نشر موقع
"خنيال" الإسباني تقريرا سلّط من خلاله الضوء على أسباب نسيان معظم
الناس ذكريات الطفولة المبكرة، وتحديدا قبل سن الرابعة.
وقال الموقع
في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت" إنه من المدهش أننا لا نكاد نتذكر أي
شيء حدث لنا في سنوات طفولتنا الأولى، وهو أمر ينطبق على جميع الناس تقريبًا، وله
اسم علمي، وهو فقدان الذاكرة الطفولي.
وأكد الموقع
أنه مع تقدمنا في السن، ننسى الأشخاص والأحداث وحتى الأماكن التي عشنا فيها عندما
كنا أطفالًا، ومازالت هناك الكثير من الأبحاث حول هذا الموضوع. فما هو فقدان
الذاكرة الطفولي؟ وماذا يخبرنا العلم عن أسرار اختفاء ذكريات الطفولة عند تقدمنا
في العمر.
ما هو فقدان
الذاكرة الطفولي ومتى يحدث؟
فقدان الذاكرة
الطفولي هو عدم قدرة البالغين على تذكر تفاصيل الأحداث والذكريات التي حدثت لهم
قبل سن الرابعة. ذهب بعض الباحثين إلى أبعد من ذلك، ووجدوا أن الأطفال قبل سن
السابعة يمكنهم تذكر 60 بالمئة أو أكثر من تجاربهم المبكرة، بينما لا يتذكر
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والتاسعة سنوات سوى 40 بالمئة منها فقط.
سمح لهم أن يستنتجوا أنه مع تقدمنا في العمر، تتقلص أحداث الطفولة التي يمكننا أن
نتذكرها.
الذاكرة
مرتبطة أساسا بالتواصل الشفهي
أشار الموقع
إلى أن إحدى النظريات التي تفسر سبب عدم تخزين ذكريات طفولتنا، أننا لم نكن قادرين
على التواصل شفهيا في مرحلة مبكرة من العمر. عندما نريد أن نستعيد الذاكرة، نستخدم
عادة الكلمات حتى نتمكن من وصف الأحداث بدقة، بينما لا يبدأ معظم الأطفال في
التحدث قبل سن الثانية، لذلك لا يمكنهم ببساطة تكوين ذاكرة متماسكة.
نمو الدماغ
يمحو الذكريات
من منظور
بيولوجي، يَظهر أنه مع تقدمنا في العمر، تقوم أدمغتنا بعمل مكثف وننسى بذلك
الذكريات المبكرة. وقد خلصت إحدى الدراسات إلى أن تشكل الخلايا الجديدة في الدماغ
يؤدي إلى محور الذكريات بعيدة المدى. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا تذكر الأحداث اليومية التي عشناها قبل سن الثالثة أو
الرابعة لأن ذاكرتنا العرضية لم تبدأ بعد في العمل. لهذا السبب يمكنك أن تحتفظ فقط
بذكريات مجردة، مثل شكل الحديقة التي اعتدت الذهاب إليها، ولكن دون تفاصيل أخرى.
دور الوالدين
أكدت إحدى
الدراسات أن الوالدين يساهمان بقدر كبير في تغيير ذكريات الطفولة. عادة ما نميل
إلى التشبث بالأحداث والتفاصيل التي تربطنا بالماضي، ونتذكر أساسا الأحداث التي كان آباؤنا يعتبرونها مهمة. وجدت
هذه الدراسة أن الأطفال يتذكرون الحدث ذاته بشكل مختلف بعد الحديث عنه مع
الوالدين.