في سن السابعة عشرة كان سينويولو يطمح
إلى أن يرتقي إلى مصاف "الرجال" بخضوعه لطقوس تقليدية تجريها إثنية
خوسا، إلا أن انتشار فيروس كورونا المستجد في جنوب أفريقيا حال دون ذلك.
وكان عم سينويولو وهو اسم مستعار، نظم
إقامته في كانون الأول/ديسمبر في الجبال المجاورة لبورت إليزابيث (جنوبا) تحضيرا
لمراسم تسمى "أوكوالوكو" وتمثل انتقال الصبية إلى سن البلوغ.
ففي كل سنة في حزيران/يونيو وكانون
الأول/ديسمبر، يمضي آلاف من شبان إثنية خوسا بين سن الخامسة عشرة والسابعة عشرة ما
لا يقل عن ثلاثة أسابيع بعيدا من العالم يخضعون خلالها لعملية ختان ويتعلمون كيف
يصبحون رجالا مسؤولين.
لكن للمرة الأولى، علق ملوك الإثنية وأمراؤها
وزعماؤها التقليديون هذه الطقوس السنوية التي يتشارك خلالها الشبان كوخا ويرافقهم
فقط "طبيب أدغال".
وهم أقروا بداية في نيسان/أبريل بعد
فرض الحظر في جنوب أفريقيا تأجيل المراسم المقررة في حزيران/يونيو. وألغيت بعد ذلك
كل تلك المقررة خلال السنة عندما تبين أن الوباء قد يستمر لأشهر طويلة على ما يقول
أفرا مسوتو وأحد وجهاء إثنية خوسا التي ينتمي إليها الرئيسان السابقان نلسون
مانديلا وثابو مبيكي.
ويتابع قائلا: "لو أرسلناهم إلى
هناك وتبين أن أحد الصبية مصاب بالفيروس فستنتقل العدوى إلى الجميع". ويوضح بأنه "عندما ينتقل الشاب إلى الجبال ويخضع للختان يكون جسمه ضعيفا خلال الأيام
السبعة الأولى. فاعتبرنا أن من الخطر جدا أن نخسر عددا أكبر من الشبان من
العادة". فعمليات الختان التي تنفذ في ظروف صحية بدائية تحصد عشرات الضحايا
سنويا فضلا عن إصابة الكثير من الصبية بالتجفاف والالتهابات.
وأقر سينويولو بأنه يشعر ببعض الارتياح
لإرجاء هذه الطقوس بسبب قساوة المراسم وخطر الإصابة بكوفيد-19 الذي حصد رسميا
أرواح أكثر من 11 ألف شخص مع تسجيل حوالي 570 ألف إصابة في جنوب أفريقيا.
وهو يرى كما الزعيم التقليدي أن
الاضطرار إلى وقف هذه المراسم أو اختصارها كان ليكون أسوأ بعد من التأجيل. ويوضح
أفرا مسوتو أنه "عندما يكون المرء في الجبل فلا ينبغي أن يعود قبل النهاية حتى لو
كان مريضا لأنه سيخسر بذلك قيمه".
ويضيف: "أردنا تجنب أن يعتبر
مجتمعنا أن صبيان 2020 ليسوا أشداء لأنهم لم ينهوا العملية".
ويوافق سينويولو بإيماءة من رأسه على ما
يقوله الزعيم التقليدي مشددا على أهمية هذه الإجراءات. ويؤكد المراهق أن "الشبان
الأكبر سنا يقومون بأشياء لا يمكنني القيام بها ويعاملونك كطفل لذا أريد أن ارفع
مستواي" في مجتمع الخوسا.
ويشدد أفرا مستوتو على أن قرار الإلغاء
أتى بالإجماع "فمهما كان الذهاب إلى الجبال مثيرا للحماسة يبقى الأهم العودة
منها على قيد الحياة".