قرر مطعم صيني
وزن زبائنه قبل طلب وجباتهم، في مسعى إلى التقليل من هدر الطعام في البلاد، عبر
طلب وجبات متناسبة مع أوزانهم.
لكن المطعم
اعتذر أخيرا عن الطريقة الجديدة، وذلك بعد أن لقيت انتقادات واسعة على شبكات التواصل
الاجتماعي في الصين.
ولفت القائمون
على المطعم إلى أن نيتهم كانت التشجيع على عدم إهدار المأكولات، وطلب الطعام
بطريقة صحيحة.
وكان الرئيس
الصيني أصدر عددا من القرارات التي تهدف إلى وقف هدر الطعام في البلاد، ما فتح
أمام الصينين الباب أمام مبادرات تتوافق مع قرارات شي جينبينغ.
وولّى عهد
المآدب الباذخة والأطباق التي لا تعدّ ولا تُحصى في الصين، إذ إن مواطنيها
المشهورين بمطبخهم وبشهيتهم، سيضطرون إلى اتباع التقشف في هذا المجال، عملاً بأمر
أصدره الرئيس يهدف إلى الحدّ من الإهدار الغذائي.
وتقضي
التقاليد الصينية بأن يكون عدد أنواع الأطباق على المائدة بقدر عدد المدعوين بزيادة واحد، لكنّ الأمر انقلب الآن لكي يصبح عدد أنواع الأطباق ينقص واحدا عن عدد الموجودين على المائدة.
وتسعى جمعيات
مهنية عدّة في قطاع المطاعم في مدن بكين و ووهان وشيان إلى الحضّ على تطبيق هذا
النموذج، وقد طلبت من أعضائها أن يدرجوا على لوائح مطاعمهم خياراً يتيح طلب أطباق
تحتوي على كميات أقل، أو حتى نصف حصة.
واعتبر
جينبينغ أن "الإهدار الغذائي" في بلده "صادم ومقلق". وجاء في
تعليمات جينبينغ أنه "رغم كون المحاصيل المحصودة جيدة في بلدنا كل سنة، فمن
الضروري أن يكون لدينا حسّ الأزمة في المجال الغذائي".
وكانت
الأكاديمية الصينية للعلوم، في تقرير أصدرته عام 2018، قدّرت بنحو 100 غرام معدّل
كمية الغذاء الذي يهدره كل شخص عند كل وجبة.
وتقضي قواعد
التهذيب التقليدية في الصين أن يترك الشخص في نهاية الوجبة بعض الطعام في صحنه لكي
لا يشعر مضيفوه بأن كمية الطعام لم تكن كافية.
ومع نهضتها
الاقتصادية، انتقلت الصين في بضعة عقود من مراحل كانت تعانيها في المجاعة، إلى
الإفراط في الاستهلاك. وفي 2015، قدّرت أكاديمية العلوم الزراعية بنحو 35 مليون طن
كمية الطعام المُهدَرَة سنوياً في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو 1.4 مليار
نسمة.
وتولّت شبكات
التواصل الاجتماعي مهمة الدعوة إلى مكافحة هذا الإهدار. فقد أعلنت منصتا
"دويين" و"كوايشو" اللتان تحظيان بشعبية كبيرة أنهما ستغلقان
حسابات المستخدمين الذين قد يصورون أنفسهم وهم يفرطون في تناول الطعام، وهي عادة
تسمّى باللغة الكورية "موكبانغ".
لكنّ بعض
مستخدمي الإنترنت يشككون في إمكان أن تسفر سياسة التقشف الجديدة عن النتائج
المرجوة. وقال أحد مستخدمي شبكة "ويبو": "يجب البدء بتغيير عادتنا
الوطنية المتمثلة بالرغبة في إثارة الإعجاب".
وأضاف: "ثمة من لا يزال يعتقد أن مِن المعيب طلبُ طبق واحد لشخصين".