هل يميل طفلك إلى العزلة؟ إليك ما يجب القيام به

طفل وحيد موقع ماما ستو بيني الايطالي
الوحدة في مرحلة الطفولة قضية حساسة إذ يمكن أن تعرض الطفل إلى عواقب سلبية فورية وحتى طويلة المدى
  • عربي21-أميمة المرعوي
  • الأحد، 29-03-2020
  • 09:15 م
نشر موقع "ماما ستو بيني" الإيطالي تقريرا تحدث فيه عن مشكلة الوحدة والعزلة لدى الأطفال، وكيفية التعامل معها.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الوحدة في مرحلة الطفولة قضية حساسة إلى حد ما، إذ يمكن أن تعرض الطفل إلى عواقب سلبية فورية وحتى طويلة المدى. لكن البحوث والتدخلات في البيئات التعليمية لم تركّز على هذه القضية إلّا في الآونة الأخيرة فقط، من خلال الإجابة عن سلسلة هذه التساؤلات.

متى يشعر الأطفال بالوحدة؟

أكد الموقع أن العديد من الأطفال يدركون مفهوم الوحدة منذ سن مبكّرة. وعندما سئل الأطفال في رياض الأطفال والصف الأول سلسلة من الأسئلة حول ماهية الشعور بالوحدة، أجابوا بأنه يقترن بشعورهم بالحزن أو يتولّد عند فقدان رفيق اللعب. ولكن الإجابة الأكثر أهمية تتّضح عند سؤالهم عن كيفية التغلب على مشاعر الوحدة، حيث يجيبون بأنهم يبحثون عن صديق.

وتجدر الإشارة إلى أن الخطوة الأولى نحو فهم ما إذا كان الطفل وحيدا، هي الاقتراب منه والتعرف عليه بشكل أفضل من طرح بعض الأسئلة عليه مثل: "هل تشعر بالوحدة والحزن في المدرسة؟" أو "هل المدرسة مكان موحش بالنسبة لك؟".

ما هي تبعات الشعور بالوحدة عند الأطفال؟

نوّه الموقع إلى أن الأطفال الذين يشعرون بالوحدة، غالبا ما يعانون من اضطراب العلاقات بينهم وبين أقرانهم، ودائما ما يشعرون بالإهمال، وهو ما يؤثّر على ثقتهم بأنفسهم. كما يعانون من مشاعر الحزن والضيق والملل والاغتراب. ويمكن لتجارب الشعور بالوحدة في مراحل مبكّرة من الطفولة أن تستمرّ حتى مرحلة البلوغ، ونتيجة لذلك يمكن أن يفوت الأطفال الوحيدون العديد من الفرص للتفاعل مع أقرانهم. ونظرا لأهمية التفاعل بين الأقران والصداقات في نمو الأطفال، فإن الأطفال الوحيدين يفشلون في تعلم مهارات مهمة طوال حياتهم، وهو ما يثير العديد من المخاوف لدى المعلمين.

ما هي عوامل الشعور بالوحدة؟

ذكر الموقع أن العديد من العوامل خارج البيئة المدرسية، يمكن أن تجعل الأطفال يشعرون بالوحدة؛ على غرار الاضطرار للانتقال إلى مدرسة أخرى أو حي جديد بسبب ظروف العمل، ما يحرم الأطفال من أصدقائهم القدامى، أو عند طلاق الوالدين، أو وفاة شخص عزيز مثل الجدة. كما يتولّد الشعور بالوحدة لدى الأطفال عند فقدانهم لحيواناتهم الأليفة. كلّ هذه الأسباب تدفع الأطفال للانطواء على ذواتهم وفقدان الرغبة في مشاركة الأفكار ولحظات اللعب مع الآخرين.

أما العوامل التي تتعلق بالبيئة المدرسية التي تدفع الأطفال للجوء إلى العزلة، فتتمثل في التعرض إلى الرفض والتنمر من قبل الأقران، أو نقص المهارات الاجتماعية والقدرة على تكوين صداقات، أو حتى امتلاك سمات شخصية سلبية مثل الخجل والقلق وتدني احترام الذات. في هذه الحالات، يُنصح الأولياء بالحرص الدائم على مراقبة أطفالهم والتدخل الفوري بدعم من طبيب نفساني للمتابعة والمساعدة.

كيف تراقب سلوك طفلك؟

أكد الموقع أنه من الضروري اتباع بعض الخطوات لمراقبة سلوكيات الطفل. أولا، يجب الحصول على معلومات حول عزلة الطفل من خلال تركيز المدرسين ومساعدي رياض الأطفال على علامات الشعور بالوحدة، التي تتمثل أساسا في الحزن والقلق وانعدام الثقة بالنفس والخجل واللامبالاة.

ولا بد من معرفة ما إذا كان الطفل يتجنب الاحتكاك بزملائه بسبب رفضهم له أم هو خيار شخصي. وينبغي أيضا معرفة ما إذا كان الطفل يفتقر للمهارات الاجتماعية التي تساعده على التفاعل مع الآخرين، أو إن كان يتمتع بتلك المهارات لكنّه يتردّد في استخدامها، أو إذا كان ضحية أقرانه، ويجب فهم ما إذا كان اللجوء للوحدة سلوكا وقتيا أم مستمرا.

وأوضح الموقع أنه عند مراقبة هذه العلامات وتقييمها، من المهم أن نكون مدركين للمهارات التنموية للأطفال الوحيدين وميولاتهم الشخصية. فقد يكون الأطفال الذين يلعبون بمفردهم عرضة لمشاكل النمو الاجتماعي والمعرفي أكثر من غيرهم. لذلك، من الضروري أن يراقب المعلمون تفاعلات الأطفال مع أقرانهم في أثناء اللعب، والتحدث معهم حول مشاعرهم، وتوثيق سلوكياتهم واستجابتهم لتحديد ما إن كانوا يعانون من الوحدة أو سعداء.

ما هي استراتيجيات التدخل؟

أورد الموقع أنه بما أنّ أولويات دراسات طب الأطفال الحالية لم تشمل البحث في كيفية دعم ممارسات محددة تساعد الأطفال الوحيدين في الفصل الدراسي، يمكن لجميع الأمهات التفكير في طرق مختلفة يمكن تكييفها مع الأطفال المنفردين. ففي حالة كان سلوك الطفل عدوانيا تجاه أقرانه وحتى البالغين، مثلا، فهذا يعني أنّ الطفل بلغ أقصى مستويات الوحدة والشعور بالاستياء الاجتماعي الناجم عن الرفض. لذلك، يتعين على المعلمين تقييم الأسباب التي تؤدي إلى هذا الرفض.

أما في حال كان تصرّف الطفل خشنا تجاه الآخرين، فهذا يعني أنّه يواجه صعوبة في التكيف مع الموقف وفي التعبير عن احتياجاته ورغباته. وبمجرد تحديد هذا المشكل، يمكن للمعلم مساعدة الطفل على تغيير تصرّفه من خلال الإشارة إلى آثار سلوك الطفل على الآخرين، ومساعدته على التعبير عن مشاعره بوضوح.

كيف يمكن للمدرس مساعدة الطفل؟

بين الموقع أن الأطفال الوحيدين يمثلون فئة من الأطفال الذين تم إهمالهم أو عزلهم أو رفضهم بشدة. ونظرا لأن هؤلاء الأطفال غالبا ما يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية، فإنهم يجدون صعوبة في التفاعل مع أقرانهم، كما أنّهم يعانون من انعدام الثقة بالنفس والخجل.

وفي هذه الحالة، يتعيّن على المُربي التركيز على تقديم الملاحظات والاقتراحات والأفكار التي يمكن للطفل تنفيذها. وفي حال كان الأطفال يمتلكون مهارات اجتماعية كافية ولكنهم مترددون في استخدامها، فيمكن للمربي وضعهم مع أطفال أصغر سنّا، لأن هذه التجربة توفر للطفل الأكبر سنّا الفرصة لممارسة مهاراته وزيادة الثقة بالنفس.

وأشار الموقع إلى أن الأطفال الذين يقعون ضحايا لآخرين، يعتقدون أن المدرسة مكان خطير لذلك يكرهونها. كما يعاني هؤلاء الأطفال من الشعور المستمر بالوحدة والرغبة في عدم الذهاب إلى المدرسة. لهذا السبب بالتحديد، من المهم للغاية تطبيق استراتيجيات التدخل الفوري للحد من عواقب الرغبة في العزلة.

وفي الختام، نصح الموقع بأنه يمكن للمعلمين توجيه الأطفال لتطوير المهارات الحياتية التي يحتاجونها، مثل احترام الآخرين واحترام ذواتهم، ومساعدتهم في حل المشكلات، والعمل على تطوير مهاراتهم ومشاركتهم في المهام التي تتطلب التعاون والتعبير عن المشاعر والعواطف.

 
شارك
التعليقات