في الوقت الذي تُطارد فيه الشرطة الفرنسية اللصوص الذين سرقوا ثماني قطع من المجوهرات التاريخية، تُطرح أسئلة حول كيفية قيامهم بذلك، ومن هم الأشخاص الذين يبحثون عن قطع "لا تُقدر بثمن"، بما في ذلك قلادة أهداها نابليون لزوجته.
كيف اقتحم اللصوص متحف اللوفر؟
في هجوم احترافي تم وضح النهار، توقف أربعة لصوص يرتدون أقنعة واقية أمام متحف اللوفر على طريق بمحاذاة نهر السين، حوالي الساعة 9:30 صباحًا من يوم الأحد 19 تشرين الأول/ أكتوبر، أي بعد حوالي نصف ساعة من بدء دخول الزوار إلى واجهة المتحف، وكانوا في الجانب الجنوبي من المبنى، في شاحنة مزودة برافعة سلة وسلّم قابل للتمديد (شبيه بشاحنات المطافي)، وصعوا عبرها إلى نافذة شرفة في الطابق الثاني، وهناك، اقتحموا المكان باستخدام آلة قص وصنفرة زاوية وأدوات كهربائية أخرى، وفقًا للسلطات.
وحطم اللصوص واجهات العرض الزجاجية، وسرقوا المجوهرات الثمينة، ولكن مع انطلاق صفارات الإنذار في المتحف لتنبيه الحراس، غادر اللصوص بسرعة على متن دراجات نارية.
🇫🇷 #France Louvre Robbery in 7 Minutes — Criminals Acted Like in "Ocean's Eleven"— Military Conflicts (@Alex_RobertsJ) October 19, 2025
Unknown perpetrators pulled off a daring robbery at the Louvre, entering the Apollo Gallery using a cherry picker through a building under construction. The entire heist took just 7 minutes.… pic.twitter.com/TCYAGN8sxu
واستغرقت العملية بأكملها أقل من 10 دقائق، وفقًا لوزير الداخلية الفرنسي، لوران نونيز، الذي أكد أنها من عمل "فريق متمرس عاين الموقع بوضوح"، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان".
وذكرت تقارير أخرى فرنسية وبريطانية أن اللصوص استغلوا وجود أعمال صيانة وترميم عند ضفة نهر السين، مع وجود وكانت هناك سقالات ومعدات للبناء، كما استخدم اللصوص أجهزة تشويش متطورة عملت على تشغيل ترددات محددة، وظيفتها قطع الاتصال بين الكاميرات وأجهزة التسجيل أو الخادم المركزي عن طريق إرسال موجات راديوية قوية تغطي المنطقة المستهدفة.
💥 Louvre Soyuldu:— Emrullah Erdinc (@emrullaherdinc) October 19, 2025
Sanat Tarihinin En Cüretkar Soygunu!
Dünyanın en ünlü müzesi Louvre, bu sabah tarihin en büyük hırsızlıklarından biriyle sarsıldı.
Hırsızlar, Napolyon dönemine ait mücevherlerin sergilendiği Galerie d’Apollon bölümüne girip, tam 9 tarihi parçayı çaldı.… pic.twitter.com/tx1x7DTGt7
وبذلك نجح اللصوص بتحييد كاميرات المراقبة دون وجود حتى أي تسجيل مباشر لعملية السرقة، مع اختراق للشبكة اللاسلكية وتشفير نظام انذار السرقة؛ نظرا لأنه معظم أنظمة الإنذار وكواشف الحركة تعتمد على نقل إشارات عبر شبكة "واي فاي" أو "زيجبي - Zigbee" أو حتى شبكة "بلوتوث - Bluetooth".
اظهار أخبار متعلقة
ويعزز هذا الاختراق نظرية وجود معلومات مسبقة لدى اللصوص عن نوعية أجهزة الحماية، من خلال "تواطؤ"، نظرا لعلهم على ما يبدو بمواعيد بدء الصيانة والضجيج الناتج عنها من أجل التغطية على صوت تخطي الزجاج واختراقه.
ما الذي سُرق وماذا تُرك؟
أعلنت وزارة الثقافة الفرنسية عن سرقة ثماني قطع، باستثناء تاج الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، الثمين للغاية، الذي أسقطه اللصوص أثناء مغادرتهم. كما فاتتهم سرقة ماسة ريجنت، التي قُدّرت قيمتها من قِبل دار سوذبيز بأكثر من 60 مليون دولار، والتي كانت موجودة أيضًا في المعرض.
وتشمل القطع المسروقة الأخرى تاجًا وأقراطًا وقلادة من الياقوت الأزرق من طقم مجوهرات الملكة ماري أميلي والملكة هورتنس، وقطعًا من طقم مجوهرات ماري لويز.
MOVIE HEIST AT THE LOUVRE— Massimo (@Rainmaker1973) October 19, 2025
Three thieves stole nine jewels belonging to Napoleon and Empress Eugenie. They allegedly entered through a construction zone, cut the windows, and stole the French crown jewels in seven minutes. They escaped on a motorcycle.pic.twitter.com/2BDWyYUDgC
وعُرضت هذه الأعمال في معرض أبولون، الذي بناه لويس الرابع عشر عام 1661، وستكون القاعة المكتملة، المليئة بأوراق الذهب واللوحات، نموذجًا لقاعة المرايا الشهيرة عالميًا في قصر فرساي.
وكشفت وزارة الثقافة الفرنسية بأن القطع المسروقة هي:
- تاج ودبوس للإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث.
- قلادة من الزمرد وزوج من أقراط الزمرد للإمبراطورة ماري لويز.
- تاج وقلادة وقرط واحد من طقم الياقوت الذي كان ملكًا للملكة ماري أميلي والملكة هورتنس.
- دبوس يُعرف باسم "دبوس الذخائر".
- بين هذه القطع، زُيّنت بآلاف الماس والأحجار الكريمة الأخرى.
- عُثر على قطعتين أخريين، بما في ذلك تاج الإمبراطورة أوجيني، بالقرب من مكان الحادث، ويبدو أنهما سقطا أثناء الهروب. وتقوم السلطات بفحصهما بحثًا عن أي تلف.
أزمة سياسية
وامتدت السرقة فورًا إلى الساحة السياسية، واستخدمها زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا لمهاجمة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يواجه برلمانًا منقسمًا.
كتب بارديلا على موقع "إكس" (تويتر سابقا): "متحف اللوفر رمز عالمي لثقافتنا. هذه السرقة، التي سمحت للصوص بسرقة جواهر من التاج الفرنسي، تُعدّ إذلالًا لا يُطاق لبلدنا. إلى أي مدى سيصل تدهور الدولة؟".
وقال ماكرون إن فرنسا "ستستعيد الأعمال، وسيُقدّم الجناة للعدالة"، وأضاف أيضًا: "السرقة التي ارتُكبت في متحف اللوفر هي اعتداء على تراث نعتز به لأنه تاريخنا".
Le Louvre pic.twitter.com/porfDUn1Wf— Catherine Morisot (@MemphisMessick) October 19, 2025
قال نونيز: "إنها سرقة كبرى"، مشيرًا إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في متحف اللوفر في السنوات الأخيرة، وسيجري تعزيزها بشكل أكبر كجزء من خطة تجديد شاملة بملايين اليوروهات في المتحف.
لا تزال الإجراءات الأمنية حول الأعمال الأخرى في المتحف مشددة، حيث تُحفظ لوحة الموناليزا خلف زجاج مضاد للرصاص في صندوق مُكيّف - لكن السرقة الجديدة الجريئة أكدت أيضًا أن إجراءات الحماية ليست بنفس القوة في جميع أنحاء متحف اللوفر، الذي يضم أكثر من 33 ألف قطعة أثرية، وأن السرقة تُمثل إحراجًا جديدًا لمتحف يخضع بالفعل للتدقيق المشدد.
سرقات سابقة
لمتحف اللوفر تاريخ طويل من السرقات، ولعلّ أعظمها تلك التي سرقها مصمم ديكور إيطالي عمل هناك لفترة وجيزة وسرق لوحة الموناليزا عام 1911، حين دخل فينتشنزو بيروجيا المتحف مرتديًا زيّ عامل، وعندما لم يكن أحد ينظر، أخرج اللوحة وتسلل خارجًا. أُلقي القبض عليه لاحقًا واستُعيدت اللوحة.
وتمّ استردادها بعد عامين، وقال الجاني لاحقًا إنه كان مدفوعًا باعتقاده أن تحفة ليوناردو دافنشي ملكٌ لإيطاليا.
اظهار أخبار متعلقة
وحدثت حادثة أخرى سيئة السمعة عام 1956، عندما قذف أحد الزوار اللوحة الشهيرة عالميًا بحجر، مما أدى إلى تقشر الطلاء بالقرب من مرفقها الأيسر، وهو ما عجّل نقلها خلف زجاج واقٍ.
وفي عام 1998، سُرقت لوحة "طريق سيفر" - وهي لوحة من القرن التاسع عشر لكاميل كورو - ولم يُعثر عليها قط، دفعت هذه الحادثة إلى إعادة نظر شاملة في أمن المتاحف.

في الشهر الماضي، اقتحم لصوص متحف أدريان دوبوش في ليموج وسرقوا أعمالًا خزفية يُقال إنها تُقدر قيمتها بـ 9.5 مليون يورو (11 مليون دولار).
اظهار أخبار متعلقة
في نوفمبر 2024، سُرقت سبع قطع "ذات قيمة تاريخية وتراثية كبيرة" من متحف كونياك جاي في العاصمة باريس، واستُعيدت خمس منها قبل بضعة أيام.
في الشهر نفسه، داهم لصوص مسلحون متحف هييرون في بورغندي، وأطلقوا النار قبل أن يلوذوا بالفرار ومعهم أعمال فنية من القرن العشرين تُقدر بملايين الجنيهات الإسترلينية.