السبوع وسمك القرموط | عادات وخرافات ورثها المصريون عن الفراعنة (شاهد)

IMG_20250102_105724
عربي21 لايت
  • القاهرة- عربي21
  • الخميس، 09-01-2025
  • 11:57 ص
بينما سجل المصريون القدماء الكثير من عاداتهم على أوراق البردي وعبر نقوش بارزة وأخرى غائرة على جدران معابدهم ومقابرهم ومسلاتهم، فقد بقيت بعض تلك العادات حتى اليوم يمارسها مصريون ويصرون عليها مثل "سبوع الولادة"، بل إن بعضا منها انتقلت إلى الكثير من دول العالم ويمارسها السائحون في المعابد المصرية، كـ"وشوشة النقود".



كانت أسطورة "إيزيس وأوزاريس" سببا في عدم أكل المصريين القدماء سمك القراميط، وهو الأمر الذي يصر عليه حتى اليوم أهل النوبة في جنوب مصر.

واستلهم المصريون القدماء من قصة قتل "قابيل" لأخيه "هابيل" ابني آدم عليه السلام، وصنعوا من القصة الذي ذكرها القرآن الكريم أسطورة "إيزيس وأوزاريس"، ورمزوا لاسميهما بـ"ست" و"أوزاريس"، وسجلوا وقائعها فوق آثارهم الباقية حتى اليوم.

اظهار أخبار متعلقة


وتحكي الأسطورة عن إخلاص "إيزيس" آلهة الجمال والخير والصحة لزوجها "أوزاريس" الذي قتله أخوه "ست" غيرة منه لحبه لإيزيس، التي نجحت في استعادة الجسد المضرج بالدماء من فينيقيا، ليعلم "ست" بالأمر ويقوم بتقطيع جسد "أوزوريس"، 14 قطعة فرقها في أقاليم مصر الـ14.

لكنه ووفقا للأسطورة، فقد بحثت إيزيس عن كل قطعة في الأقاليم المصرية الـ14 من أسوان حتى الدلتا وجمعته كاملا ما عدا جزأه الذكوري، الذي أكله سمك القرموط، بحسب ما تسطره النقوش فوق المعابد.

ومع عشق المصريين القدماء لآلهتهم "إيزيس"، وحبهم لـ"أوزاريس"، فإنهم امتنعوا عن أكل سمك القرموط، وسطروا ذلك في نقوشهم ورسومهم.

لكنه رغم تغيير تلك العادة لدى المصريين الآن والذين يصطادون سمك القرموط من المجاري المائية لنهر النيل، إلا أنه وحتى اليوم لا يأكله النوبيون، وينصحون أي زائر مصري أو أجنبي بعدم أكله، وأكل سمك البلطي من نهر النيل، بدلا عنه.

الإلهة حتحور والتماثيل السبعة.. وفكرة سبوع الأطفال عند المصريين 7 أيام

تعود عادة إقامة الاحتفال بعد مرور أسبوع من ولادة الأطفال في مصر لآلاف السنين حيث عبر المصريون القدماء عن ذهاب آلام الأم بعد الولادة بـ7 تماثيل للإلهة "حتحور" موجودة جميعها حتى الآن بمعبد "فيلة" الذي نقلته منظمة "اليونيسكو" إلى إحدى الجزر النيلية في نيل أسوان، بعد غرقه إثر بناء السد العالي.

في التمثال الأول تكون الإلهة "حتحور" عابسة عقب الولادة. ومع مرور الأيام تنفرج أسارير التماثيل الباقية رويدا رويدا كناية عن تراجع آلام الأم لينتهي العبوس تماما مع التمثال السابع ويتحول إلى ابتسامة عريضة.



تمثل الحتحورات السبعة، في اعتقاد المصريين القدماء وضع المرأة خلال السبعة أيام الأولى من الولادة ونهاية آلامها في اليوم السابع حيث تعود لها صحتها وابتسامتها وأنه وفقا لمعتقداتهم هنا فإنه يمكن الاحتفال بالطفل، في عادة اجتماعية تتم حتى اليوم في مصر بطرق احتفالية وأطعمة مخصصة.

وشوشة النقود بالأماني لجلب الحظ.. عادة مصرية قديمة هنا كان مكانها وطقوسها

فكرة وشوشة النقود بالأمنيات وإلقاؤها في المياه المنتشرة جدا في كل ميادين أوروبا ودول عديدة أصلها مصري قديم.

وهناك نقوش على جدران معبد "الكرنك" يقوم من خلالها المصريون بوشوشة "الجعران"، بأمنياتهم وإلقائها في البحيرة المقدسة في معبد "الكرنك"، بعد أن يطوفوا حول الإله "خِبْري" أو "خِبْر"، أو "خِبْر رع"، المتمثل في صورة رجل برأس على هيئة جعران، كونه إله الحظ والرزق عند المصريين 7 مرات عكس عقارب الساعة.

ويقوم الأجانب الآن بنفس الفكرة بالدوران عكس عقارب الساعة حول تمثال الإله "خِبْري" في معبد "الكرنك"، ثم يوشوشون النقود ويلقون بها في البحيرة المقدسة التي حفرها الملك "تحتمس الثالث"، ليتطهر بها الكهنة قبل الصلوات، والكائنة حتى اليوم بالمعبد.

وتقوم الحكومة المصرية بجمع ما يتم إلقائه من النقد من اليورو والدولار وباقي العملات من آن لآخر رغم عمق البحيرة الكبير.
شارك
التعليقات