"رادهي ما".. أحدث ظواهر "الإلهة البشرية" المثيرة للجدل في الهند

الهند  علم  (الأناضول)
تواصل رادهي جذب المزيد من الأتباع ما يعكس استمرار تأثير الظاهرة الروحية في الهند- الأناضول
  • لندن- عربي21, وكالات
  • الجمعة، 21-03-2025
  • 06:04 م
أصبحت "رادهي ما" واحدة من الشخصيات النسائية القليلات اللواتي دخلن عالم "المعبودات البشرية" في الهند، وهي ظاهرة متنامية تحظى بمتابعة واسعة رغم الجدل الذي يحيط بها، إذ يعتقد أتباعها أنها "تمتلك قوى خارقة تحقق لهم المعجزات"، مما يدفعهم إلى تقديم تبرعات مالية كبيرة.

وتحظى لقاءاتها المسائية بإقبال واسع من النساء اللواتي يتزينّ بمجوهرات فاخرة ويحملن حقائب من علامات تجارية شهيرة، وتختلف رادهي عن الزعماء الروحيين التقليديين، حيث تفضل أسلوب حياة مترف، ولا تتبنى المظاهر الزاهدة التي تميز غيرها من الشخصيات الروحية، وتطلق على نفسها لقب "الأم المعجزة"، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

ويظن مريدوها وأتباعها أن "بركاتها ساعدت أزواجًا محرومين من الإنجاب، وساهمت في شفاء المرضى، وأنقذت مشاريع تجارية من الإفلاس"، فيما تعتبر التبرعات المقدمة لها وسيلة لشكرها على هذه "المعجزات".



ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية حول عدد "المعبودات البشرية" في الهند، إلا أن الظاهرة تشهد انتشارًا متزايدًا، ويتورط بعض هؤلاء "القادة الروحيين" في قضايا فساد وانتهاكات أخلاقية، وحتى اعتداءات جنسية. 

أما رادهي ما، فقد واجهت مزاعم بممارسة السحر الأسود وتسهيل دفع المهور، غير أن الشرطة أسقطت التهم الموجهة إليها.

اظهار أخبار متعلقة


ومع ذلك، لا يزال آلاف المريدين يتوافدون لرؤيتها، بينهم رجال أعمال بارزون وأفراد من عائلات ذات نفوذ، وأدى التدافع في أحد تجمعات "المعبودات البشرية" العام الماضي إلى وفاة أكثر من 120 شخصًا.

ويقول شيام ماناف، رئيس المنظمة الهندية لمكافحة الخرافات، إن الثقافة الهندية تعزز الاعتقاد بإمكانية اكتساب القوى الإلهية عبر العبادة أو التأمل، مما يجعل بعض الأشخاص يُنظر إليهم كـ"كيانات مقدسة".

ورغم الاعتقاد السائد بأن الفقراء هم الأكثر تأثرًا بهذه الظاهرة، إلا أن رادهي تحظى بـ"تقديس من قبل أشخاص متعلمين ينتمون إلى الطبقات الثرية"، مثل بوشبيندر باتيا، خريج جامعة أكسفورد ومدير إحدى شركات الاستشارات التعليمية، الذي أصبح من أتباعها بعد تعرضه لـ"مأساة شخصية".

ويقول باتيا إنه شعر بانجذاب قوي نحوها منذ لقائه الأول بها، وإنه بات مقتنعًا بأن لديها "هالة روحانية" تتجاوز المظهر البشري.

اظهار أخبار متعلقة


ويُعد "الدارشان" أو اللقاء الروحي مع رادهي حدثًا بالغ الأهمية لمريديها، حيث يتوافد المئات إلى أماكن اللقاء، بمن فيهم رجال أعمال ومسؤولون سابقون. وفي أحد هذه اللقاءات، شهد الحاضرون لحظة غامضة عندما أصيبت إحدى المريدات بحالة غياب عن الوعي بعد أن اجتاح الغضب رادهي ما، قبل أن يعم الهدوء مجددًا مع بدء الطقوس والرقص.

ورغم الجدل الدائر حولها، تواصل رادهي جذب المزيد من الأتباع، ما يعكس استمرار تأثير الظاهرة الروحية في الهند بمختلف طبقاتها الاجتماعية.
شارك
التعليقات