لماذا يشفى كبار السن بشكل أبطأ من الصغار؟.. إليك التفسير العلمي 👶👴

photo-1586498024141-1940debde48d
CC0
  • أحمد حسن
  • الجمعة، 27-11-2020
  • 07:46 ص
عندما يصاب طفل صغير بجرح ما، فإنه يبكي في بداية الأمر وفي غضون عدة أيام تسقط القشرة ويظهر جلد جديد، بينما إذا أصيب شخص كبير بالسن بجرح ما، فإن الأمر قد يتطور من جرح صغير إلى التهاب بكتيري، ويمكن أن لا يلتئم حتى وقت طويل قد يصل إلى أشهر.

كلمة السر: العمر
يقول موقع "ذا كونفيرسيشن" في تقريره إنه "سنوات العمر تعمل على إبطاء عملية إلتئام معظم الأنسجة، ويمكن للجروح أن تكشف لنا عن سبب هذا التباطؤ".

بشكل عام يتم تصنيف عملية إلتئام الجروح إلى ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى هي الالتهاب، وهي بالأساس محاولة الجسم لتنظيف الجرح، خلال مرحلة الالتهاب تتحرك الخلايا المناعية المسماة بالبلعمات إلى الجرح، وتقتل أي بكتيريا ملوثة، وتبتلع الخلايا الميتة وتتخلص من أي حطام.

وبعدها يمهد الالتهاب الطريق لمرحلة التجديد، حيث تعمل العديد من العمليات بشكل متناسق لإعادة ترميم الجلد التالف. الخلايا الجديدة البديلة تنقسم من الخلايا الموجودة على حافة الجرح، وتساعدها الخلايا الليفية  من خلال وضع سقالات داعمة تدعى بالنسيج البيني خارج الخلية (ECM)  والتي تعمل على ربط الخلايا الجديدة معاً. كما أن أي هياكل تالفة مثل الأوعية الدموية التي تحتاج إلى ترميم تنمو من جديد. 

المرحلة الثانية يغلق الجرح بشكل فعال ويستعيد الجلد حاجز الحماية ضد البكتيريا.

ومع أن مرحلة التجديد هي عملية إصلاح سريعة نسبياً، إلا أنها ضعيفة، والجلد الجديد غالباً ما يكون طرياً، ولذلك تبدأ مرحلة إعادة التشكيل النهائية على مدار عامين، حيث يتم تقوية الجلد الجديد تدريجياً من خلال عدة عمليات متوازية.

النسيج البيني خارج الخلية التي تم وضعه في البداية بشكل عشوائي، يتم تفكيكه واستبداله بطريقة أكثر ديمومية. وتصبح الخلايا المتبقية من المرحلة السابقة التي لا حاجة لها غير نشطة أو تموت.
هذه العملية إضافةً إلى أنها تقوي الجلد الجديد، إلا أنها أيضاً مسؤولة عن إختفاء الندوب وتلاشيها مع مرور الوقت.

الأمراض تعطل الشفاء
إحدى الطرق الرئيسية التي تؤدي بها الشيخوخة لعرقلة التقدم المنظم والفعال خلال مراحل الشفاء هي المشاكل الصحية التي ترتبط بتقدم العمر.

مرض السكري هو أحد الأمثلة، حيث يؤثر بشكل سلبي على الشفاء عبر تضييق الأوعية الدموية. ونتيجة لعدم نشاط الدورة الدموية لا تصل العناصر الغذائية الأساسية والأكسجين إلى الجرح بكميات كافية لتغذية المرحلة التجديدة الثانية.

مرض السكري هو مجرد نوع واحد من العديد من الأمراض المرتبطة بتقدم العمر والتي تعطل العمليات الطبيعية في الجسم مثل إلتئام الجروح.

وبغض النظر عن الآثار السلبية للأمراض المرتبطة بالعمر، فإن الخلايا نفسها تشيخ. وتسمى هذه الحالة الشيخوخة الخلوية، وفيها تفقد الخلايا قدرتها على الانقسام بشكل دائم.

عندما تنقسم الخلايا بشكل أبطأ، أو عندما تتوقف الخلايا عن الانقسام بسبب الشيخوخة، يصبح الجلد أرق. كما أن استبدال الخلايا الدهنية التي تشكل طبقة داعمة تحت الجلد يتراجع مع تقدم العمر. لذلك فإن جلد كبار السن هو أكثر عرضة للإصابة في المقام الأول.

لكن الخلايا الشائخة لا تبقى متفرجة عندما يحدث جرح ما. لأسباب غير مفهومة حتى الآن فإنها  تطلق منتجات ثانوية سامة تتلف الأنسجة المحيطة وتسبب إلتهابات حتى في حالة عدم وجود تهديد بكتيري.

ويمكن لبعض هذه المنتجات الثانوية أن تسرع من شيخوخة الخلايا المجاورة.

وهذا يشير إلى أن الخلايا الشائخة في جوهرها معدية، وتعمل على تغذية دورة غير خاضعة للسيطرة من الالتهابات وتلف الأنسجة الذي يعيق عملية التجديد والشفاء الناجح.

ويختم التقرير بقوله إن فهم سبب تباطؤ الشفاء مع تقدم العمر أمر مهم جداً، لكن ولسوء الحظ، فإن العلاج الحالي للجروح قديم جداً، وغير فعال في كثير من الأحيان لكبار السن. تتضمن بعض الخيارات التقليدية تغيير ضمادات الجروح، واستخدام المضادات الحيوية عند إصابة الجرح أو العلاج في غرفة عالية الأكسجين عندما تكون الدورة الدموية سيئة بسبب مرض السكري.
شارك
التعليقات