عادات وتقاليد متشابهة.. هكذا تستعد شعوب غرب أفريقيا لعيد الأضحى المبارك

06
عادات خاصة لعيد الأضحى في بلدان غرب أفريقيا- عربي21
  • نواكشوط – عربي21 – محمد ولد شينا
  • الخميس، 05-06-2025
  • 01:44 ص
بدأت الاستعدادات مبكرا في بلدان غرب أفريقيا لعيد الأضحى المبارك، حيث انتعش العرض في أسواق الأضاحي ببلدان غرب القارة، كما اكتظت أسواق بيع الملابس، وسط شكاوى من ارتفاع الأسعار هذا العام، خصوصا أسعار الأضاحي.

وتحرص بلدان غرب أفريقيا طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، على نشر البهجة بين الأطفال وكبار السن، وتبادل الزيارات والتهاني.


ويطلق سكان غالبية دول غرب أفريقيا، خصوصا السنغال، غينيا، مالي، ساحل العاج وبنين، على عيد الأضحى المبارك، اسم "تاباسكي".

وللعيد عادات وتقاليد راسخة لم يتخلَّ عنها سكان دول غرب أفريقيا حتى اليوم، تتشابه في غالبيتها، مع اختلافات في بعض الأحيان.

اظهار أخبار متعلقة



الأضاحي أمام المنازل للتباهي

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تشهد أسواق المواشي ببلدان غرب أفريقيا نشاطا قويا ويتضاعف الصخب، حيث تحرص كافة الأسر على شراء كبش العيد.

ومن المألوف لدى سكان دول غرب أفريقيا وضع الأضاحي أمام منازلهم للتباهي بها أمام المارة، ما جعل غالبية السكان يحرصون على زيارة أسواق المواشي عدة مرات قبل شراء الأضحية، من أجل اقتناء كبش بحجم معين.

ويحتل الخروف، مكانة خاصة لدى سكان الغرب الأفريقي، حيث تقوم العديد من العائلات على تربية الكباش في المنزل تحضيرا للعيد، فيما تفضل أسر أخرى شراء الكبش من أسواق المواشي يوما أو يومين قبل العيد.


وفي دول مثل السنغال ومالي وساحل العاج وغامبيا يتم تقسيم القطعان إلى فئات، ويعرض بعض الباعة قطيعا عاديا أمام المشترين، في حين يعرض آخرون أكباشا ضخمة بأسعار غالية تصل في بعض الأحيان 3 آلاف دولار.

ونظرا لحجم الإقبال على شراء الكباش خلال العيد، تضطر بعض الدول، ومنها السنغال ومالي، إلى إبرام اتفاقيات لاستيراد آلاف الكباش، خصوصا من موريتانيا التي تمتلك قرابة 30 مليون رأس من الحيوانات، بينها نحو 20 مليون رأس من الضأن والماعز.

عزل قطيع العيد

ومع اقتراب عيد الأضحى يقوم الرُّعاةُ الفولان (إحدى القبائل الإفريقية) بعزل قطيعٍ من الغنم يُطلق عليها: (غنم العيد)، فيحرصون على تسمينها وورودها المراعي الخصبة والعناية بها؛ حتى تكون رائجةً في سوق العيد.

ويتوزع الفُلان على أكثر من 18 دولة أفريقية وغالبيتهم من دول غرب أفريقيا ويصل عددهم التقريبي إلى أكثر من 40 مليونا، مما يجعلهم واحدة من أكبر وأهم القوميات الأفريقية.

ويُبادر بعض السكان في غرب أفريقيا إلى شراء أالأضحية قبل العيد بأكثر من شهرٍ؛ تفادياً للغلاء المصاحب لفترة العيد، حيث تُعدُّ فترة عيد الأضحى فترةً باهظة التَّكاليف؛ بفعل العادات الاجتماعيَّة بأفريقيا، لكن آخرين ينتظرون حتى اللحظات الأخيرة لشراء الأضحية من أجل الحصول على كبش بالمعايير التي يريدونها.

تزيين المنازل

وتحرص المجتمعات الأفريقية بشكل عام، وشعوب دول غرب أفريقيا بشكل عام على تزيين المنازل استعدادا لعيد الأضحى المبارك، حيث تقوم العائلات بطلاء المنازل بمادة بيضاء، وترسم بعض النِّساء نقوشاً هندسيَّة مميَّزة على جدران منازلهنَّ.


ويسهر الخيَّاطون شهراً كاملاً تقريباً قبل العيد في خياطة الملابس الجديدة، فيما تحرص النساء خلال العيد على شراء الملابس والزينة بمختلف أشكالها، وزيارة مراكز التجميل تحضيرا للعيد.

ويفضل سكان المدن الكبيرة يوم العيد الخروج إلى مراكز الترفيه والحفلات الفنية والموسيقية، فيما يخرج سكان القرى والريف إلى الصحراء المفتوحة والغابات أو يجتمعون في بعض الساحات لإنشاد الأهازيج والأغاني الشعبية، فضلاً عن الرقص الشعبي.

اظهار أخبار متعلقة



توزيع لحوم الأضاحي

بعد عودة النَّاس من المصلَّى يشرع كلُّ بيتٍ في ذبح أضحيته، وبعد تقطيع اللَّحم إلى أجزاء صغيرة، ترسل شرائح منها إلى الأقارب والجيران والفقراء.

وفي يوم العيد الكل يسلخ لنفسه ويشوي لنفسه فكثيرا ما لا يكون هناك في يوم العيد عمال لتولي هذه المهام.


وفي قرى بعض المجموعات القبلية بمالي وساحل العاج وغينيا، يوجد قطيعٌ من البقر ملكٌ للقرية تؤخذ منها واحدة أو أكثر بحسب حجم القرية، فتُذبح وتوزَّعُ لحومها على الجميع.

كما أنَّ من العادة في القرى خاصَّة، الاجتماع وقت الظَّهيرة في دار شيخ القرية، وهو عادةً أكبر أهل البلدة سنّاً، لغداء جماعيٍّ يحضرها جميع أهالي القرية.

ودول غرب أفريقيا هي: غامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والسنغال وسيراليون وبنين وبوركينا فاسو وغانا وساحل العاج والنيجر ونيجيريا وتوغو وموريتانيا.

وتتفق التقديرات على أن المسلمين يشكلون أغلبية سكان غرب أفريقيا، حيث يشكل المسلمون الأغلبية في دولة السنغال بنسبة تصل إلى نحو 97%، كما يشكل المسلمون قرابة 95% من إجمالي السكان في مالي، و60% في ساحل العاج، و90% في غامبيا’ 60% في بوركينافاسو، و60% في النيجر.
شارك
التعليقات