف النباتية” (Jardin botanique de Genève)، أن النباتات الذكرية لا تحتاج بالضرورة إلى الأنثوية للتكاثر.
يقول أنطوان جوسون في هذا الصدد: “تُصنّف نخلة القنب عادة على أنّها ذكر أو أنثى. لكننا اكتشفنا أنّ نسبة تتراوح بين 15 و20%، يمكنها أن تغيّر جنسها؛ فتنشأ ذكورا، ثمّ تصبح قادرة على إنتاج ثمار في آخر أيّامها. وقد عُرفت هذه الظاهرة من قبل في بعض عائلات النخيل، لكنها لم تُدرس أبدا في ما يخص نخيل القنب".