نشرت صحيفة "سبوتنيك دويتشلاند" الألمانية، حوارًا مع البروفيسور المتخصص في أمراض النساء والتوليد في برلين، أندرياس د. إيبرت، تحدث فيه عن وضع المرأة الحامل وطفلها خلال هذه الأزمة، وكيف يمكن لها الحفاظ على صحتها البدنية والعقلية أثناء الحمل، وما هي مخاطر العدوى المحتملة قبل الولادة وبعدها.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بناءً على الدراسات الحالية يرى إيبرت أن العدوى لا تنتقل من الأم إلى الجنين سواء من خلال المشيمة أو الدم عند الولادة أو من اللبن أثناء الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، لابد من توخي الحذر.
وأكد الطبيب أن النساء الحوامل يجدن صعوبة في أن يكُن في مزاج جيد وذلك بسبب التغيرات الهرمونية.
ومن الواضح أن الصعوبات التي تواجهها المرأة في العزلة الذاتية وفي ظل غياب النشاط البدني آخذة في الازدياد.
لذلك نوصي النساء الحوامل بممارسة الرياضة بانتظام والتواصل مع أحبائهن سواء عن طريق المكالمات الهاتفية أو مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد الطبيب على أهمية التغذية، مشيرا إلى أن العديد من النساء الحوامل يملن إلى تناول طعام غير صحي مثل الإكثار من الشوكولاتة أو رقائق البطاطا، وهذا لا يؤثر سلبًا على المزاج فحسب، وإنما أيضًا على عملية التمثيل الغذائي.
اقرأ أيضا : 100 ألف إصابة عربيا بكورونا.. أكثرها بدول الخليج (حصيلة)
ونتيجة لذلك، قد تعاني من زيادة الوزن وفي بعض الأحيان قد تصاب بمرض السكري المرتبط بالحمل.
وذكر الطبيب أنه تجرى الآن دراسات في جميع أنحاء العالم حول إمكانية تسجيل إصابات بفيروس كورونا بين الأطفال حديثي الولادة، وما إذا كانت العدوى تنتقل عبر المشيمة.
حتى الآن، لا يمكن للأم أن تنقل العدوى إلى طفلها في الرحم، كما أن احتمال التقاط الفيروس عند الولادة منخفض.
ولكن هذه الدراسات ما زالت تستند إلى عدد قليل من المرضى، ونحن لا نزال ننتظر المزيد من المعلومات والدراسات، لذا نوصي دائمًا بالحذر والالتزام بتدابير النظافة.
وأوضح الطبيب أن الأم تكون خالية من الفيروس إذا لم تظهر عليها أعراض مثل السعال أو ارتفاع درجة الحرارة لمدة 48 ساعة، وكانت نتائج تحاليل كوفيد-19 سلبية لمرتين متتاليتين. وإذا ثبتت إصابتها، فعلى الأم أن تعزل نفسها لمدة 10 أيام أو 14 يوما.
يوصى أيضًا باستخدام أطباق منفصلة، وتناول الطعام بشكل منفصل عن الآخرين، وزيارة عدد أقل من المحلات التجارية واستخدام خدمات التوصيل بدلاً من ذلك.
وفي الواقع، تجد الأسر التي لديها أطفال صعوبة إضافية، لأنه من الصعب جدا على الأم المصابة أن تحافظ على مسافة بينها وبين الأطفال. لذلك، من الضروري ارتداء الأقنعة والحفاظ على النظافة وتطهير اليدين باستمرار.
وأورد الطبيب أنه لم يتبين حتى الآن أن الفيروس قادر على المرور من خلال حليب الأم، لذلك يُسمح للأمهات بالرضاعة الطبيعية ولكن بالطبع مع أخذ التدابير اللازمة وارتداء القناع الطبي، وتطهير اليدين مسبقًا.
وإذا كانت الأم مريضة بكوفيد-19، فإنه لا مشكلة أن تخضع الأم للولادة الطبيعية لأنه لا يمكن للفيروس أن ينتقل من خلال الدم أو المشيمة.
ولكن بعد الولادة، يجب أن تبقى الأم في العزل هي وطفلها.
واستشهد الطبيب بثلاث حالات ولادة وقعت في برلين لأمهات مصابات بكوفيد-19.
في هذه الحالات، نُقلت الأم إلى غرفة ولادة معزولة، حيث كان الأطباء يعملون ببدلات واقية. وعند الانتهاء من الولادة، نقلت الأم إلى غرفة العناية المركزة وتم وصلها بجهاز التنفس الصناعي.
وأوضح البروفيسور رأيه بخصوص الولادات المنزلية وغيرها من الطرق غير التقليدية في أوقات فيروس كورونا، من خلال تقييم الفوائد والمخاطر.
ووفقًا للإحصائيات، فإن ما بين 6 و8 في المئة من النساء يضطررن إلى الذهاب إلى الطبيب بعد الولادة المنزلية، لأن شيئًا ما قد حدث بشكل خطأ.
فأولئك اللاتي يلدن في المنزل قد يكن مؤهلات لذلك بشكل جيد، ولكن عادة ما تنقصهن أجهزة تصوير القلب أو تتبع إمدادات الأكسجين لدى الطفل، وقد تحدث مضاعفات أسوأ.
بناء على ذلك، يوصي بالذهاب إلى المستشفى عند الولادة، بدلًا من الولادة في المنزل. فاحتمال العدوى في المستشفى هو نفسه في المنزل، ولكن المعدات الكاملة متوفرة في المستشفى والأطباء مستعدون للقيام بالواجب المطلوب، وخطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة يكون أقل بكثير.
وفي سؤال الصحيفة عما ينصح به النساء اللاتي يخططن للحمل، أجاب الطبيب بأنه حتى في الأوقات الصعبة، استمر البشر في الإنجاب والولادة بما في ذلك خلال الحروب والأوبئة.
لا داعي للخوف إن كانت هناك خطة للحمل، فقط يجب استشارة الطبيب والالتزام بتدابير الصحة. وأضاف الطبيب أن العلماء من كل أنحاء العالم يبذلون قصارى جهدهم للتغلب على وباء كورونا.