هل يجب مساعدة الطفل الخجول للتوقف عن ذلك؟

خجل - CC0
يحتاج الأطفال إلى بعض المساعدة في حالات الخجل - CC0
  • عربي21-ندى دردور
  • الخميس، 02-07-2020
  • 08:01 م

نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا قدمت فيه بعض الاستراتيجيات التي من شأنها أن تساعد الأطفال الخجولين على تخطي مشكلة الخجل.

 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه إذا كان طفلك خجولا فقد تتساءل عما إذا كان ذلك سمة شخصية مثل لون عينيه أو تفضيله للقطط على الكلاب، أو مشكلة يجب التغلب عليها. وعموما، يعرف بعض الأطفال الخجولين كيف يستمعون إلى غيرهم ويكونون منتبهين وليسوا منغلقين على ذواتهم وغالبا ما يكونون هادئين.

وبالنسبة للأطفال في سن معين، من الشائع أن يكونوا منعزلين وتعتمد شدة ذلك على شخصيتهم، خاصة عندما يكونون شديدي التعلق بالوالدين. من الشائع أيضا أن يجد بعض الأطفال صعوبة أكبر في الانفتاح على الأطفال الآخرين، حتى لو انتهى بهم الأمر إلى القيام بذلك وفقا لنسقهم الخاص.

 وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي يدفع الطفل إلى أن يكون خجولا عندما يكون مع أقرانه الذين يتعامل معهم بانتظام، وما إذا كان ذلك يدعو إلى القلق؟ وفقا للعديد من الخبراء، قد يكون هذا السلوك مؤشرا على أن الطفل قلق بشأن كيفية تعامل أقرانه معه، أو ما إذا كان سيحظى بقبولهم. يواجه بعض الأطفال الخجولين المزيد من مشاكل الاستبعاد والإيذاء من قبل أقرانهم، إلى جانب بعض السلوكيات التي تؤثر على احترام الذات خاصة عندما تستمر المشكلة.

 وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى مساعدة من قبل البالغين لوقف هذا السلوك، ومن المهم أيضا إبلاغ المدرسة بهذا النوع من المشاكل أو استشارة أخصائي عندما يستوجب الأمر. من الواضح أنه يجب على الوالدين التدخل، لكن في أي حالة؟

القواعد الإرشادية

كيف تواجه دائرة الخجل المفرغة؟

حسب مقال بقلم إيلين كينيدي مور نشرته مجلة "سايكولوجي توداي"، تابعت دراسة أجريت في جامعة نورث كارولينا سلوك 700 طفل في إحدى المدارس الابتدائية. في معظم الحالات، أراد الأطفال التفاعل مع أقرانهم، لكن بسبب خجلهم ظلوا على الهامش لأنهم شعروا دائما أنهم خارج المجموعة حتى بين الوجوه المألوفة بالنسبة لهم.

 وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الأطفال قد يعلقون فيما يسميه الخبراء "الدائرة الخجولة المفرغة"، وهو سلوك لا يسمح لهم بالتواصل مع أترابهم. ونظرا لأنهم غير مرتاحين في الأوساط الاجتماعية، فهم غالبا ما يتجنبون التفاعل مما يعني أنهم لا يمارسون مهاراتهم الاجتماعية بما فيه الكفاية. يجعلهم هذا النقص النسبي في الممارسة يشعرون بعدم الارتياح حتى بين المجموعة، لذلك فإنهم يميلون إلى تجنب أي نوع من التواصل.

اضافة خبر متعلق
 كيف يمكننا مساعدة ابننا أو ابنتنا على كسر دائرة الخجل هذه عندما نكتشف أن الوضع أصبح يتسبب في معاناته؟ يعرف الوالدان طفلهما، ولكن من الضروري في بعض الحالات استشارة طبيب نفسي للطفل الذي يمكنه مساعدته في العثور على موارده الخاصة للتعامل مع مخاوفه.

 بالنسبة للحالات الأخف، إليك بعض توصيات الخبراء:

1.   الممارسة في المنزل

نظرا لأن الأطفال الخجولين لديهم فرص أقل لتطوير مهاراتهم الاجتماعية، فإنه يمكننا دائما مساعدتهم من خلال ممارسة بعض الأساسيات في المنزل. يمكن لتعليمهم كيفية الاستجابة للتحيّة من خلال النظر في عيون بعضهم البعض وبصوت واضح، أو الاستجابة بطريقة ودية للتفاعلات اللطيفة للأطفال الآخرين، أن يساعد في إعدادهم بشكل أفضل لمواجهة المواقف الاجتماعية اليومية التي تعد بمثابة تحد بالنسبة لهم.

 2.   تعزيز اللقاءات الثنائية

أشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأطفال الخجولين يشعرون براحة أكبر عندما يكونون بمفردهم مع شخص واحد أكثر مما لو كانوا في مجموعة كبيرة. لذلك، يمكن لتنظيم الاجتماعات في المنزل مع طفل تربطه به صلة أو اهتمامات مشتركة أن يمنحه الفرصة لممارسة مهاراته الاجتماعية وتوطيد صداقاته في بيئة آمنة. وتشير بعض الدراسات إلى أن وجود صديق واحد على الأقل أو شخص يشعر الطفل بالراحة معه في الفصل أو في بيئته يزيد من رفاهه ويجعله أقل عرضة للإثارة أو التنمر.

 3.   قبوله كما هو

قد يكون الضغط على طفل خجول ليصبح متفاعلا محبطا ويصبح مصدرا لمعاناة إضافية بالنسبة له. يحتاج الأطفال أولا وقبل كل شيء إلى أن يشعروا بالحب والقبول غير المشروط للأشخاص الذين يهتمون بهم. إذا كان خجل طفلك يسبب لك الكثير من الانزعاج، فقد يكون الوقت قد حان لمراجعة معتقداتك حوله. هل تعتقد أن الأشخاص الناجحين هم الأكثر انفتاحا؟ ماذا يعني النجاح بالنسبة لك؟

 4.   تعزيز التعاطف

أوردت الصحيفة أن تعلم فهم مشاعر الآخرين ووضع نفسك في مكانهم ومساعدتهم حتى عندما يواجهون صعوبات، يمكن أن يساعد طفلك على الخروج من عالمه الداخلي قليلا ويصبح أكثر تفاعلا مع الآخرين. تحدث عن مشاعرك كلما أمكن ذلك، وعن المنظورات المحتملة لأشخاص آخرين في نفس الموقف. بإمكانك أن تستخدم الكتب والقصص والأفلام كمواد داعمة. من المثير للاهتمام أن الصغار يتعلمون رؤية العالم من خلال عيون الآخرين، ما يسهل التواصل بطريقة صحية.

 5.   شارك معه استراتيجياتك

غالبا ما يحب الأطفال معرفة تفاصيل طفولتنا. لذلك، سيكون من الجيد أن تخبره باللحظات النادرة التي شعرت فيها بالخجل وكيف تغلبت عليها. شارك هذه اللحظات معه، وإذا نال ذلك إعجابه، بإمكانه استغلال الاستراتيجيات التي استخدمتها لتكوين صداقات أو التغلب على الخجل. إن معرفة أننا واجهنا مشاكل مشابهة لمشكلاته سيقلل من شعوره بالوحدة.

 6.   لا تنعته بـ "الخجول"

نبهت الصحيفة إلى أنه يجب ألا تخبر الآخرين أو حتى طفلك بأنه خجول. يميل الأطفال (والبالغون) إلى التصرف وفقا "للملصقات" التي نضعها عليهم. لا تدع الآخرين ينعتوه بهذه الصفة، وبالطبع، لا تسخر منه حتى عن حسن نية عندما يشعر بالخجل في موقف معين. من الأفضل دعمه ومساعدته على الشعور بالتحسن في المواقف الصعبة.

 7.   شجعه على استكشاف أسباب انسحابه

أشارت الصحيفة إلى أهمية أن تسأل طفلك عن الأشياء التي تثير خوفه، ربما إذا وصلت إلى صلب المسألة، يمكنه حينها معرفة سبب مخاوفه والشعور براحة أكبر عند مواجهة المواقف التي كانت تزعجه وتسبب له الحرج في السابق.

شارك
التعليقات