نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"
الأمريكية مقالا تحدثت فيه الطبيبة النفسية نها شدوري عن ضرورة إجابة الأطفال على
استفساراتهم.
وقالت في المقال الذي ترجمته
"عربي21": "كطبيب نفسي للأطفال يوجه الآباء عن أهمية تطوير أطفالهم
الصغار، أدرك مدى أهمية إجابات الأم على جميع أسئلة طفلها، حتى عندما يكون الأمر
مملاً".
ووفقا للطبيبة، فقد اتضح أنه من خلال
الإجابة وطرح الأسئلة، يلعب الآباء دوراً حيويا في تعلم الطفل. من خلال الانتباه
لهذه الظاهرة البسيطة - والمزعجة في بعض الأحيان- يمكن للوالدين المساعدة في تشكيل
نمو أطفالهم وإعدادهم بشكل أفضل لتحقيق النجاح على المدى الطويل.
وقالت إن الأبحاث أظهرت أنه "كلما
كان الأطفال أكثر حماساً للتعلم في وقت مبكر من الحياة، زادت احتمالية نجاحهم
لاحقاً في المستقبل".
وأشارت إلى أنه في عام 1979 بدأ باحثون
من جامعة كاليفورنيا، متابعة 130 رضيعا طوال فترة البلوغ، وقاموا باختبار الأطفال
على فترات منتظمة حتى سن 17 عاماً".
وجدت الدراسة الفريدة التي استمرت لـ
30 عاماً، والتي أطلق عليها دراسة "فولرتون الطولية"، أنه بغض النظر عن
معدل الذكاء للطفل، فإن الأطفال الذين لديهم فضول خاص واستمتعوا بالتعلم حصلوا على
درجات أعلى في الاختبارات، وكانوا أكثر عرضة للبقاء في المدرسة، وكانوا أكثر عرضة
لحضور حفلات التخرج من أقرانهم الأقل فضولاً.
وبينت أنه يمكن للوالدين التأثير
بسهولة على حب الطفل للتعلم، و"الذي أعتقد أنه بالنسبة للعديد من الأطفال لا
يقل أهمية عن دور المعلمة أو حتى العلماء. ومن خلال عملي، أهم شيء يمكن للوالدين
القيام به لتعزيز هذا الحب هو الإجابة على الأسئلة بطريقة تجعل الطفل يشعر بالرضا
والحافز لطرح المزيد من الأسئلة".
اقرأ أيضا: هل يميل طفلك إلى العزلة؟ إليك ما يجب القيام به
وتابعت: "على سبيل المثال إن سألك
طفلك لماذا لدينا وقت للنوم، فبدلاً من قول (لأنني قلت ذلك) أخبروهم (لأن الجسم
يحتاج إلى الراحة والشفاء ليصبح قوياً)".
وأوضحت أنه "قبل العقد الأول من
القرن الحادي والعشرين، اعتقد العلماء أن طرح الأسئلة كانت استراتيجية الأطفال
لجذب الانتباه، ولكن بعد أن استعرضت ورقة في مجلة (ديفلومبنت بريفيو) قلبت هذه
الفكرة رأساً على عقب".
وكانت الورقة تتضمن أن الأطفال يبحثون
بصدق عن المعلومات، إذا لم يكونوا واثقين من معرفتهم، وهذه الأسئلة التي تبدو غير
منطقية أحيانا هي وسيلتهم للتعلم خاصة عندما يلاحظون شيئا لم يسبق أن اختبروه من
قبل.
وقال بول هاريس، دكتور علم النفس في
جامعة هارفارد: "خذوا مثالاً لطفل يسأل لماذا تذوب الزبدة عندما توضع على
الخبز المحمص؟ هناك أشياء كثيرة توضع فوق بعضها البعض ولا تذوب"، وهنا يلجأ الطفل إلى الأم والأب لشرح ذلك.
وبين أنه من خلال الإجابة عن أسئلة
مدروسة حول سبب الذوبان، يساعد الآباء أطفالهم على التوفيق بين التجارب الجديدة
ومعلوماتهم، كما يرسلون رسالة لأطفالهم مفادها أن فضولكم للتعلم مرحب به.
أحيانا
يجد الآباء أنفسهم عالقين في مثل هذه الأسئلة طوال اليوم وكل يوم. معظم الأطفال
فضوليون بفطرتهم ويستمتعون بطرح الأسئلة. لكن مواصلة الأطفال الأسئلة يعتمد على
كيفية استجابة والديهم.
وفي نفس الورقة البحثية، وجد الباحثون
أن قبل طرح الأسئلة، غالباً ما يقيس الأطفال في سن ما قبل المدرسة ما إذا كان من
المحتمل أن يجيب والديهم على أسئلتهم وما إذا كانوا سيجدون المعلومات التي يبحثون
عنها.
وهذا يعني أنه إذا لم يجب الوالدان عن الأسئلة بشكل متكرر أو أشعروا
أطفالهم بسخافة أسئلتهم، فإن طرح الأسئلة يصبح نادراً. على الرغم من أننا لا نعرف
ما إذا كان هذا الأمر يعيق التعلم بشكل مباشر، إلا أننا نعلم أنها فرصة ضائعة
للطفل للتعلم.
كما وجدت بعض الدراسات أنه يمكن للآباء
طرح الأسئلة على الأطفال لإثارة فضولهم.
قد يكون للآباء المثقفين فوائد هائلة
على الرفاه العام للطفل ومساره في الحياة. لدى الآباء فرصة لفهم وتشكيل نمو
أطفالهم بطريقة لا يستطيع أي شخص آخر فعلها. إن كنت تعتبر أن سؤال "لماذا؟"
مزعج دائماً عليك أن تغير نظرتك الآن وتعتبره هدية ثمينة، لأنها فرصة لمساعدة
أطفالك على التعلم والنمو والحفاظ على صحتهم، بحسب المقال.