فيلم "The Machinist" | الميكانيكي الذي عجز عن إصلاح نفسه

151111111111115
أرشيفية
  • عربي21 – أحمد مصطفى
  • الثلاثاء، 04-02-2025
  • 05:07 م
يعرف تريفور ريزنيك كيف يشغل الآلة، ويضبط "دوزانها" لكنه يفقد توازنه العقلي، ذنب يمشي على الأرض على هيئة إنسان - أو ما تبقى منه- يفقد كل يوم قليلا من وزنه، والكثير من عقله.

عامل في مصنع يعاني من الأرق المزمن، تأخذه سنة ولا يأخذه النوم، تحسبه خيالا إلا من بعض اللحم والعظم، يعيش في ثياب فضفاضة لا تكاد تلامس بدنه من شدة النحافة.

يطلب النوم ولا يدركه، جرب في سبيله كل شيء، واستعان من أجل ذلك بـ"المسيح" الذي لم يخلصه.



يعاقبه عقله بأن يحرمه النوم عاما كاملا، بعد أن ارتكب ذنبا نسيه، أو تناساه، فيخلق له عالما مليئا بالتلميحات التي تتجاهلها عيناه الغائرتان في رأسه.

يدور الفيلم حول قصة عامل في مصنع يقوم بدوره كريستيان بيل، الذي خسر من وزنه الكثير لأداء الشخصية، وكان يرغب بخسارة المزيد لولا أن حذره الأطباء وصانعو الفيلم من خطورة ذلك على صحته.

يرتكب تريفور جريمتين، الأولى بغير قصد منه، والثانية بملء إرادته، فكان العقاب أن يعيش كابوسا دون أن ينام، وكيف له أن يصحو منه إذا كان مستيقظا في الأساس؟!.



يتوه تريفور في ضجيج الآلات، لكن صوت الذهب في رأسه كان أعلى منها، يهرب منه إلى سيدتين، الأولى عاهرة يشتري منها جسدها، والأخرى نادلة في مقهى يشتري صحبتها وفنجان قهوة، في محاولة لإلهاء نفسه عن ذنبه.

في النهاية، لا يقود إنكار تريفور إلى شيء سوى فقدان عقله، وعمله، وأصدقائه، ورقاده، كان يكفي أن يعترف بذنبه لينام.

صالح أم شرير؟

لا يمكننا أن نجزم بصلاح تريفور أو شره، فقد يراه البعض صالحا في الأساس، لأن ضميره أنّبه، ولم يستطع التغلب على ذنب جريمته، ولم يعش حياته هانئا حين أنكرها.

وإن كان جزء من عقله أنكر، فإن الجزء الأقوى فرض عليه في محكمة الضمير، عقابا بعدم النوم إلا بعد الاعتراف بالجريمة، ما يجعله مختلفا عن شرير يتعايش ينام ملء جفونه.

اظهار أخبار متعلقة



أما من يراه شريرا، فلأنه ارتكب الجريمة الثانية بالهروب بملء إرادته، بدلا من تحمل المسؤولية، وخلق في عقله "إيفان" الذي يمثل ضميره الأعرج مبتور الأصابع، لكن لا يبدو عليه الندم.

فضل أن يتقلب من سرير العاهرة، إلى طاولة النادلة، على أن يدخل السجن، معترفا بذنبه.

أما أنا فلا أراه شريرا أو صالحا.. أراه إنسانا.
شارك
التعليقات