وتحتل "التيدنيت" مكانة خاصة لدى الموريتانيين، ويختص في عزف هذه الآلة الموسيقية التقليدية الرجال الفنانون.
تعمل السلطات عبر العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية على المحافظة على "التيدنيت"، فيما تحرص الأسر الفنية الموريتانية على المحافظة عليها وتدريب الفنانين الشباب على استخدامها.
اظهار أخبار متعلقة
ماهي "التيدنيت"؟
هي أداة موسيقية يعزف عليها الرجال فقط، مصنوعة من الخشب ذات عصا طويلة تنتهي بقطعة من الحديد، تحدث صوتا متميزا، ومليئة بالنغمات.
وتتكون التيدنيت من:
الحوض: ويسمى (أكدح التيدنيت)، وهو حوض صغير يصنع من الخشب يشد عليه غطاء مصنوع من جلود المواشي، ويحرص الفنانون على أن يكون وزنه خفيفا.
العصا: وتسمى (عود أو دبوس التيدنيت)، وهي عود طوله يقارب المتر طرفه الغليظ متصل بالحوض.
الأوتار: وتسمى (أعْصُب التيدنيت)، عددها أقله أربعة ويصل إلى خمسة وستة، وتصنع في الماضي من شعر الخيل، وفي عصرنا الحالي من أسلاك بديلة.
وتدخل في مكونات التيدنيت، أيضا أسلاك من جلد رقيق تثبت الأوتار على عود التيدنيت ولها دور كبير في تحويل النغمة من مقام إلى آخر، بالإضافة إلى مسامير تثبت على قدح التيدنيت لتثبت الأوتار قبل شدها إلى العود.
مقامات التيدنيت
يحرص الفنانون الموريتانيون على بقاء التيدنيت حاضرة في المشهد "حفاظا عليها من الاندثار".
وتخصص الإذاعة الموريتانية الرسمية برامج للتعريف بهذه الآلة الوترية التي تتوارثها الأسر الفنية على مر العقود.
وتحرص الأسر الفنية الموريتانية على تدريب الفنانين الشباب على مقامات التيدنيت الخمسة والطرق التي تعزف بها وأوتارها التي تتوزع بين الطويلة والقصيرة.
ويرى باحثون أن العزف على هذه الآلة كان يشبه العزف على آلة العود العربية، ثم تطور من طرف فنانين موريتانيين إلى ما هو عليه الآن، بينما يرى البعض الآخر أنها آلة إفريقية استوردها الموريتانيون.
اظهار أخبار متعلقة
"التيدنيت" تجسد التنوع الموسيقي
وفي محاولة منها لتسليط الضوء على الجانب النظري للموسيقى لإبراز الجوانب المختلفة للموسيقى الموريتانية التقليدية، أعلنت وزارة الثقافة الموريتانية عن مهرجان سنوي للموسيقى التقليدية الموريتانية.
وتقول وزارة الثقافة إن الهدف من هذا المهرجان هو تخليد التراث الثقافي وتعزيز الروابط بين الأجيال والمحافظة على الموروث التقليدي.
ويرى وزير الثقافة الحسن ولد مدو، أن تنظيم هذا المهرجان التأسيسي يأتي "تثمينا للتراث الموسيقي الموريتاني الثري والحي تعريفا وحفظا له واستفادة وتأمينا لاستفادة الأجيال القادمة من ثرائه وتنوعه".
وتابع في كلمة خلال افتتاح مهرجان الموسيقى التقليدية: "ستساهم خدمة هذا الحقل الخصب في تهذيب الأذواق وغرس الاعتزاز بذاتيتنا الحضارية، كما أنها توطد الوحدة الوطنية بعمق من خلال الموسيقى وتنوعها مما يجعلها مؤهلة بجدارة للقيام بهذه المهمة النبيلة التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة وتعزيز الذاتية الثقافية المتنوعة والوحدة الوطنية".
ولفت الوزير إلى أن "التيدنيت" كآلة يمكنها أن تجسد التنوع الموسيقي الكبير من خلال عزف أكثر عدد من المقامات "حيث جعلتها عبقرية الفنان الموريتاني تعبر بصدق عن كل المقامات المتداولة عالميا مما نسميه وحدات كبرى وصغرى التي تعبر عن الوجدان الموريتاني بأحلامه وآماله بكل صدق من خلال التعبير عن تعلقه بأرضه في تمجيد قيم النبل والكرم والتسامح وقيم التعلق بالوطن".