وولد أولوفسون عام 1947 في مدينة تريلّهتن، وبدأ حياته الإجرامية في سن مبكرة، حيث ارتبط بعدة قضايا سجن وتجارة مخدرات على مدى عقود، وعلى الرغم من مسيرته الإجرامية الطويلة، ظل اسمه محفورا في الأذهان بسبب دوره في حصار بنك "كريديتبانكن" في منطقة نورمالمستورغ في آب/ أغسطس 1973.
وفي ذلك العام، اقتحم يان-إريك أولسون البنك، وأخذ أربعة رهائن ثم طلب من الشرطة إحضار أولوفسون - الذي كان في السجن وقتها - لتولي التفاوض معه داخل البنك
وخلال الحصار الذي استمر ستة أيام، طور الرهائن مشاعر تعاطف مذهلة تجاه خاطفيهم، ورفضوا مغادرة البنك، بل دافعوا عن أفعالهما، مما أربك الشرطة وأدى إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لإنهاء الأزمة.
اظهار أخبار متعلقة
ومن بين هؤلاء، كانت كريستين إنمارك (23 عامًا)، التي دافعت عنهم أمام رئيس الوزراء السويدي، قائلة: "أثق تمامًا بكلارك واللص.. لم يفعلوا بنا شيئًا"، وأكدت لاحقًا أنها شعرت بالأمان مع خاطفيها، وأنهم "كانوا لطفاء جدًا" .
وابتكره الطبيب النفسي نيلز بيجيروت وصاغ مصطلح "متلازمة ستوكهولم" بعد الحادثة الشهيرة ليشرح التعاطف غير المتوقع الذي ظهر من الرهائن تجاه خاطفيهم.
وبالرغم من شهرته بواقعة النورمالمستورغ، إلا أن أولوفسون حكم عليه لاحقًا في قضايا متنوعة من بينها تهريب مخدرات ومحاولات قتل، وقضى أكثر من نصف حياته خلف القضبان، وأفرج عنه آخر مرة عام 2018، بعد قضائه عقوبة في بلجيكا لتعاطي المخدرات
اظهار أخبار متعلقة
وفي عام 2022، جسد الممثل بيل سكارسغارد شخصيته في مسلسل وثائقي درامي بعنوان Clark تم إنتاجه عبر منصة نتفليكس، لقي صدى واسعًا وأعاد تسليط الضوء على حياته الغامضة
بالرغم من ذكرى وفاته، فإن جدلًا مستمرًا حول تأثير حادثة أولوفسون في بيان "متلازمة ستوكهولم"، فقد اعتبرت بعض الأصوات إنه مجرد آلية دفاع نفسي للتكيف أمام المواقف الصعبة وليس اضطرابًا ثبت علميًا، وحتى إنمارك نفسها وصفت لاحقًا هذا الوصف بأنه محاولة "لتحميل الضحية مسؤولية ما حدث".
وتوفي كلارك أولوفسون الثلاثاء الماضي في مستشفى أرفيكا، تاركًا وراءه إرثًا جمّلته بعض الأعمال الفنية، وأثارته أوساط علم النفس حول ظاهرة نفسية لا تزال تتفاعل في النقاشات القانونية والنفسية إلى اليوم.