كيف تبقى في الحجر الصحي مع زوجك دون تدمير علاقتكما؟

زوج وزوجة أرشيفية
تنصح المجلة أن تخصص مساحة لنفسك واسمح لشريكك بالقيام بنفس الشيء
  • عربي21- سلمى الزرقاطي
  • الخميس، 26-03-2020
  • 06:32 م

نشرت مجلة "بوبيلار ساينس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية الحفاظ على علاقة قوية مع شريكك أثناء الالتزام بالحجر الصحي.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وباء كوفيد-19 تسبب في عزل الكثير من الأمريكيين في منازلهم، نظرا لأن التباعد الاجتماعي يساعد على تسوية منحنى هذا المرض وتقليل خسائره على نظام الرعاية الصحية. لكن هذا الفيض المفاجئ من العزلة الذاتية أرغم العديد من الأزواج على قضاء أغلب الأوقات مع بعضهما البعض، لكن قد يكون ذلك مرهقا حتى لأكثر العلاقات ترابطا. وفيما يلي، بعض نصائح خبراء الصحة العقلية واستشارات العلاقات لمساعدة الأزواج على التعايش معا بكل سعادة والحفاظ على متانة العلاقة بينهما.

عبّر عن مشاعر الحب والإعجاب التي تخالجك بكل ثقة

نقلت المجلة عن شيلا أديسون، وهي معالجة مرخصة للأزواج والعائلة في أوكلاند، كاليفورنيا، أنها اكتشفت أن "البيت المبني على علاقة سليمة" يمثل نموذجا مفيدا في أوقات التوتر والتغيير على وجه الخصوص. وقد صُمم هذا النموذج من قبل علماء النفس ومتخصصي العلاقات المخضرمين جون وجولي غوتمان، الذي يهدف إلى مساعدة الأزواج على تكوين روابط صداقة قوية توفر أساسا سليمًا لمجابهة كل العراقيل.

وتقول أديسون إن بعض المكونات الرئيسية لهذه الصداقة مهمة بشكل خاص عندما يكون الزوجان قريبين جدا من بعضهما البعض، ويمثل التعبير عن مشاعر الحب والتقدير أساسا رائع لبناء هذا النموذج. وتشجع أديسون عملاءها على الالتزام بالإفصاح عن الأشياء الإيجابية التي تميز كلا الطرفين كوسيلة لتعزيز الصداقة التي تكمن في علاقتهم الرومانسية. وأضافت قائلة: "أنا أشجعهم على شكر أزواجهم أثناء القيام بفعل جيد، حتى لمجرد تفريغ غسالة الصحون".

وأوضحت المجلة أن نموذج غوتمان يشير إلى أن هذه اللحظات الصغيرة من الولاء تملأ "حسابنا المصرفي العاطفي" وتسهل التعامل مع الإحباطات اليومية. وإذا كنت تشعر بأنه يتم تقديرك، فسيقل إحساسك بالضغط.

 

اقرأ أيضا: كيف يؤثر الحجر الصحي على العلاقات الزوجية؟

ابحث عن إشارات تدل على أن شريكك يبحث عن التواصل الاجتماعي

تطرقت المجلة إلى جانب آخر من "البيت المبني على علاقة سليمة" الذي تأمل أديسون أن يأخذه الزوجان في الاعتبار، وهو التوجه نحو إشارات لفت الانتباه بدلا من الابتعاد عنها. فعندما يبدأ شريكك محادثة لا تتجاهلها. قد يبدو هذا واضحًا من الناحية العملية، لكن أديسون تشير إلى أنه عندما تتواجدون في نفس المكان طوال اليوم، دون لقاء الأصدقاء للتسكع معهم، ستلاحظ أن مهارة التفاعل مع الآخرين قد اضمحلت مع مرور الوقت.

وأوردت أديسون أنه "قد يقول شريكك شيئا بسيطا جدًا، مثل أن البيض قد نفد أو أنه لم ينم بشكل جيد". وعلى الرغم من أنك لست مضطرًا للحديث بشأن البيض الذي عليك شراؤه لتكون شريكا جيدا، إلا أنه من المهم الاعتراف بأي محاولة للتواصل الاجتماعي في أوقات مثل هذه.

وأكدت المجلة أن الأمر كله يتعلق بالحذر. في هذه الحالة، يمكنك قول شيء بسيط على غرار "أوه، أنت محق، متى تعتقد أننا يجب أن نذهب للتسوق من البقالة"، أو "يؤسفني أن أسمع أنك لم تنم جيدا، هل هناك أي شيء يمكنني القيام به للمساعدة؟".

وتجدر الإشارة إلى أن تجاهل هذه المحاولات الصغيرة للتواصل قد يجعلك تشعر بالعزلة والوحدة بشكل متزايد.

وفّر مساحة لنفسك واسمح لشريكك بالقيام بنفس الشيء

نوّهت المجلة إلى أنه من المحتمل أن يكون ذلك واضحًا لأي شخص أمضى أكثر من 24 ساعة معزولا مع أحبائه، ولكن تخصيص بضع اللحظات لنفسك أمر مهم. إذا حدث ذلك بشكل عرضي طوال يومك، عندما يذهب أحدكما لشراء البقالة أو الاستحمام، فقد تشعر بحاجة البقاء بمفردك لفترة ما.

وأشارت المجلة إلى أن بناء المزيد من البرامج في حياتك اليومية من شأنه أن يساعدك على تسهيل ذلك، بالإضافة إلى المساعدة في التخلص من بعض مشاكل الحجر الصحي الممتد. على سبيل المثال، حدد موعدًا في تطبيق "فايس تايم" مع صديق بحيث يكون لديك شخص آخر غير شريكك للتحدث معه. خطط لتدريبات منفصلة لتمنح نفسك مساحة للتفكير، ولا تسمح لنفسك بأن تسقط في عادة قضاء كل لحظة في نفس المكان إن أمكن ذلك.

تحدث عن الأمور قبل أن تتفاقم المشاجرات

أفادت المجلة بأنه من المهم دائمًا معرفة كيفية الشجار بطريقة غير مؤذية أو مدمرة لبناء علاقة صحية، لكن أديسون تؤكد أن ذلك مفيد بشكل خاص عندما يُحشر الأشخاص في المنزل معًا. يعتبر هذا الوقت عصيبا، حيث أن الوظائف في خطر، والناس قلقون بشأن صحتهم وصحة أحبائهم، والروتين اليومي يتعطل أكثر من اللازم. لذا حتى دون الضغط الإضافي الناجم عن المجاورة المستمرة، فإن الشجار أمر لا مفر منه.

 

اقرأ أيضا: الحجر المنزلي المتواصل.. كيف نجنّب الأهل فقدان أعصابهم؟

تتمثل إحدى الاستراتيجيات الرئيسية في اختيار مشاجراتك وفهم أسبابها. حاول ألا تبدأ الشجار حول أشياء قابلة للحل بسهولة، ولكن لا تفترض أيضًا أنه يجب عليك تجاهل ردود أفعالك القوية تجاه المشاكل البسيطة. وفي هذا الصدد، أشارت إيلين ياربورو، مستشارة حل النزاعات، إلى أن "التفريق بين الأمور السطحية والمصلحة الحقيقية أمر بالغ الأهمية. فعلى سبيل المثال، قد تغضب لأن شريكك لم يقم بإلقاء القمامة، غير أن المشكلة الحقيقية هي أنك تشعر بالتجاهل وعدم الأهمية. لذلك، عليك أن تخبر شريكك عن ذلك".

وذكرت المجلة، نقلا عن أديسون، أنه عندما يحين وقت الشجار، فإن كل هذا الولع والإعجاب الذي كنت تعبر عنه طوال الوقت سيؤتي أُكله. إنه يوفر نوعًا من الخزان، وحسابا مصرفيا عاطفيا، تملأه لحظات الإعجاب الصغيرة نحو شريكك. إذا امتلأ بشكل منتظم، فإنه يصبح حاجزًا ضد الشجار. إذا كنا نشعر بالفعل بالرضا عن علاقتنا وشريكنا، فمن السهل أن ننظر إليه ونقول: "لا أريد أن أزعج هذا الشخص". وتشير أديسون إلى أنه في هذه الأوقات الصعبة من الصعب أن نتصرف بشكل مثالي، ولكن حان الوقت الآن لنكون لطيفين وودودين بالفعل.

شارك
التعليقات