قالت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، في أول
بيان سياسي لها حول هذا الموضوع الذي أصدرته عام 2019، واستشهدت بـ180 دراسة، إن
العنصرية هي محدد اجتماعي أساسي للصحة، ولها تأثير عميق على صحة الأطفال والمراهقين
والشباب وأسرهم. وفق تقرير لصحيفة "تودي" ترجمته "عربي21".
والدكتورة سالي جوزا رئيسة الرابطة "العنصرية تضر بصحة الأطفال حتى قبل ولادتهم".
وأشارت الدكتورة ماريا ترينت، أستاذة طب الأطفال في
جامعة جونز هوبكنز، إلى أنه عندما يكون الأطفال أهدافا للعنصرية، فإنهم يعانون من
الإجهاد المزمن، ويغرقون بهرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، ما يؤدي إلى ردود فعل
التهابية لديهم.
وكتبت ترينت، في مقال خاص بحقوق الأطفال، أن هذا "يمكن
أن يضر بصحة الأطفال على المدى القصير، بل إنه قد يخلق أيضا مشاكل على المدى الطويل، مثل أمراض القلب والسكري والاكتئاب".
وارتبط تعرض الأطفال للتمييز والعنصرية بارتفاع
معدلات اضطراب نقص الانتباه، وفرط الحركة، والقلق والاكتئاب، وانخفاض الصحة العامة، في
دراسة كانت قد أجريت عام 2017.
وقالت هيرد جاريس، وهي باحثة في طب الأطفال في
جامعة نورث وسترن، إن العنصرية قد تؤدي إلى مشكلات سلوكية مثل العدوانية والعداوة،
ولكن يمكن أن تكون أيضا على شكل عزلة اجتماعية وانسحاب.
وأكد الدكتور راي بيغنال، أخصائي أمراض الكلى لدى
الأطفال، أن هناك مشكلة التحيز اللاواعي في نظام الرعاية الصحية، الذي غالبا ما
يتفاعل دون وعي مع الأشخاص ذوي الألوان المختلفة بشكل مختلف عن غيرهم من المرضى.
وعبر عن قلقه بشكل خاص حول كيفية تفاعل الأطباء
والمهنيين الصحيين مع الأطفال بطرق عنصرية بشكل علني أو سري، ما يؤدي إلى عدم
الثقة وتأخير العلاج، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى نتائج صحية سيئة بالنسبة لأطفال
الأقليات.
وقال بيغنال إن الأطفال السود أكثر عرضة للولادة
المبكرة، ما يعرضهم لأمراض الكلى بشكل أكبر، وهذا يمكن أن يعود لجين موجود في
الأمريكيين الأفارقة. وأضاف أنه إذا كان الأطفال السود يحتاجون إلى رعاية خاصة أو
عملية زرع للكلى، يتم إحالتهم إلى وقت متأخر دون غيرهم من الأطفال الآخرين،
ويتساءل: "هل هذا بسبب تحيز الطبيب؟ أم عدم ثقة المريض في النظام الطبي؟ نحن
بحاجة إلى معرفة المزيد". وقال أيضا إن الأطفال السود ينتظرون لفترات طويلة
للحصول على كلية مانحة، وعندما يحصلون عليها في الغالب تفشل العملية، ويكون قد فات
الأوان.
وقالت هيرد جاريس إن المعلمين يعاملون أطفال
الأقليات بشكل مختلف، ويخبرونهم بأنهم لن يستطيعوا الالتحاق بالكليات، ويشعرونهم
بأنهم ليسوا أذكياء بما فيه الكفاية.
وقالت الدكتورة مونيك جندال، طبيبة باطنة وطب
الأطفال، إنه "عندما نتحدث مع الكبار حول ما مروا به من تجارب عنصرية، تجدهم
يشيرون إلى تجارب الطفولة بشكل شائع، وهو ما يوضح لك كيف أثرت تجارب الطفولة عليه
حتى بعد مرور وقت طويل".
جميع الخبراء يأملون أن تكون هذه اللحظة هي الوقت
والفرصة المناسبة لإحداث تغيير؛ نظرا لما يحدث هذه الأيام.
إن دور الآباء وأطباء الأطفال مهم جدا، حيث إنه
يمكن للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 3
أشهر ملاحظة اختلاف لون البشرة. وفي سن الخامسة يستطيعون معرفة ما هو صحيح وما هو غير صحيح، وقالت جندال إنه بحلول سن الـ12، فإنه يصبح للأطفال معتقدات راسخة لا
تتغير، لذا من المهم التحدث إليهم عن الاختلاف والعرق في سن مبكرة.
وأشارت إلى أن "الأطفال يمتصون كل ما يحيط
بهم من تجارب، والتجارب العنصرية من بينها".
وأضافت جاريس: "من المهم التحدث عن الاختلافات
في العرق ولون البشرة وكل هذه الأشياء؛ لأن الأطفال يستطيعون ملاحظتها".
وأشار بيغنال إلى أن مجال الرعاية الصحية يجب أن
يكون أكثر تنوعا، ويجب على أطباء الأطفال أن يكونوا أكثر تعاطفا تجاه العنصرية
التي يعاني منها الأطفال، وأن يخلقوا ممارسة طبية تشعر جميع الأسر بأنه مرحب بهم.