وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثيرين يؤمنون بوجود شخص واحد فقط في هذا العالم يُكمل احتياجاتهم العاطفية والفكرية. وعلى الرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو جذابة، إلا أن المجلة حذّرت من تأثيراتها السلبية على العلاقات الإنسانية.
خرافة الكمال المثالي
وأشارت المجلة إلى أن فكرة "توأم الروح"، الذي يُعتقد أنه الشخص المقدر لتكملة كل نقص في حياتنا، قد تبدو مغرية في البداية، لكنها لا تعكس الواقع المعقّد للعلاقات. وبدلاً من التمسّك بهذا المفهوم المثالي، من الأفضل التركيز على الجمال الذي يكمن في العلاقات الطبيعية القائمة على التفاهم المتبادل والتواصل المستمر.
اظهار أخبار متعلقة
التوقعات غير الواقعية تدمر العلاقات
ذكرت المجلة أن أحد المفاهيم الأكثر انتشارًا في فكرة "توأم الروح" الاعتقاد بوجود شخص واحد فقط في هذا العالم يتوافق معك عاطفياً وفكرياً وجسدياً حيث يظن البعض أن هذا الشخص سيعوّض ما فشل فيه الآخرون، وأنه سيكون قادرًا على فهم جميع جوانب شخصيتك المعقّدة. كما يعتقد آخرون أن العلاقة ستكون مليئة بالتجارب المثاليّة والممتعة على مختلف الأصعدة.
وفي هذا السياق، أكدت المجلة أن هذه الأفكار ليست إلا وهماً، فالعلاقات الإنسانية بطبيعتها ديناميكية ومتغيرة، وتتأثر بالعديد من العوامل مثل النمو الشخصي، والتواصل الفعّال، والتجارب المشتركة، فضلاً عن الضغوط الخارجية كالأطفال والعمل.
وإذا كنت تؤمن بفكرة "الشخص المثالي"، فأنت بذلك تتجاهل الحقيقة القائلة إن العديد من الأشخاص قادرون على أن يكونوا شركاء رائعين.
وأشارت المجلة إلى أن فكرة "الشريك المثالي" توفر نوعًا من الأمان العاطفي الزائف، وتعتمد على تصوّرات خيالية تتعلق بتوافق كوني مقدّر، فكثير من الأزواج يتحدثون عن القدر والمصير الذي جمعهم، معتقدين أن "الكون قد جعلنا نلتقي".
لكن الحقيقة أن اللقاءات لا تحدث بسبب تدخل الكون، بل ببساطة لأن الأشخاص كانوا في المكان المناسب وفي الوقت المناسب— سواء في العمل أو الجامعة أو حتى في المقهى. العلاقات ليست مسألة العثور على "الشريك المثالي"، بل هي عملية بناء التفاهم المتبادل، والاحترام، وتحديد الأهداف المشتركة لتحقيقها معاً.
ولفتت المجلة إلى أن التوقعات غير الواقعية تضر بالعلاقات بشكل كبير، فلا توجد علاقة خالية من التحديات، وفكرة "الشريك المثالي" تخلق توقعات يصعب تحقيقها. وإذا كنت تعتقد أن شريكك يجب أن يلبي جميع احتياجاتك ورغباتك، ستشعر بالإحباط عندما يفشل في الوفاء بتلك التوقعات. وقد تجد نفسك في النهاية تشعر أن شريكك ليس جيداً بما فيه الكفاية، حتى وإن كان في الواقع رائعاً.
اظهار أخبار متعلقة
وشددت المجلة على أن الأزواج الذين يكون لديهم توقعات غير واقعية تجاه بعضهم البعض يكونون أكثر عرضة للشعور بعدم الرضا وانهيار العلاقة، ذلك أن الاعتقاد بأن شخصاً ما سيفهمك بالكامل دون الحاجة إلى التواصل هو مفهوم خاطئ، فالحب الحقيقي والشراكة يتطلبان العمل المستمر، والتسوية، والاستعداد للنمو معاً.
بدلاً من البحث عن شخص يحقق جميع توقعاتك، من الأفضل أن تبحث عن شريك يكمل قيمك وأهدافك، ويكون مستعداً لمواجهة تحديات الحياة معك. فالعلاقات الصحية تقوم على بناء شراكات قائمة على المسؤوليات المشتركة، وروابط العائلة، والاحترام المتبادل — اتصال حقيقي بدلاً من توافق غامض. وفي هذا السياق، يمكن لتطبيقات المواعدة التي تعتمد على خوارزميات لتحديد مدى التطابق بين الأشخاص استناداً إلى الاهتمامات، والموقع، وسمات الشخصية أن تكون أداة مفيدة.
ماذا تنتظر؟
من شأن الاعتقاد في فكرة "توأم الروح" أن تمنعك من البحث والاختيار في العلاقات. فإذا كنت تؤمن بتوأم الروح، قد تجد نفسك "تنتظر" شخصًا يطرق باب حياتك فلا تقع في هذا الفخ. العثور على شريك يتطلب بذل الجهد: بالخروج مع الأصدقاء، أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو التحدث إلى شخص ما في المقهى، بعبارة أخرى، عليك أن تبذل الجهد وتقبل احتمال الرفض.
ماذا يجب أن تفعل بدلاً من ذلك؟
تُبنى العلاقات على الاختيار الواعي والجهد المشترك. نحن نختار الالتزام، نختار التواصل، نختار التسوية.
ولا أحد مقدّر له أن يكون شريكك المثالي. وأكثر العلاقات نجاحاً هي تلك التي يختار فيها الطرفان الاستثمار في بعضهما البعض، وبناء الثقة، والنمو معاً.
اظهار أخبار متعلقة
وبدلاً من السعي وراء الكمال الوهمي الذي غالباً ما يكون مدمراً، يجب أن تحتضن الحب كعملية مستمرة، جميلة وفوضوية.
الحب الحقيقي يُبنى من خلال الاحترام المتبادل والقيم المشتركة. إنه ينطوي على تقبّل الشخص غير المثالي الذي أمامك، وأن تُحَبّ جوانبك غير المثالية في المقابل. هذه الرحلة تكون رائعة عندما تكون علاقاتك قائمةً من خلال اختياراتك، وجهودك، واستعدادك للنمو.