ما هي المشاهدة السريعة؟
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"؛ إن الإنسان الحديث انغمس في العصر الرقمي الذي يدعوه إلى استهلاك المعلومات المرئية باستمرار.
ويضيف الموقع أن مصطلح "المشاهدة السريعة" هو انعكاس للسرعة التي نتعاطى بها المحتوى، ويؤثر على الجميع على وجه الخصوص الأجيال الشابة.
ووفق الموقع؛ كان الواتس آب أحد التطبيقات الأولى التي تتميز بالقدرة على الاستماع إلى الرسائل بسرعة تعادل 1.5 أو ضعف السرعة العادية. في الوقت الحالي يمكن مشاهدة مقاطع الفيديو والمسلسلات التلفزيونية والاستماع إلى الموسيقى على أي منصة بسرعة مضاعفة. يتيح هذا الخيار ربح بعض الوقت، بيد أن له العديد من أوجه القصور.
فرط النشاط البصري مشكلة في عصرنا
تظهر الدراسات أنه نتيجة مشاهدة المحتوى باستمرار بوتيرة سريعة، يتطور لدى الأشخاص ميل إلى المبالغة في التحفيز البصري. وبناء عليه، يعيش الناس حياتهم بوتيرة متسارعة، مما يؤثر على طريقة التفكير في المحتوى الذي نتعاطاه ونشاركه.
وقد أوضح تقرير عادات استهلاك المحتوى قيام المرء في المتوسط بتفحص هاتفه المحمول كل 10 دقائق. في الوقت نفسه، يمر المرء بسرعة بالرسائل والتطبيقات، وفي أغلب الأحيان يشاهد مقاطع الفيديو بطريقة سريعة، وتستمع نسبة كبيرة من المستخدمين إلى الملفات الصوتية بسرعة كبيرة، وهناك اتجاه واضح نحو زيادة عددهم.
وأفاد الموقع أن فرط النشاط البصري يتبع الاستماع إلى الصوت أو مشاهدة الفيديو في أثناء القيام بأنشطة أخرى. ينتشر هذا الاتجاه حتى وسط الأطفال المعاصرين، بحيث يميلون إلى القيام بمهام متعددة، بدلا من التركيز على شيء واحد في كل مرة. خلال هذه "العملية المتعددة"، تعمل جميع أنظمة الجسم بأقصى حد مما له تداعيات سلبية على الصحة الجسدية والنفسية.
مخاطر وعواقب المشاهدة السريعة
وذكر الموقع أنه في حين أن تشغيل مقاطع الفيديو بسرعة كبيرة قد يكون له بعض الفوائد، إلا أن الخبراء يحذرون من التأثير الكبير لهذه العملية على فهم المحتوى؛ بسبب أن التحفيز المتسارع، قد يشعر الدماغ بالملل من معالجة المعلومات بالطريقة المعتادة. وفي حال لم يتلق نفس التحفيز بسرعة عالية، يصبح أكثر سلبية.
إظهار أخبار متعلقة
إن العقل البشري الحديث غير معتاد على الاهتمام أو التركيز. وعليه، تجبرنا مثل هذه الظواهر على أن نصبح أكثر بدائية، ونتصرف فقط وفقا للاستجابة التحفيزية، دون معالجة المعلومات. بسبب التحفيز البصري الزائد يعاني الناس من التعب، لكنهم لا يستطيعون في الوقت نفسه التقليل من السرعة، أو التوقف عن تلقي المعلومات تماما.
علامات تحذيرية لا ينبغي تجاهلها
وذكر الموقع أن هناك سلوكا مرتبطا بالعالم الرقمي يسميه الخبراء المعاصرون الخوف من فوات الشيء، وبسبب هذا الخوف، يستمر المرء في استهلاك أو عرض المحتوى على عجل وبشكل عشوائي وبسرعة متزايدة. ومن العلامات المثيرة للقلق الأخرى لهذا الاتجاه، هو الاتصال الرقمي المستمر، الذي يتجلى في النهوض والنوم والنظر إلى الأجهزة المحمولة والتحقق باستمرار من وسائل التواصل الاجتماعي، على أمل الحصول على ما يكفي من التحفيز العقلي والعاطفي، مما يولد شعورا دائما بالفراغ الداخلي.
تعلم كيفية قضاء الوقت في الوقت الحاضر
وأورد الموقع أن التحرك بسرعة كبيرة، يمكن أن يحفز آلية البحث عن تجارب جديدة، من خلال القيام بذلك، يمكن إضاعة فرصة الاستمتاع بالموجود، مما يؤثر أيضا على القيم والعلاقات العائلية بشكل خطير.
إن المشاهدة السريعة تساهم في فقدان العواطف؛ لذلك ينبغي منح النفس الفرصة بالشعور والتعرف على المشاعر وفهم رسالتها والتعامل معها.
العواقب النفسية للمشاهدة السريعة
ولفت الموقع إلى أنه لدى كل شخص سرعته الخاصة وإيقاعه الخاص ووقته الخاص. وبناء عليه؛ فإن العواقب السلبية للعيش بوتيرة متسارعة كارثية للغاية لأن الضغط المستمر للالتزام بالمواعيد النهائية وإكمال مهام تتعدى حدود ما يمكن إنجازه، يؤدي إلى التوتر المزمن، وتولد لدى الشخص نوعا من الانقطاع العاطفي والتجنب.
إظهار أخبار متعلقة
علاوة على ذلك، ينتج عن سرعة الحياة المتزايدة نقص الاتصال العاطفي لتصبح العلاقات الشخصية سطحية، فضلا عن انخفاض مستوى التركيز. إن السرعة التي ينجز بها المرء المهام لا تسمح له بالاهتمام بالتفاصيل والتعلم من العملية، مما يخلق نوعا من عدم الرضا عن النفس وعن الحياة بشكل عام.
وفي ختام التقرير، نوه الموقع إلى أنه عند السعي باستمرار لتحقيق أهداف جديدة، لا يقدر المرء ما حققه، لذلك يعيش في حالة دائمة من عدم الرضا، مما يؤدي إلى الإرهاق العقلي والعاطفي.