الكلاب "بديلا" للأطفال في إيطاليا.. ما الدلالات؟

كلاب اول فندق للحيوانات الاليفة في فلسطين فيسبوك
في السنوات العشر الأخيرة باتت الكلاب والقطط تُعامَل كأفراد من الأسرة في إيطاليا -CC0
  • لندن-عربي21
  • الأحد، 17-08-2025
  • 12:02 م
تشهد إيطاليا انخفاض ملحوظا بمعدل الولادات، وبسبب قلة الأطفال والأحفاد الذين يعتنون بهم، يُكرس الإيطاليون مزيداً من مشاعرهم ومواردهم المالية لرعاية أعداد متزايدة من الحيوانات الأليفة، مع ميل واضح نحو الكلاب، وفق ما نشرته الكاتبة إيمي كازمين في مقال لها.

ولفتت كازمين, إلى أن الإحصاءات الرسمية تظهر أن حوالي 40 بالمئة من الأسر الإيطالية تمتلك حيوانا أليفا، رغم أن النسبة ما تزال أقل من المملكة المتحدة (60 بالمئة) والولايات المتحدة (66 بالمئة).

وتنقل الكاتبة عن أحد العاملين في مجال رعاية الحيوانات، والذي يشرف أيضاً على حضانة نهارية للكلاب في وسط روما، أن حب الإيطاليين للكلاب ليس بالأمر الجديد، لكن في السنوات العشر الأخيرة باتت الكلاب والقطط تُعامَل كأفراد من الأسرة, مضيفا "نحن أمام ثقافة جديدة تُعلي من مكانة الحيوانات الأليفة، حيث بات الناس يقدمون لمرافقيهم ذوي الفراء ما كانوا يخصصونه سابقاً لأطفالهم".

اظهار أخبار متعلقة


وتشير كازمين إلى فندق الكلاب الجديد في مطار روما، التي جرى تصميمه ليكون واحة هادئة لضيوفه. الغرف مزودة بتبريد أرضي ومعطرة بزيوت عطرية مثل اللافندر وشجرة الشاي والنعناع، وتمتلك جميعها حديقة خاصة. ويوفر الفندق جلسات تدليك، وحديقة مشتركة للتواصل بين الضيوف، وشاشات كبيرة لإجراء مكالمات فيديو مع أصحابهم.

وقال مدير الفندق: "نحرص على توفير أفضل تجربة ممكنة للكلاب في غياب أصحابها. يجب أن يتمكن ضيوفنا رباعي الأرجل من التعبير بحرية، والتواصل واللعب والشعور بالحب".

وتمتد مظاهر هذه الرعاية لتشمل خدمات حضانة نهارية للحيوانات مع التوصيل والاستلام، بالإضافة إلى مختبرات متخصصة في علم الأمراض، وحتى تنظيم جنازات رسمية للحيوانات الأليفة, وتبرز في هذا السياق مشاريع جديدة تهدف إلى تلبية احتياجات دورة حياة الحيوانات الأليفة بالكامل.

وأردفت كازمين قائلة: "في السابق كانت الكلاب تُطعم من بقايا الطعام، أما اليوم فأصبح أصحابها أكثر انتقائية وحرصاً في ما يُقدّم لها", مشيرة إلى أنه في عام 2022، أنفق الإيطاليون نحو 6.8 مليار يورو على رعاية الحيوانات الأليفة، بحسب تقديرات شركة "نوميسما" الاستشارية الإيطالية.

اظهار أخبار متعلقة


في روما، يُسمح للكلاب بالدخول إلى الأماكن العامة التي غالبًا ما تُمنع فيها في مناطق أخرى من العالم. ففي كاليفورنيا مثلاً من غير القانوني إدخال الكلاب باستثناء الحيوانات المساعدة إلى المتاجر أو المطاعم. أما في إيطاليا فلا يلفت اهتمام أحد أن تُرى في محلات الطعام أو المطاعم الداخلية أو المراكز التجارية. وحتى بعض المتاجر المحلية يوجد عربات تسوق مخصصة للكلاب.

وتختتم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن كثيراً من الإيطاليين باتوا يعتبرون الكلاب رفقاء أوفياء يفوقون البشر في الإخلاص. كما نقلت عن أحد العاملين في المطار قوله: "الكلب لن يخونك".
شارك
التعليقات