الولادة في زمن كورونا.. بين الخوف والكآبة

صورة مؤرخة في 26 شباط/فبراير 2020 تظهر متطوعا ينقل امرأة حامل إلى مستشفى في ووهان
قد تغير بعض المستشفيات قواعدها بسبب الأزمة الحالية - أ ف ب
  • باريس - أ ف ب
  • الأربعاء، 25-03-2020
  • 01:58 م

تخشى نساء كثيرات في فرنسا انتهاء فترة الحمل والاستعداد لوضع أطفالهن على الرغم من محاولة الأطباء والممرّضين تطمينهن، وذلك بسبب وباء كورونا المتفشي واضطرارهن للإنجاب من دون وجود أزواجهن معهن والبقاء وحيدات بعد العودة للمنزل.

أدريان وإميلي وجوستين وأوريلي وكارين: توقّعن جميعهن سيناريو مثالياً، حيث يكون فيه الوالد بجانبهن للتخفيف عنهن، والعائلة تحيط بمهد الطفل والوالدة والصديقات يدعمنهن بعد العودة إلى المنزل. لكن للأسف لا شيء من ذلك كلّه سيتحقّق.

تقول كارين كرم التي يفترض أن تضع طفلها في غضون أسابيع قليلة، قرب ستراسبورغ في شرق فرنسا التي انتشر فيها الوباء بشكل كبير "إنه طفلي الأول، لا أعرف كيف سأتدبّر أمري بنفسي".

وتتساءل مارين من بوردو (جنوب غرب البلاد): "هل سأحصل على حقنة في الظهر في حال عدم وجود أطباء التخدير؟"، في محاولة للإجابة عليها، يردّ البروفسور جاكي نيزار، طبيب التوليد في المستشفى الباريسي في سالبيتريير ورئيس جمعيّة أطباء النساء والتوليد الأوروبيين، بنشر مقاطع فيديو صغيرة على "يوتيوب".

 

للاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفايروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا


وتضم هذه الفيديوهات تعليمات واضحة، فمثلا، تمنع مرافقة المرأة الحامل إلى الاستشارات والمعاينات الخارجية، وحتى الآن يسمح بدخول الزوج إلى غرفة الولادة لكن قد يتغيّر الوضع لاحقاً. ويوضح الطبيب لوكالة فرانس برس: "هناك تحدّيان للصحّة العامة. وقف انتشار الفيروس وتجنّب إصابة الطاقم الطبي. التعليمات تتطوّر باستمرار، وفي الوقت الحالي، يسمح بدخول شخص واحد مع الوالدة إلى غرفة الولادة، لكن لا توجد قاعدة عامة فقد تمّ حظر البعض". يتطلّب ذلك استخدام مخزون الأقنعة والأثواب الواقية من قبل كثيرين سواء الطاقم الطبي أو المريضة أو زوجها. وفي أقسام الولادة "علينا إدارة هذا النقص أيضاً".

سيكون أطباء التخدير حاضرين "بالطبع" في حال حدوث مضاعفات للأم أو الطفل. لمساعدة مرضاه، يتواصل البروفسور نيزار مع إحدى مريضاته، محجورة في المنزل مع طفلها، عبر صفحة على "فيسبوك" حيث تتبادل النساء اللواتي وضعن أطفالهن أو سيضعن قريباً النصائح والتجارب. وقد أنشِئت الصفحة في 19 آذار/مارس، وحتى الأربعاء باتت تضمّ نحو 500 امرأة.

في الوقت الحالي، هناك صعوبة لرؤية الحياة الوردية. تقول لور (39 عاماً) قبل ثلاثة أيام من موعد طفلها "إنه مولودي الثالث، لكنني أخشى وضع طفلي من دون وجود والده. في الولادتين السابقتين، كنت أشعر بالمزيد من الهدوء والاستعداد للقتال. الآن أشعر بالوحدة وبأنني أقل استعداداً". تم إلغاء دروس اليوغا والسباحة وكذلك زيارات المعاينة بحيث يتمّ إجراؤها عبر الهاتف باستثناء لمن يعانين من مضاعفات.

يؤكّد أدريان غانتوا، رئيس معهد القابلات القانونيات الليبراليات "سنحاول تقديم المتابعات عبر سكايب، لكنني لا أقوم حالياً سوى باستشارات عن بعد". كما أعرب عن أسفه لنقص المعدّات "سنحتاج إلى النظارات والأثواب والأحذية الواقية للقيام بالزيارات المنزلية بعد الولادة... وليس لدينا أي منها".

غالباً ما تشعر النساء بأنه "تمّ التخلّي عنهن". تقول أوريلي من فرساي قرب باريس "أجريت موعدي مع طبيب التخدير عبر الهاتف، وأخشى أن يكون موعدي في الشهر التاسع كذلك أيضاً. لا أعرف ما إذا كان عليّ التوجّه إلى طبيبي النسائي أم الانتظار" لا سيّما مع بداية حمل معقّدة. قلقها المزدوج سببه "إمكان حصول مشكلة مع الطفل وعدم التمكّن من تشارك هذه اللحظة مع زوجها".

 

وتشعر أدريان (34 عاماً) "بثورة" تجاه هذه الفكرة: "نحن محجورين معاً". فيما تقول إميلي الموجودة وحدها في مستشفى تروسو في باريس حيث تخضع للمراقبة لتأجيل ولادة مبكرة: "أنا محجورة هنا منذ ثلاثة أسابيع". وتتابع: "القيود تشتدّ تدريجاً. بالنسبة إلى بعض النساء اللواتي يخضعن لعمليات توليد قيصرية في الطوارئ، فإنهن لا يرين أطفالهن، بل تعرض القابلة القانونية صوراً للطفل أمام والديه".

ويقول نيزار: "لا يمكننا السماح بالدخول والخروج بشكل متكرر". العودة إلى المنازل ستكون صعبة خصوصاً أنها ستفتقر إلى الزيارات الودّية والعائلية. وهو ما يثير قلق جوستين في ليل (شمال البلاد)، وتقول: "لم أفكر يوماً بأنني سأقول ذلك لكنني أفتقد في هذه اللحظات والدتي ووالدة زوجي".

شارك
التعليقات