وجرى اللقاء في مدينة كونسيبسيون المتواجدة في مقاطعة بيوبيو الساحلية، بعد أن عاشت التوأمان كامل حياتهما في إيطاليا بعيدًا عن والدتهما البيولوجية.
تعود قصة الفقدان إلى الحقبة الديكتاتورية لتشيلي، عندما كانت سوتو في التاسعة عشرة من عمرها وتعيش في بلدة هوالبين الساحلية. وقالت الأم إنها كانت قد أخذت طفلتها التوأم لزيارة روتينية للطبيبة عندما كانتا في عمر ثمانية أشهر، لتفاجأ بعد ذلك بإخطارها بأن الطفلتين ستبقيان في العيادة للتقييم، مع وعود بمساعدات طبية وغذائية.
وأضافت الأم بأنّ: "الطفلتين قد نقلتا إلى زوجين إيطاليين للتبني، بعد اتهام سوتو بعدم توفير التغذية الملائمة، وذلك مع تعديل شهادات ميلادهما لتصبحا بلا والدين مسجلين".

بدأت رحلة البحث عن التوأم عام 2020، حين تواصلت سوتو مع منظمة "نوس بوسكاموس"، وهي جمعية غير حكومية تشيلية مختصة بمساعدة الأطفال المتبنين بشكل غير قانوني، على لم شملهم مع أسرهم البيولوجية.
وأوضحت مؤسسة المنظمة والمديرة التنفيذية، كونستانزا ديل ريو، والتي تبنت هي نفسها طفلةً بشكل غير قانوني، أنّها أوصت فورًا بإجراء فحص الحمض النووي، وهو ما فعلته سوتو على الفور، وأرسلت عينة حمضها النووي إلى بنك للحمض النووي في الولايات المتحدة تديره "ماي هيريتيج"، وهي منصة إلكترونية لعلم الأنساب تعمل مع منظمات غير حكومية مثل "نوس بوسكاموس" لمساعدة الناس في العثور على أقاربهم المفقودين منذ زمن طويل.
في العاشر من أيلول/ سبتمبر، هبطت الطائرة الحاملة للتوأم في مطار كونسيبسيون، حيث استقبلتهما والدتهما وسط احتفال صغير حضره صحفيون ومسؤولون محليون وعائلة سوتو. ومع أول خطوة على أرض المطار، ركضت ماريا بياتريس وأديليا روز نحو والدتهما لتتبادل معها العناق الطويل والصادق، بينما كانت سوتو تردد: "لطالما بحثت عنكما أمي".
تجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من الفارق اللغوي الكبير، حيث لا تتقن الأم الإيطالية ولا تتحدث التوأمان الإسبانية، إلا أن المشاعر كانت جسرًا للتواصل، وأظهرت قوة الروابط الأسرية التي لا تكسرها السنوات أو المسافات.