تسريب صور نساء وقاصرات على "تيليغرام" يثير غضبا واسعا في الصين

تلغرام- جيتي
التزمت السلطات الصينية حتى الآن الصمت تجاه احتجاجات قضية "حديقة الأقنعة"- جيتي
  • لندن-عربي21
  • الإثنين، 25-08-2025
  • 07:08 ص
تلقت السيدة (د)، وهي شابة في العشرينيات من عمرها، رسالة من مجهول الهوية، أخبرها فيها بأن حبيبها السابق سرّب صورها الخاصة وفيديوهاتها الحميمة على قناة عبر تطبيق "تيليغرام" باللغة الصينية، يتابعها أكثر من 100 ألف مشترك.

في تقرير استقصائي لشبكة "سي إن إن"، نُشرت صور ومقاطع فيديو لعدد كبير من النساء الصينيات، من بينهن قاصرات وأقارب للمُتهمين، وتعرضت كثيرات منهن لإهانات علنية في المحادثة بطرق صريحة، وذلك وفق لقطات شاشة قدمتها السيدة (د)، التي وافقت الشبكة على عدم كشف هويتها لدواعٍ تتعلق بالخصوصية.

وتعد هذه القناة، الأحدث من نوعها التي كُشف عنها خلال العقد الأخير في شرق آسيا والعالم، مشيرة إلى أن العديد من القنوات المشابهة، الأصغر حجما والناطقة باللغة الصينية، ما زالت تنتشر عبر تطبيق "تيليغرام"، الذي لا يمكن الوصول إليه داخل الصين إلا باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN).

ذكر التقرير أن نساءً صينيات تعاونّ عبر الإنترنت للتحقيق في القناة، التي جرى حلّها لاحقا، وتبادلن النصائح حول كيفية الإبلاغ عن محتوياتها للسلطات، فيما رفعت بعضهن شعارات مثل "لا تحقيق، لا أطفال"، في إشارة إلى تهديد بالتخلي عن الإنجاب في وقت تكافح فيه الحكومة للحد من تراجع معدلات المواليد.

اظهار أخبار متعلقة


وبحسب التقرير، فإن أسابيع من الحملات الإلكترونية البارزة لم تُحدث أثرا يُذكر، إذ يبدو أن جهاز الرقابة الصيني تدخّل فحذف فضائح السيدة (د) ومنشورات لناشطين آخرين، بعضها حُجب مؤقتا وفق ما أظهرت لقطات شاشة، كما أعاد توجيه عمليات البحث عن "حديقة الأقنعة" بعيدا عن فضيحة الاستغلال الجنسي.

واقترح بعض مستخدمي الإنترنت بحذر تنظيم احتجاجات، مشيرين إلى مظاهرات مماثلة في كوريا الجنوبية العام الماضي ضد المواد الإباحية المزيفة، إلا أن هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر في الصين، حيث تخضع التحركات المنسقة للتعبير عن المظالم أو المعارضة لقيود شديدة، وغالبًا ما تُسبب عواقب وخيمة.

وذكر التقرير أن آخرين قارنوا هذه القضية بنظيرتها في كوريا الجنوبية استهدفت عشرات القاصرات والشابات، انتهى الأمر بسجن الجناة فيها، فيما أقرت السلطات الكورية إصلاحات قانونية شددت العقوبات على الجرائم الجنسية.

ويقول بعض النشطاء إنهم متشائمون من حدوث الأمر نفسه في الصين، مشيرين إلى الاختلافات المجتمعية والسياسية العميقة بين البلدين، حيث ينظر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، المهووس بالاستقرار، إلى النشاط المستقل على أنه تهديد، وقد شنّ حملة صارمة على الحملات التي تدافع عن حقوق المرأة.

اظهار أخبار متعلقة


والتزمت السلطات الصينية حتى الآن الصمت تجاه احتجاجات "حديقة الأقنعة"، رغم تناول وسائل الإعلام الحكومية للموضوع، على الرغم من أن المواد الإباحية غير قانونية في الصين، ويُحذف المحتوى الجنسي الصريح بشكل روتيني من الإنترنت الخاضع لرقابة مشددة،

ويقول بعض المحققين عبر الإنترنت إنهم تلقوا تهديدات مجهولة المصدر بالتشهير والانتقام إذا استمروا في التحقيق في قضية حديقة الأقنعة، ولكن هذه القضية ليست سوى واحدة من مجموعات مماثلة عديدة على تيليجرام، وهي شركة مقرها دبي، معروفة بتشفيرها عالي المستوى ورقابتها المحدودة على ما ينشره المستخدمون.

وعندما سُئلت منصة تيليغرام عن كيفية منع المنصة للمجموعات المحظورة من الظهور مجددًا في غرف جديدة، أجابت: "كل حساب على تيليغرام مرتبط برقم هاتف، لذا فإن معاودة ارتكاب الجريمة أصعب وأكثر تكلفة بكثير".

وتنص القوانين الصينية على أن إنتاج أو بيع أو نشر مواد إباحية بغرض الربح يُعاقب عليه بالسجن المؤبد، بينما تصل العقوبة القصوى إلى عامين إذا لم يكن الهدف هو الربح. وفي حال مقاضاة المتورطين في غرف "تيليغرام"، قد يواجهون أيضا تهما تتعلق بالإهانة والتشهير، وفق ما ذكره محامون.
شارك
التعليقات