وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها أن الباحثين أكدوا أن مرض إنفلونزا الطيور لا يزال يشكل خطرا ضئيلا على عامة الناس، على الرغم من أن هذا قد يتغير مع استمرار انتشار الفيروس وإمكانية تحوره، لكن الأرفف الفارغة العديدة في المتاجر وارتفاع أسعار البيض التي يمكن للناس العثور عليها أثارت مخاوف بين المستهلكين بشأن سلامة إمدادات البيض.
وفي هذه المرحلة، يقول الخبراء إنه من غير المرجح أن تصل بيضة ملوثة بإنفلونزا الطيور إلى محلات البقالة، وتتطلب اللوائح الفيدرالية غسل البيض المعبأ تجاريا وتعقيمه، ما يساعد في إزالة جزيئات الفيروس من خارج القشرة.
وأوضح التقرير أن الفيروس نفسه يصيب الدجاج بسرعة، ويمكن لمنتجي البيض، الذين يلاحظون أول الطيور المصابة، الاستجابة بإعدام بقية القطيع، ومن المرجح أن تموت أي طيور مصابة بسبب مرضها قبل أن تتمكن من إنتاج بيض ملوث.
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت خبيرة الصحة العامة البيطرية والمستشارة في واشنطن العاصمة الدكتورة جيل هانسن أن "الطيور الميتة لا تضع بيضا"، وعندما يؤثر الفيروس على قطيع، تتم إزالة بيضه عادة من إمدادات الغذاء.
ولا يزال العلماء يحاولون معرفة ما إذا كان البشر يمكن أن يصابوا بأنفلونزا الطيور عن طريق تناول أو شرب منتجات ملوثة بالفيروس، بينما أصيب معظم الأشخاص الـ 66 على الأقل المصابين في الولايات المتحدة منذ عام 2024 بالفيروس من خلال الاتصال بحيوانات مريضة.
ومع ذلك، فيبدو أنه من المحتمل أن ينتقل الفيروس من خلال بعض الأطعمة: فقد مرضت القرود بعد شرب الحليب الخام الذي يحتوي على الفيروس، وماتت القطط بعد تناول الحليب الملوث وطعام الحيوانات الأليفة غير المطبوخ.
وتقول ستيسي شولتز-شيري، عالمة الفيروسات وخبيرة الإنفلونزا في مستشفى سانت غود لأبحاث الأطفال، إن الفيروس ينتشر بشكل خاص في ضروع الأبقار، ما يعني أن الحليب غير المبستر يمكن أن يحتوي على تركيزات عالية من الفيروس. ويقول ماثيو مور، الأستاذ المشارك في علوم الأغذية في جامعة ماساتشوستس أمهرست، إن كمية أقل من الفيروس قد توجد في البيض، على الرغم من أنه من الصعب القول على وجه اليقين دون دراسات مقارنة. ولكن "حتى لو كنت قد فعلت بطريقة ما شيئا مثل فيلم "روكي" وأكلته نيئا"، فإن احتمال الإصابة بإنفلونزا الطيور من البيض "لا يزال منخفضا جدا"، بحسب ما قال.
وأضاف التقرير: "إذا كنت تريد أن تكون حذرا بشكل إضافي، فإن منتجات البيض المبسترة - مثل بياض البيض السائل الذي يأتي في علب - تعتبر آمنة، لأن البسترة تعمل على تعطيل الفيروس، كما أن طهي البيض جيدا يقتل الفيروس".
توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بطهي البيض على درجة حرارة داخلية تبلغ 74 درجة مئوية، ما يعني أن صفار البيض يجب أن يكون صلبا، وألا يكون البيض المخفوق سائلا.
وقالت الدكتورة ميغان ديفيس، وهي طبيبة بيطرية وخبيرة في علم الأوبئة البيئية في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة: "الخلاصة هي أنه إذا كان الناس يستخدمون ممارسات جيدة في التعامل مع الطعام ويطهون بيضهم بالكامل على النحو الموصى به، فإن الخطر منخفض للغاية".
اظهار أخبار متعلقة
ويوصي الخبراء أيضا بتدابير سلامة الغذاء السليمة: "إذا كنت تتعامل مع بيض نيء، اغسل يديك جيدا ونظف أي أسطح أو مقال للطهي بالماء والصابون بعد الاستخدام، وقاوم إغراء تناول ملعقة من عجينة البسكويت أو عجينة الكعك النيئة - ليس فقط لتقليل أي خطر محتمل للإصابة بإنفلونزا الطيور، ولكن لتجنب مسببات الأمراض الأكثر شيوعا، مثل السالمونيلا، التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي.".
ويمكن أن تكون هذه العدوى خطيرة بشكل خاص بالنسبة للأطفال الصغار وكبار السن والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة - لكنها يمكن أن تجعل أي شخص يشعر بالتعب لبضعة أيام.
قال الدكتور مور: "هذه أسباب قوية حقا لتذكير الناس بالتعامل مع البيض بشكل صحيح. خاصة إذا كنت ستنفق الكثير من المال عليها - فلا تصاب بالإسهال منها".